مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

بيدرو

3

بقلم – عواد المخرازى
قال لي : “سأدوسك بقدمي هذه . وأخذ يشتم عائلتي بكل قذارة “. إنه ذلك الطالب الفاحش الملقب ب ” بيدرو ” بين زملائه .
حقيقة أردت العراك معه فأنا معلم ولي كرامتي ” برضو ” . عندها طلب مني المدير عدم الرد عليه . في اليوم التالي : تعرض زميلي لنفس الألفاظ الفاحشة من نفس الطالب ” بيدرو ” . لكن زميلي قرر المواجهة . استدعى الطالب إلى الأدارة ، بيدرو كان الاقوى صرع المعلم بضربة قوية وهرب . بعد قليل عاد بوالدته التي خلعت عن شعرها ما أن وصلت . وقالت : أنا من سيقاتلك أيها المعلم (….) أنت لم تعرفني بعد يا أبن (___) . ألم تسمع بي أيها (____) وانهالت عليه بالشتاىم والضرب . مديرنا جلس متسمرنا خلف مكتبه . تحدث بخوف و هلع مع تلك المخلوقة بالفصحى ليهدئ روعها قائلا : سيدتي الفاضلة ..وقبل أن يكمل جملته تلقى ضربة اصمتته واطارت بنظارته وغادرت مهللة بانتصارها .
كنت الوحيد من الزملاء الذي اختبأ خلف المدير في ذلك اليوم كانوا أكثر شجاعة مني في تلقي الشتائم والضرب .
عندما كنت مختبئا خلف مديري محتميا به _ مر بي ذلك الشريط بسرعة عندما كان والد ” بيدرو ” طالبا عندي في الصف . وقد حذرت زملائي كيف سيكون حال الوطن فيما لو تزوج هذا الطالب السيء وأمثاله . سينجبون حتما نسخا مكررة عنهم . لم أصدق ما رأيت في احد الأيام عند قدومي للمدرسة . تلك الخيم الكبيرة وذلك الكم الهائل من الناس .هناك فرح كبير لوالد ” بيدرو ” لقد تزوج من ” صبرة ” وهي من أكثر الطالبات حمقا . أعرفها جيدا كانت في مدرسة الأناث المقابلة لمدرستنا . لقد اذاقت المعلمات الٱمرين . حتى تركت المدرسة لتتجه للعمل بالمزارع . خلال تسعة أشهر من الزواج كان السيد ” بيدرو ” يصيح في هذه الدنيا التي بدت بغيضة جدا لي هذا اليوم . لقد جاء مسرعا إلى عالمنا _
اليوم التالي عاد الطالب في الطابور الصباحي يتحدى جوقتنا . لم نشأ أغضابه طبعا . وتجاهلنا ما بدر منه من ألفاظ .
زارنا مدير تربيتنا محذرا من الإساءة للطلبة وعدم ضربهم او شتمهم او استفزازهم . هكذا تقضي القوانيين الجديدة . فالطالب خط أحمر .
وأن على الجميع أحتواء هؤلاء الابرياء . فهم عماد الوطن في المستقبل . قاطعه مديرنا قائلا : إننا نحتوى حتى أباءهم يا سيدي واضعا يده على مكان لطم تلك السيدة على خده .
_ صمتت طويلا متسائلا كيف سيكون الحال في الجيل الثالث من عائلة بيدرو . فيما لو قرر “بيدرو” الصغير الزواج .

اترك رد