مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

انور ابو الخير يكتب : قلوب عامرة بحب الله

43

 

قد يهمك ايضاً:

سد النهضة الإثيوبي..من المنبع إلي المصب ؟! 

أهمية اقامة سد في محافظة ميسان جنوب العراق

لحظة من لحظات الحب العامرة ملأت قلبي بضياء ربي ملأت روحي بنعيم صغر أمامه كل نعيم الدنيا وفهمت لأول مرة كيف تكون الجنة لكن حقيقتها لم ترها عين ولم تسمع بها أذن ولم تخطر على قلب بشر وفهمت كيف يشتاق أهل الجنة إليها وفهمت ولأول مرة كيف يشتاق المحبين إلى ربهم شوق العاشقين المتيمين كل ذلك في لحظة من لحظات الحب وإن المعرفة نور ومن نور الله يكون كل نور ولحظة الحب في قلبي أضاءت لي بنور الله إلي طريق المعرفة والفهم و في لحظة حب صادقة اختزلها التاريخ كله وتكور الزمان والمكان أمامي وفهمت كيف أن الدنيا لا تساوى همها وأن الآخرة خير لنا بل وأبقى فرأيت النور نور الله يقذف في قلبي فتهيج كل أحاسيسي ومشاعري وتضطرم الأشواق في كل ذرات جسدي ويجرى الدم عاشقا ملتاها صارخا بإن الله ربى لحظة حب غامرة ملأت قلبى فرحا وسرورا ملأته بأمل كبير وزرعت به حياة لحظة حب غامرة بمعان غفلت عنها قلوب أخرى وقلوب لم تعرف معنى الحب ولم تتذوق تلك اللحظة لحظة حب من قلب ظلام الليل الدامس غطى الأجواء وإكتئابات نهار قاس يقصم ظهر الخير من قلب الهم القابع فوق القلب من جوف الظلم القاهر للانسان الحر جاءتنى تلك اللحظة تغسل كل الهم و تزيح الكابوس السارح فى أعماق الفكر و سويداء القلب و تنير ظلام دامس ما كنت أظن له فجر لحظة حب سرت فى القلب و فى العقل فتغير حال الدنيا أمامى ورأيت ما لم أره من قبل لحظة حب لحظة حب مرت كنسيم ربيع وتركت أرضا مخضرة وأشواق ضريع لحظة حب جاءتنى على غير موعد منى ولا ميعاد تمنيت لو يتوقف الزمان عندها تمنيت لو اختزل عمرى كله فى تلك اللحظة تمنيت لو أموت وأنا فى تلك الحال تمنيت لو تعرف كل الدنيا وكل الناس معنى ذاك الحب تمنيت لو أن الحب الخالد هذا كان بيدى لأرضعه لكل نفس تولد و لكل قلب ينبض تمنيت لو جاء عشاق الدنيا ليكتشفوا كذب عشقهم و سرابه ليروا بلغة القلب و معان العقل ذاك الحب لحظة حب عامرة ملأت قلبي بضياء ملأت روحي بنعيم صغر أمامه كل نعيم الدنيا وفهمت لأول مرة كيف تكون الجنة
في لحظة حب أحببت دينك الذي ارتضيت ورسولك الذي بعثت وكتابك الذي أنزلت وكيف لي أن لا أحبهم ومن أجلنا فعلت أحببتهم حباً جديداً حباً كبيراً حباً عظيماً فوق حب في لحظة حب أحببت أسماءك الحسنى وصفاتك العلى تقدست ربى وتعاليت أحببتها حب فهم ومعرفة وذوق
في لحظة حب أحببت ندائك بيا حنان يا منان يا ودود يا لطيف وكيف لا وقد تفضلت ومننت ومن ألطاف جود المعاني وهبت ورزقت وأفضت في لحظة حب تفتحت أمامي أبواب رحمات واسعة غامرة فياضة مفعمة بكل معاني الحب منك لكل عبادك وبدأت أفهم بعضا من معاني ( الرحمن الرحيم ) وبعضا من معاني دعاء أهل الكهف ((ربنا هب لنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا )) فبرحمتك عشنا وبرحمتك فيها نعيش وفى رحمتك نرجو أن تتغمدنا فرحمتك العامة وهب لكل الناس ورحمتك الخاصه وهب لمن تحب في لحظة حب أحببت طاعتك وتلذذت بمناجاتك وعبادتك وعرفت أن من أحبك أطاعك ومن أطاعك أحبك وفى لحظة حب كرهت معصيتك كيف يعصيك من أحبك ؟ ففى لحظة حب أحببت القرب منك أحببت التودد إليك أحببت مناجاتك وحدي في جوف الليل أو وضح النهار أحببت اعتمادي عليك أحببت اعتضادي بك والارتكان إليك والارتماء على عتباتك متبتلاً ومتذللاً ومتودداً ومتناسياً ما قد أهم وفي لحظة حب أحببت السجود لك أحببته حبا أنساني طوله فلم أشعر بالزمان لا المكان على الأرض سجد الجبين وفى السماء حلقت الروح في عالم من جمال وروح وريحان وشعرت بنعمة الإسلام لك مساكين هؤلاء الذي لا يعرفون الاستسلام لك
مساكين هؤلاء الذين لا يتلذذون بالسجود لك مساكين هؤلاء الذين يمرغون وجوههم في التراب لغير وجهك
