مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

باحث قبطي : نظام الراهبنة يختلف عن نظام التكريس

8

كتبت – جورجيت شرقاوي:

قال كريم كمال الكاتب والباحث في الشأن السياسي والقبطي مطالبات البعض بنزول الراهبات القبطيات للخدمة في المجالات الطبية والاجتماعية مثل راهبات الكنيسة الكاثوليكية يوجد عدم فهم البعض لنظام رهبنة الفتيات في الكنيسة الكاثوليك حيث لا يوجد نظام واحد للراهبة في الكنيسة الكاثوليكية مثل الكنيسة القبطية.

واضاف كمال الرهبنة الكاثوليكية هي حالة حياةٍ تقرّ بها الكنيسة من أجل الرجال (نسّاك، كهنة، رهبان) أو النساء (ناسكات، راهبات) الّذين يلزمون أنفسهم أمام رؤسائهم الشرعيّين بأن يتبعوا المسيح جذريًّا من خلال «النصائح الإنجيليّة» في مسألة الفقر، أي التخلّي عن كلّ امتلاكٍ شخصيّ (الملكيّة الجماعيّة)، والعزوبيّة أي التخلّي عن الزواج والإنجاب (العفّة)، والطاعة للرؤساء في الرهبنة.

شاع في اللغة العربيّة إطلاق لقب راهب أو راهبة على مَن يعيش هذه الحياة. ولكن الكنيسة بعد المجمع الفاتيكاني الثاني صارت تفضّل التعبير «الحياة المكرّسة». وبدل أن تتكلّم على مفهوم الحالة، صارت تتكلّم على المؤسّسة(ات)؛ وهكذا تمكن الإشارة إلى مختلف الرهبنات (نسّاك، رهبنات تسوّليّة، مؤسّسات رهبانيّة، مؤسّسات علمانيّة، حبساء) بالتعبير نفسه والتعامل معها بنفس التعبير. والتصريح الأساسيّ للمجمع الفاتيكانيّ الثاني هو «دستور عقائديّ في الكنيسة» (نور الأمم 43-47): الحياة بحسب الرهبنات هي «حياة مكرّسة». والتكريس لله يتمّ بالالتزام بالنصائح الإنجيليّة الثلاثة ويتمّ من خلال إبراز ثلاثة نذور علانيّةً، وقضاء الحياة في مؤسّسةٍ مشهّرة بأنّها حياة مكرّسة.

إنّ تكريس الحياة هو جواب على دعوةٍ خاصّة، وكذلك فإنّ التكريس هو عمل الله، ومن حيث هو عمل بشريّ، فإنّه جواب على دعوةٍ تمّ نَيلها. والهدف هو الحبّ الكامل. وأصل العنصر البنّاء الأساسيّ لكلّ روحانيّةٍ رهبانيّة هو السعي إلى الله في جماعةٍ روحيّة تتميّز بالزهد وقراءة الكتاب المقدّس وتفسيره، وكذلك تسبيح الله جماعيًّا. ويُعطى الإرشاد، بالإضافة إلى الإنجيل ومثال الجماعات الأولى، من خلال إنتاجٍ أدبيّ ينبع من حياة الرهبنة نفسها: قواعد، رسائل، مقالات، إلخ. وتتأثّر روحانيّة كلّ رهبنة تأثّرًا شديدًا بشخصيّة مؤسّسها وأيّام التأسيس.

ينتمي إلى الرهبنات أو مجموعات الرهبنات الأثر أهمّيّةً في الكنيسة الكاثوليكيّة:

الرهبنات التأمّليّة: البنديكتان، السيسترسيان، الأغسطينيّون، الترابيست، الشارترو، الرهبنات الإسعافيّة.

الرهبنات التسوّليّة: الدومينيكان، الفرنسيسكان، الكرمليّون، النسّاك الأوغسطينيّون.

المجامع الإكليريكيّة: اليسوعيّون، إخوة المدارس المسيحيّة لجان باتيست دو لا سال، الباسيونيّون، الريدمبتوريّون.

جماعات الكهنة بدون نذورٍ علنيّة: العازريّون، السلبيسيّون، الآباء البيض، البالّوتين، جمعيّة الكلمة الإلهيّ. المؤسّسات العلمانيّة.

قد يهمك ايضاً:

“خمسة مليون جنيه” ..تعويضات يطالب بها «حزب شعب…

الشيخ شعبان عبد التواب يكتب «الأزهر الشريف وذوي الهمم»

إلى جانب كثير من الرهبنات الرجاليّة هناك مكافئ نسائيّ مثل البنديكتيّات والترابيستين والدومينيكانيات والفرنسيسكانيات وراهبات مار منصور وراهبات ماريّا وارد، إلخ.

