مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

بكاء الشجر.. ببليوجرافيا قصصية للإعلامية إيمان أحمد يوسف

0

بكاء الشجر.. ببليوجرافيا قصصية لإيمان أحمد يوسف
بقلم الناقدة/ نوران فؤاد

المستشار الإعلامي بالمجلس الإنمائي للمرأة والاعمال اللبناني

د. نوران فؤاد
قد يهمك ايضاً:

مني تشهد ضد دينا فؤاد في حق عرب الحلقه ١٦

كما عودتنا الشاعرة النبيلة ابنة الإسكندرية، وبهية القاهرة المبهرة الندية إيمان أحمد يوسف، في إهداءنا كل ما هو جديد لديها من نصوص شعرية ونثرية، شرفنا وسعدنا باقتناء أحدث إصداراتها من نصوص نثرية (بكاء الشجر) قصص قصيرة، صادرة عن سلسلة رؤي، دار يسطرون، بمقدمة فلسفية رائعة وفريدة اعتدنا عليها من سيادة المستشار صالح شرف الدين عضو لجنة النقد باتحاد كتاب مصر، وغلاف معبر للكتاب من إبداع ريشة الفنانة الأديبة حنان العشماوي، فاكتملت للعمل كل أسباب النجاح تأليفا ونشرا ومقدمة وفنّا.
هذه المجموعة تجاوزت عشر قصص قصيرة مكتوبة بروح الفيلسوفة وحساسية الشاعرة ودقة الناثرة فتناولت آمال امرأة مصرية بالتوازي مع آلامها ،جامعة بين العام والخاص، والنادر والمتداول، والبعيد جدا والأكثر قربا.
ومن (الملامح) التي تنبش في الماضي بحروف ترتجف رقة وعذوبة إلي (المحاولة) التي تضمد جروح الأمس واليوم، وما بين (حل وترحال) و(تصالح) تلك التي تذكرنا بمفردات دنقل العظيمة في فريدته (لا تصالح)، و(شلالات الحقائق) التي كنت أحب اختزال اسمها لـ (الشلالات ) فقط، وهي لا تخلو من بعض المباشرة فى أسطرها وتفيض بدمعات الكفاح لبطلتها.. أما (الجنة في الحجرة) فلها شأن قصصي كبير، لموازاتها لموضوع عصري ونافذ، ألا وهو العلاج بالفن من تشكيلي وموسيقي علي اختلاف ألوانه.
أما تلك الرؤى الإبداعية الفذة المختلطة بالوجدان الشعري في (بكاء الشكر) حيث الاستعارات والتشبيهات وكأن الشجر كائن حي يدري ويحب ويفتقد وينتحب، بمقابلة رائعة وغير اعتيادية بين رقته والقسوة البشرية، لنتأمل رحلتنا الحياتية في معزوفتها (وجه من وجه)، مرورا بـ(هو) أو كما أسميتها: صندوق الذكريات، حين توَحَدّتُ وبطلة القصة، كإنسانة قبل أن أكون ناقدة، ومَنْ مِنّا لمْ يُحِبّ جدته؟ إنها الراحة والأمان والوداعة وأقاصيص الزمن الوافرة الوفية.
لكننا نجد أصدق تعبيرات الغربة والاغتراب في قصتها (هي والقاهرة)، ومباشرة تخدم المعني الأدبي هذه المرة حيث التفاف دوار الحياة حول أجسادنا بل وأعناقنا فى مداورة وإحكام يخنقنا فى كثير من الأحيان.
أمّا (الجميلة) فهي أصدق تعبير بما يتصل بالصورة المجتمعية للمرأة وما يتصل بها من قهر اجتماعي متعمد وغير متعمد.

إيمان أحمد يوسف

ونجد في (أمسية) خلطا للعام بالخاص والمجتمعي بالأدبي، ومزاوجة السرد ما بين لغة شعرية وتألق نثري بمهارة شديدة. وتذكرنا (أجنحة البحر) بعنوان ديوان الكلاسيكية الشعرية المهجرية الباذخة (الأجنحة المتكسرة)، أي بعمق تراثنا الشعري وتلمودنا النثري.
وبعد، فقد قدمت المبدعة والإعلامية اللامعة / إيمان أحمد يوسف باقة قصصية ماهرة ومائزة عامرة بروح الشاعرة وفلسفة السنوات ومفردات القصة القصيرة باكتنازها وكثافتها واختصارها ودقة استخدامها في مواقعها وأحاديثها الشجية الشجنة، وهو ما كان ينتظر من قامة ثقافية أدبية إعلامية عملت في المجالات الأهلية التطوعية والعمالية، وخبرت عقل مجتمعها وقلبه، فاستحقت ما تشغل من مكانة إنسانية وثقافية واجتماعية وأدبية، مع عضويات ذاخرة في عدد من الهيئات والمؤسسات، ولم يخرجها كل ذلك من تواضعها وأدبها الجم واجتهادها علي درب الأدب، فالمنتظر منها كثير والمتوقع أكثر.

 

اترك رد