مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

باسل عاطف يكتب.. ظلموكي والعيب فينا!

6

أتعجب وأتساءل دائمًا في حيرة ودهشة وحسرة عن الحال المذري الذي وصلت إليه مهنة الصحافة والإعلام، وكيف تحولت هذه المهنة الشريفة إلى سلعة رخيصة ينهش جسدها كل عابر دون أن يطرق الأبواب.

الصحافة والإعلام باتت مهنة لا مهنة لهم، هذا أمر واقع، فإن لم ننتبه إليه سنغرس في الوحل أكثر وستغرق السفينة بكامل طاقمها، فلا أسس ولا كيان منظم يرعى تلك المهنة بشكل صحيح في إطار واضح كباقي المهن.

اصبح رجال الأعمال هم المسيطرين على المشهد الاَن بالنسبة للمواقع الصحفية والقنوات الفضائية بلا منافس، ومؤسسات الدولة باتت كالحصان العجوز الذي لا حول ولا قوة له، أما المؤسسات الحزبية باتت تُصارع مع نفسها وتحاول عبور تيارات الموج العاتية كل شهر.

من يحمل كارنية مُدون عليه عبارة “صحافة” لمجرد كتابته خبر مضروب على موقع إلكتروني “بير سلم” بات يُطلق على نفسه لقب “صحفي”، ناهيك عن العاملين في قنوات الصف الثالث والرابع والذي يطلق عليها قنوات “البادروم” باتوا أيضا يطلقون على انفسهم “إعلاميين”.

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : توحش المصلحجية

الصحة النفسية ….الرهاب الاجتماعى …حلقة 39

في الحقيقة وضع الصحفيين والإعلاميين في مصر بات مصدر للسخرية وذلك لتدني الرواتب وقلة فرص العمل، مقارنة بباقي المهن، واصبح الخناق صعب على هذه المهنة، حيث تصدر التريند على مواقع السوشيال ميديا منذ أيام “لا تدخلوا كلية إعلام” المشهد وكأنها كلية العار.

مواقع “السبابيب” وقنوات “البادروم” اصبحت هي الملاذ الأخير وبات وضع العاملين فيها صعب بكل ما تحمله الكلمة، فليس لهم فرار من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها المؤسسات الكبرى سوى العمل في تلك المواقع أو تغيير النشاط نهارا بالعمل بعيد عن متاعب صاحبة الجلالة.

الدولة عليها دور في تنظيم العمل الإعلامي للصحافة بالكامل سواء قومية أو حزبية أو خاصة وليس القومي فقط، فهل الذين يعملون في المؤسسات الحزبية والخاصة مواطنين من الدرجة الثانية كي يتم تهميشهم بهذه الدرجة.

أقولها بكل صراحة إن ظل الوضع كما هو عليه ستختفي مهنة الصحافة في غضون الخمس سنوات القادمة، فليس هناك محتوى حقيقي وصادق يقدم للقارئ، فبدأت الصحافة الورقية تندثر بشكل كبير واصبحت المواقع الإلكترونية تتصدر المشهد ولكن إن ظلت هي الاخرى هكذا ستختفي دون شك.

القارئ اصبح الحكم الأول والأخير فإن لم يتم إرضاءه بكل السُبل الممكنة وتقديم شئ مفيد له سيأخذ خطوة للخلف وسيقوم بتوفير ثمن الجريدة لـ”قوت يومه” أو سيوفر وقته بعدم الدخول على المواقع الإلكترونية الصحفية.

 

اترك رد