مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

تحفة معمارية.. السعودية تشيد أكبر بوابة للحرم المكي

25

كتبت – نهلة مقلد:

أولت المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله -، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – جلّ اهتمامها وعنايتها بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة لاستيعاب الأعداد المتزايدة لضيوف الرحمن ، وذلك ابتغاءَ لمرضاة الله وأداءً للأمانة العظيمة.

وبذلت المملكة الغالي والنفيس في سبيل عمارة وتطوير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وتقديم أرقى الخدمات العصرية لحجاج بيت الله الحرام ‏والزائرين والمعتمرين، وذلك استشعارًا للمسؤولية والشرف العظيم الذي خصّ الله به المملكة لرعاية الحرمين الشريفين.

السعودية

وتُعدّ خدمة الحرمين الشريفين من أهم أولويات قيادة المملكة التي يتشرف بها ملوك هذه البلاد الطاهرة، وواجب يتفانون في أدائه تقربًا إلى الله وأداءً لدورهم الريادي والقيادي في خدمة الإسلام والمسلمين، وقد سعوا طوال العهود المتعاقبة إلى توفير سبل الراحة وتيسير أمور الحج والزيارة وتسهيل جميع الإجراءات وتقديم أرقى الخدمات ليُؤديَ ضيوفُ الرحمن عباداتهم في روحانية وسهولة ويسر وأمن وأمان.

 

وقد بادر الملك عبد العزيز – رحمه الله – ‏منذ دخوله مكة المكرمة وتوليه أمر الحرمين الشريفين، بكل اهتمام وعزم إلى عمارة الحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما ، وكان من أبرز ما قام به الأمرُ بترميم المسجد الحرام ترميمًا كاملاً ، وإصلاح كل ما يقتضي إصلاحه، وترخيم المسجد الحرام وتجديد الألوان، وكان ذلك في سنة 1344هـ، كما أمر بترخيم الواجهات المطلة على المسجد الحرام ورحباته في سنة 1370هـ، ووضع السرادقات في صحن المسجد لتقي المصلين حرّ الشمس سنة 1345هـ، كما أصلح مظلة إبراهيم ، وقبة زمزم ، و(شاذروان) الكعبة المشرفة سنة 1346هـ.

 

كما أمر الملك المؤسس – رحمه الله -، بنصب سرادقات بصحن المطاف، وعمل مظلات ثابتة في أطراف الصحن مثبّتة بالأروقة، تنشر وتلف عند الحاجة، وبقيت سنوات عديدة وتُجدّدُ باستمرار.

 

وفي عام 1346هـ أمر -رحمه الله- بإنشاء أول مصنع لكسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة ، وتبليط المسعى بالحجر الصوان المربع وأن يُبنى بالنورة ، وكان ذلك أول مرة في التاريخ، كما أمر الملك عبدالعزيز – رحمه الله – بإنشاء إدارة الأمن، وجعل مقرها الرئيس بمكة المكرمة تعزيزاً للأمن وتعظيماً للبلد الحرام.

 

كما وجَّه – رحمه الله – بإزالة نواتئ الدكاكين التي ضيقت المسعى، فصار المسعى في غاية الاستقامة وحسن المنظر، وأمر بعمل سبيلين لماء زمزم مع تجديد السبيل القديم، وأمر بإصلاح الحجر المفروش على مدار المطاف ، وإصلاح أرض الأروقة.

 

وفي عام 1354هـ أمر بإزالة الحصباء القديمة واستبدالها بأخرى جديدة، كما أمر في عام 1366هـ بتجديد سقف المسعي، وكانت مظلة السقف ممتدة بطول المسعى من الصفا إلى المروة ما عدا ثمانية أمتار مقابل باب علي رضي الله عنه، وأمر بعمل باب جديد للكعبة مُغطىً بصفائح من الفضة الخالصة، محلاة بآيات قرآنية، نُقِشَت بأحرف من الذهب الخالص.

 

بعد ذلك توالى أبناء الملك عبدالعزيز البررة بالعناية والاهتمام بخدمة الحرمين الشريفين، حيث وجّه الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – بتركيب مضخة لرفع مياه زمزم في سنة 1373هـ، وإنشاء بناية لسقيا زمزم أمام بئر زمزم في سنة 1374هـ ، بعد بناء المسعى بطابقيه ، وتوسعة المطاف ، وصار بئر زمزم في القبو ، وقد زود قبو زمزم بصنابير الماء ومجرى للماء المستعمل .

 

كما أمر – رحمه الله – بترميم الكعبة المشرفة في عام 1377هـ، حيث غُيّر سقفا الكعبة العلوي والسفلي بالكامل، وعُولجت أحجارُ الكعبة التي تعرضت للشقوق وتراكم التراب عليها.

 

قد يهمك ايضاً:

وفِي عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله – واصل إنجاز توسعة المسجد الحرام التي بدأت في عهد الملك سعود، ومما تم في عهده إزالة البناء القائم على مقام إبراهيم توسعةً للطائفين، ووضع المقام في غطاء بلوري عام 1387هـ، ووجَّه ببناء مبنى لمكتبة الحرم المكي الشريف، وذلك في عام 1391هـ، وببناء مصنع كسوة الكعبة المشرفة في موقعه الجديد في أم الجود، وتوسيع أعماله.