مساكين هؤلاء الذين لا يعرفون قيمة الحرية في الخضوع لك وحدك و السجود لجلال عظمتك لقد شعرت بسجودي هذا أنني أعلى من كل القيود وكيف لا وأنا أسجد لك وشعرت أنها سجدة الحرية الحقة التي تعتق النفس فيها من أغلال الأرض وقيودها وأحقادها فتحررت نفسي وروحي وعقلي وكل كياني وصرت بها حرا وفى تلك اللحظة لحظة حب وخضوع فهمت قول الحبيب محمدا (( أرحنا بها يا بلال )) كم كنت مرتاحا في حضرتك كم كنت مرتاحا في سجودي لك في تلك اللحظة الغالية لحظة حب وفى لحظة حب شعرت كم أنت منى قريب قريب وأحسست بك تسمع كلامى وترى مكاني وتعلم حالي ففاضت عبراتي وارتعد القلب نشوة وحبا هاتفا بصوت كادت تتكسر منه الضلوع يا حبيبى يا الله يا الله يا حبيبي أمد بها الصوت مدا في نغم ساحر و نداء خاشع سكن به الجسد واطمأن به القلب وهدأت به الجوارح فى لحظة قدسية تمنيت لو كانت كل الحياة و كل الزمن
فعندما يكبر حب الله فى القلب تصغر كل الأشياء ويسمو ذاك القلب وتسمو الروح والأحاسيس والمشاعر يسمون جميعا فوق الدنيا ويرفرفون بأجنحة فضية فى أفق عال وسماء وتنزاح إكتئابات الدنيا وظلام الليل الدامس ويعود الفجر حثيثا يشرق فى القلب ويضئ الدنيا عملا وجهادا فى لحظة حب حرة من ضغط الأرض وقيد الأرض وفكر الأرض وشر الأرض وظلم الأرض تتفتح أزهار تورق أشجار وتخضر الأرض الموغلة فى البعد عن الله
فيا أيها الناس لحظة حب حرة تسرى فى القلوب وتحييها من مواتها وتبعث فيها من جديد هنا في دنيا الناس التي تحجرت قلوبهم فمنها من أخذ الدين رسوما جوفاء ومنها من عبد الله بخوف دون رجاء ومنها من أظلم قلبه بطغيان المادة أو المعصية سواء ومنها ومنها
فأنى لهؤلاء أن يعرفوا معاني الحب أو حال المحبين ولكن من رحمة رب العالمين أن تبقى فى كل زمان ومكان تلك الطائفة الوسطية التي تأخذ من كل شئ أحسنه فعمرت قلوبها بالحب قبل الخوف و بالرحمة قبل الغضب وأقفلت قلوبها عن الدنيا وإن جعلتها فى أيديها و مرت بتلك اللحظات وتلك الساعات الخالدات لحظات الحب القدسي وساعاته و مرت بي تلك اللحظة لكنها ليست كباق اللحظات مرت سريعا لكنها بقت أثراومعنى مرت وتركتنى أنادى الحبيب وأضرع إليه مناجيا يا من يرى ما في الضمير ويسمع أنت المعد لكل ما يتوقع يا من يرجى للشدائد كلها يا من إليه المشتكي و المفزع يامن خزائن رزقه في قول كن أمنن فإن الخير منك أجمع
مالي سوى فقرى إليك وسيلة فبالافتقار إليك فقرى أدفع مالي سوى قرعي لبابك حيلة فلئن رددت فأى باب أقرع ومن الذي أدعو و أهتف باسمه إن كان فضلك عن فقيرك يمنع حاشا لجودك أن تقنط عاصيا الفضل أجزل والمواهب أوسع
ما أريد توضيحه أننا لا بد أن نعالج أنفسنا قبل أن نسير في دائرة الحياة فنجعل قلوبنا وعقولنا وتعلقنا بمنهج الله هو من يسير لنا الطريق ويفتح لنا أبواب السعادة وأن الله لم يخلقنا عبثا
فقد قال في حديثه القدسي (( يا ابن آدم خلقتك للعبادة فلا تلعب وقسمت لك رزقك فلا تتعب فإن أنت رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وبدنك وكنت عندي محمودا وإن أنت لم ترض بما قسمته لك فبعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها كركض الوحوش في البرية ثم لا تنال منها إلاما قسمته لك ياابن آدم خلقت السماوات والأرض ولم أعي بخلقهن أيعييني لقمة عيش أسوقها لك يا ابن آدم أنا لك محب فبحقي عليك كن لي محبا))
حينما نجد هذا الحب نجد روعة الحياة ونضوج الفكر والعقل وعلاج القلب داخل هذه الرحلة الصغيرة فالمنهج هو دنيا ودين والحياة هي عقل وحب ومنهج يجعل من الاحتياج سببا للسعي في طريق الخير قبل أن يكون رغبة للوصول للهدف بأي طريقة ورغبة الحب في الحياة هى حب الله
(والذين آمنوا أشد حبا لله) ففي هذه الآية جمال الوصف والمعنى أي أن الإيمان بالله وحب الله وجهان لعملة واحدة فلا يمكن أن تحبه بدون إيمان ولا يمكن أن تؤمن به بدون حب فإن حدث الحب بدون ايمان يكون حباً مضطرباً مبني على مصلحة شخصية وإن حدث الإيمان بدون حب يكون إيمانا مزيفاً وسطحياً بدون أي قيمة داخلية وهذا يذكرني بكل من يدعي الإيمان والالتزام وهو لا يعيش حقيقة الحب في حياته وأيامه
فاللهم لا تحرمني حبك ولا تسلبني محبتك واجعلني ممن أحببتهم ورضيت عنهم في تلك اللحظة وفى كل لحظة

التعليقات مغلقة.