مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

تحليل الخطاب الحكائي.. دراسة تطبيقية في الرواية والقصة القصيرة

219

كتب: عبد الرحمن هاشم

تُركز الدراسات التطبيقية العربية على نوعين رئيسيين من أنواع الخطاب مادةً للتحليل، هما: الخطاب السياسى، والخطاب الإعلامى، دونما اهتمام كبير بالخطابات الأدبية.

وقد قامت مؤخرا الناقدة الدكتورة عزة شبل محمد بعرض نماذج تطبيقية من الرواية والقصة القصيرة في كتابها الصادر حديثاً بعنوان “تحليل الخطاب الحكائي”، معتمدة على ثلاثة أعمال أدبية هى على الترتيب: رواية (قنديل أم هاشم) ليحيى حقى، ورواية (كسبان حتة) لفؤاد قنديل، والمجموعتان القصصيتان (أرخص ليالى)، و(اقتلها) ليوسف إدريس، فى محاولة لرؤية كيف يخلق الكاتب عالمًا إبداعيًّا جديدًا يمزج فيه بين العالم الداخلى لنصه، والعالم الخارجى، وبين العالم الواقعى والعالم الخيالى فى وحدة كلية متميزة ومتفردة فى تفاعلها مع بنى المجتمع.

جاء الفصل الأول بعنوان: التشكيل اللغوى للوصف ودوره فى بناء الرموز الاجتماعية ورؤية الكاتب فى رواية (قنديل أم هاشم) ليحيى حقى. وفيه تناولت الناقدة د. عزة شبل تعدد مستويات الوصف داخل الرواية: وصف المكان، والزمان، والشخصيات، والاستراتيجيات التى استخدمها يحيى حقى لبناء الوصف، ثم تعرضت لتحليل علاقة الرموز الاجتماعية والفواعل الاجتماعية ببنية المجتمع، وعلاقة سلطة الخطاب بسلطة الممارسات الاجتماعية، وكيفية بناء أيديولوجيا جديدة.

قد يهمك ايضاً:

نشرة تعليم المنوفية اليوم الثلاثاء 23/4/2024

الكيلاني وشوشه يشهدان احتفالية “تحرير سيناء”…

وجاء الفصل الثانى بعنوان: التوظيف النصى للمجاز فى رواية (كسبان حتة) لفؤاد قنديل، متناولاً دور المجاز فى تحقيق ترابط النص وصنع وحدته، وتناص المجاز مع السيرة الشعبية، والحكايات الأسطورية، وقصص الحيوان، وكيفية تعالق المجازات لبناء موضوع الرواية، وتحليل كل من الوظائف النصية والسياقية للمجاز، وعلاقة المجاز بالمنظور الروائى.

أما الفصل الثالث والأخير من كتاب “تحليل الخطاب الحكائي” للدكتورة عزة شبل محمد، فقد خصصته لخطاب القصة القصيرة، فجاء بعنوان: بنية التكرار فى لغة القصة القصيرة عند يوسف إدريس. وقد ركزت على خاصية بعيدة كل البعد– ظاهريًّا- عن تقنيات بناء نوع القصة القصيرة مراعاة لقصر حجمها وهى التكرار، موضحة الدور الرئيسى الذى يقوم به التكرار فى بناء نسيج النص وعتباته، ودور هذا العنصر فى بناء الوصف والحوار، وموضوعات الحكى، وخصوصية النوع الأدبى ومحلية القص.

وعن الكاتبة قال الناقد الكبير د. سليمان عبد العظيم العطار: “عزة شبل مؤلفة هذا الكتاب أكاديمية متميزة، شديدة الإخلاص والطموح فيما تقدم من بحث علمى، فهى تسعى لاستخدام أدواتها المنهجية لاستكشاف مناطق غير مطروقة عبر تطوير المنهج نفسه، وإمداده بطاقة استكشافية تضىء المادة التى تدرسها بعد اختيار دقيق لتلك المادة التى لا تبذل أسرارها إلا بشحذ ذلك المنهج والأخذ بيده نحو امتلاك قدرات جديدة فوق قدراته المعتادة، وهكذا ينفتح السبيل المؤدى لإضافات علمية يحتاجها التخصص، فى استئلاف للمادة المدروسة التى تضن بما تتضمنه من معرفة، إلا لمن يدفع مهرًا غاليًا من البصيرة العلمية الدؤوبة ذات السلطة التى تتحقق فقط للباحث الممتلك لقدرة ترويض المجهول، وتقييد الأوابد مهما راوغت وابتعدت”.

وأثنى على الكتاب فقال: “عنوان الكتاب « تحليل الخطاب الحكائى: دراسات تطبيقية فى الرواية والقصة القصيرة»، عنوان يفتح الباب للقارئ للتخيل، وكأنها نية مبيتة للتعريف بتلك الدراسات فقط عبر الإبحار فى ثنايا الكتاب لتتحدد أمامنا دراسات فى تحليل الخطاب بالفعل غير مألوفة، تهدف لتوظيف علم النص بأسلوب مختلف للوصول للاتساع بمساحة ذلك العلم، وتجاوز النمطية التى سيطرت على الدراسات النصية التى طالما قدمت قوالب ورفوفًا من اليسير تعبئتها بعناصر باتت معروفة ومتكررة مع عناصر نحو النص السبعة (السبك والحبك والقصدية والمقبولية والإعلامية والسياق والتناص)، إذ جرت العادة بحث العناصر السبعة مجتمعة أو بعضها دون البعض الآخر. من هنا جاء هذا الكتاب مختلفًا وممتازًا ومضيفًا إضافات انطلقت من بدئه وقدرة تستحق الثناء فى اختيار المادة المدروسة “الرواية والقصة القصيرة”، لكن أى رواية وأى قصة قصيرة ! إن عالم الرواية والقصة القصيرة عالم متسع يستحيل الإحاطة به أو أخذ عينات منه. انطلاقًا من ذلك قامت الباحثة بتضييق الدائرة المتسعة تحت عنوان كبير شامل، إنه عالم القصة سواء كانت رواية أو قصة قصيرة”.

 

 

اترك رد