في السنة 2000، بلغ عدد أعضاء الرهبنة في الكنيسة الكاثوليكيّة نسبة 0,21 % من عدد الكاثوليك، أي أكثر من مليون شخص، ومن بين المؤسّسات الدينيّة الكاثوليكيّة بأشكالها هناك 75% من الرهبنات نسائيّة.

واضاف كمال مما سبق يتضح لنا ان في الكنيسة الكاثوليك العديد من أنظمة الراهبنة بعضها لا يسمح بالخدمة او النزول للعالم وبعضها خدمي حيث تنزل الراهبة للخدمة في المستشفيات والملاجئ وهو نظام شبة نظام المكراسات في الكنيسة القبطية الارثوذكسيةً.

واضاف كمال سوف اعطي مثال لراهبنة كاثوليكية (دير فار) تأسس دير “فار” في عام 1130، وهو لا يزال قائماً إلى يومنا الحالي وهو تابع لسلك الرهبنة البندكتي.

واضاف كمال الحياة اليومية لراهبات دير “فار”  في كتاب صدر حديثاً بمناسبة مرور 888 عاماً على تأسيس الدير، تحكي الراهبات في ‘فار‘ عن حياتهن داخل جدران الدير، التي تتسم بقدر كبير من التنظيم. فاليوم  الذي يبدأ منذ فَجر الرابعة وخمسون دقيقة، مليء بالمهام المُجدوَلة بِدِقّة حتى المساء. الحياة في الدير تجري وفق قواعد دينية صارمة. وعلى سبيل المثال، تترك المرأة عند دخولها الدير اسمها الحقيقي خلفها، وتحصل على اسم جديد. كما تحكى الراهبات في الكتاب عن السبب الذي دفعهن إلى اتخاذ هذه الخطوة الراديكالية واختيار حياة الرهبنة وهن بعمر الشباب.

وكان قرار نَشر الكتاب المصور الذي يحكي عن حياة هؤلاء النسوة في “فار” قد جاء بالإجماع، كما كانت المشاركة فيه طوعية.

واضاف كمال تأسس دير “فار” (Fahr) في عام 1130. ويشكل هذا الدير المخصص للنساء مع دير الرجال في بلدية “إينسيدلن” (Einsiedeln) في كانتون شفيتس دير بندكتي مُزدوج. ويقع دير “فار” ضمن أراضي كانتون آرغاو، لكنه مُحاط بالكامل ببلدية “أونترينغسترينغَن” (Unterengstringen) التابعة لكانتون زيورخ، والتي تجاور عاصمة الكانتون التي تحمل نفس الاسم مُباشرة. وتُمارِس الراهبات في “فار” الزراعة بالإضافة إلى إنتاج النبيذ، كما يشتهر الدير بإنتاج منسوجات مقُدسة خاصة.

واضاف كمال يتضح لنا بعد دراسه دقيقة لنظام الراهبات في الكنيسةرالكاثوليكة ان هناك جماعات رهبانية لا تسمح للراهبة بالخدمة او النزول للعالم مثل نظام الراهبنة في الكنيسة القبطية الارثوذكسيةً وهناك جماعات اخري في الكنيسة الكاثوليكية مثل المكراسات في الكنيسة القبطية دورهم الأساسي الخدمه في المدارس والمستشفيات والملاجئ والبعض منهم يعيش في المنازل وليس في أديرة.

واضاف كمال الكنيسة الكاثوليكية لا تخلط بين المجتمعات الراهبنة المغلقة وبين من يخدمون في العالم لذلك مطالبات البعض بنزول الراهبات الاقباط للخدمة في العالم مثل الراهبات الكاثوليك يؤكد خطي تلك النظرية بشكل كامل لانه بذلك يخلط بين نظام الراهبنة ونظام التكريس والذي تحرص الكنيسة الكاثوليكية علي الفصل بينهم.

واضاف كمال الكنيسة القبطية الارثوذكسيةً بالفعل عندها نظام تكريس ناجح جدا حيث تخدم المكراسات في العديد من المجالات المختلفة في المجال الكنيسة ودورهم هو الخدمة في العالم.

وحذر كمال من الخلط بين نظام الراهبنة ونظام التكريس وقال لو خرجت الراهبات للخدمة في العالم سوف يفقدان دورهم الأساسي الذي تراهبنة من اجله وهو الواحدة والصلاة وسوف تتحاول الراهبة الي مكرسة ففي الوقت التي تفصل الكنيسة الكاثوليكية بينهم لماذا يريد البعض ان تخلط الكنيسة القبطية بين الراهبنة والتكريس.

 

التعليقات مغلقة.