عض قلبي ولا تعض رغيفي !!!!

بقلم – أماني النجار:

مقولة مشهورة لها دلالة قوية عند الشعب المصري على مر العصور ( عض قلبي ..ولا تعض رغيفي ) حتى أصبح شبح المساس بسعر رغيف الخبز من المحرمات التي حرصت الحكومات المصرية على اختلاف أيدلوجياتها الابتعاد عن المساس بها قدر الإمكان وعدم التطرق لها لا بالتلميح ولا بالتصريح .
وفجأة نستيقظ على ( محدش يقول متقربش من رغيف العيش …لاء حنقرب )عبارات قوية اختارها الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو يتحدث عن رغيف الخبز هزت تلك الكلمات أرجاء المعمورة من شمالها إلى جنوبها ومن دلتاها حتى صعيدها ولكي نقف على فحوى تلك العبارات كان لابد وأن نختار منصة محايدة حتى نستطيع أن نرى الحقيقة واضحة بعيدا عن أراء المؤيدين على طول الخط أو المعارضين من أجل المعارضة لذا سأعرض حقيقة الأمر دون أدنى ميل لا إلى هولاء ولا إلى هولاء فالاعلام الحر ليس بوقاً لأحد انما هو جندي في كتيبة الوطن.

*رغيف الخبز ذلك البطل الذي تصدر العناوين الرئيسية سواء في وسائل الإعلام المرئية او المسموعة أمس لم يتحرك سعره منذ عام ١٩٨٤ في حين ان كل مقومات انتاج رغيف الخبز بداية من القمح وزراعته وجمعه ونقله ومرورا بتكلفة النقل وارتفاع أسعار العمالة والوقود الى أخر مراحل الانتاج حتى يصل إلى يد المواطن في زيادة متلاحقة، ومع ذلك ظل ذلك البطل محتفظ بثبات سعره على مدار ٣٧ عام وهذا ما أكدته شعبة المخابز المصرية ، في حين ان التكلفه الفعلية لرغيف الخبز تترواح مابين ٦٠ و٦٥ قرشاً للرغيف الواحد ومع ذلك لم يطرأ عليه اي تغير سوى تخفيض في وزن الرغيف من ١٠٠جرام إلى ٩٠ جرام وذلك في عام ٢٠٢٠ أي تخفيض بنسبة ١٨٪؜ وفقاً لتصريحات وزارة التموين والتجارة الداخلية المصرية .
ومع ذلك يتم صرف ٥ أرغفه لكل مواطن مقيد ببطاقات التموين بواقع ١٥٠ رغيف شهرياً
_وفقاً لقاعدة البيانات يوجد في مصر ٢٣مليون و٧٩ الف و١٦٥ بطاقه تموينيه يستفيد منها ٧١ مليون مواطن و٤٧٩الف و٨٥٩ مواطن

دعم الخبز يتكلف ٥’٥٠ مليار جنيه سنويا من ميزانية الدولة
– الدولة تصرف الدقيق مجانا للمخابز وتقوم بصرف ١٢٧٩ قرشا لصاحب المخبز عن كل رغيف خبز ينتجه اي ان كل ١٠٠٠رغيف يتم ضربهم على الماكينة وصرفهم تصرف الدوله لصاحب المخبز ١٢٧.٩ جنيه
– عدد المخابز المدعمة على مستوى الجمهوريه ٢٨ الف مخبز .
– الخبز المدعم يباع كعلف للمواشي والطيور بعد تنشيفه ويباع الكيلو مقابل ثلاثه جنيهات وفق ماصرح به نقيب الفلاحين .

ومع كل هذه الحقائق وكالعاده ترى لكل قرار مؤيديه ومعارضيه ولكل منهم وجهه نظره التي يدافع عنها بأسانيد ومبررات
فمن يرى ان نصف حصه الخبز التي يصرفها المواطنين تلقى في صناديق القمامه استهتارًا من المواطنين نظراً لانخفاض سعر الرغيف وانه لابد من رفع سعره ، يخرج له من يعارضه بأن نسبه لا بأس بها تأكل من صناديق القمامة فهذا يلقيها وذاك يلتقطها ويأكلها وليس هناك حاجه لرفع السعر .
خلاصه القول أن الرئيس السيسي عندما اطلق مبادرة حياة كريمة دعا لأن نتكاتف لكي نصل إلى جمهوريتنا الجديده الي لطالما حلمنا بها .
فهل زياده سعر رغيف الخبز هو لبنه في عمليه البناء ؟؟
أظن أن مايجب التفكير فيه هو التوحد من اجل البناء وليس الفرقة والتشرذم مابين مؤيد ومعارض من أجل الدفاع عن الأراء الشخصية ، فلو شعر كلا منه أنه جندي في كتيبه الوطن لعلم تمام العلم ماله وماعليه.