 

كما اُفتُتِحَ مصنعُ الكسوة بعد تمام البناء والتأثيث، وذلك عام 1397هـ، وتوسعة المطاف سنة 1398هـ، وفرش أرضيته برخام مُقاومٍ للحرارة، ونقل المنبر والمكبرية، وتوسيع قبو زمزم، وجعل مدخله قريبًا من حافة المسجد القديم في جهة المسعى.

 

وفي عام 1399هـ في عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – غُيّرَ بابُ الكعبة المشرفة إلى باب من الذهب الصافي، صنعهُ شيخُ الصّاغة آنذاك أحمد بن إبراهيم بدر، وقد استخدم 280 كجم من الذهب الخالص في صناعته، ويَعدُّهُ البعض أكبر كتلة ذهب في العالم، وهو الباب الموجود هذه الأيام، وعُمل باب داخل الكعبة للصعود من داخلها، يُسمى باب التوبة.

 

وفي عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود-رحمه الله- عام 1417هـ جرى الترميم الشامل والدقيق على أعلى المواصفات العمرانية العصرية للكعبة، حيث مكثت الكعبة نحو 375 عامًا بدون ترميم شامل، وفي العهد السعودي الزاهر عُمر المسجد الحرام ثلاث مرات وَوُسّع توسعات عمرانية تاريخية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً عبر عصوره المتعاقبة.

السعودية

وأمر الملك عبد الله ‏بن عبدالعزيز – رحمه الله – بالتوسعة السعودية الثانية التي يشهد تنفيذها الآن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – ، حيث إن عمارة المسجد ‏الحرام الأولى وجّه بها الملك عبد العزيز وأمر بتنفيذها وشُرِعَ في تنفيذها بعهد الملك سعود بن عبدالعزيز – رحمه الله – وانتهت في ‏عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز – رالله فيما بدأت التووسعة السعودية الثالثة في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز  رحمة الله عليه ولاتزال مستمرة بأمر وتوجيه ومتابعة ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعو.

وصدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز بتغيير مسمى مصنع كسوة الكعبةالمشرفة إلى مصنع الملك عبد العزيز في عام 1439 ه.

وشهد المسجد الحرام في عهد الملك فهد بن عبد العزيز  رحمة الله عليه توسعة كبيرة في عام 1403ه نزع فيها ملكيات عقارات السوق االصغير غرب المسجد الحرام أمر بها الملك فهد بن عبد العزيز رحمة الله عليه وقد بلغت مساحة أراضى العقارات المنزوع ملكياتها 30 ألف متر مربع × فهيئت كساحات مؤقتة للصلاة قبل البدء بأعمال البناء عليها.

وفى عام 1406 ه ، أمر الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله ، بتبليط سطح التوسعة السعودية الأولى بالرخام البارد المقاوم للحرارة وبإنشاء 5 سلالم كهربائية بالمسجد الحرام، وبناء 5 جسور علوية للدخول إلى الطابق الأول ، وفى عام 1409 ه، زضع الملك فهد بن عبد العزيز أل سعود رحمه الله حجر الأساس للبدء في  التوسعة السعودية الثانية وكانت توسعة عظيمة .

وفى عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله ، بُدىء في التوسعة السعودية الثالثة للحرم المكي التى تعد أكبر توسعة على مر العصور والتاريخ ، وتاضمن توسعة الحرم المكي ، ليرتفع الطاقة الاستيعابية بعد إنهاء أعمال التوسعة إلى مليونى مصل.

وتشتمل توسعة الساحات الخارجية على دورات مياه وممرات وأنفاق ومرافق أخرى مساندة تعمل على انسيابية الحركة في دخول المصلين وخروجهم ، وتتضمن منطقة الخدمات المتعلقة بالتوسعة وخدماتها التكييف ومحطات الكهرباء ومحطات المياه وغيرها .

واهتم ملوك المملكة بالمشاعر المقدسة ، وذلك بعمارة مسجد نمرة في عرفات والمسجد الحرام في مزدلفة ومسجد الخبف في مني ، وتوفير البنية التحتية والمرافق الخدمية الصحية والبيئية والأمنية والمواصلات والاتصالات وشبكة الطرق بين المشاعر المقدسة وإلى مكة المكرمة وعمل الخيام المضادة للحريق في مني وجسر الجمرات العملاق وقطار المشاعر المقدسة .

وفى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، حفظه الله ، تستمر الرعاية والعناية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة ومن ذلك أمره باستكمال التوسعة السعودية الثالثة  للحرم المكي والمسجد النبوي ورعايته زمتابعته مشروعات تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة والارتقاء بالخدمات   المقدمة لاهالى الحرمين وقاصديهما.

حيث أولى خادم الحرمين الشريفين المقدسات الإسلامية عنايته والحفاظ  على أمنها، كمت هو شأن قادة هذه البلاد  منذ عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن وأبنائه الملوك من لعده رحمهم الله جميعا إلى هذا العهد الزاهر الذى وصلت فيه خدمة الحرمين إلى مرحلة لم يسبق لها مثيل ، ومن ذلك الأمر بإنشاء الهيئة الملكية لتطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وانشاء شركة المشاعر المقدسة ، وتدشين قطار الحرمين والأمر بإنشاء مطار الطائف الجديد خدمة لمكة المكرمة وبوابة أخرى للحجاج والتوجيه باستكمال جميع مشروعات تطوير المدينتين المقدستين .

 

اترك رد