مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

انور ابو الخير يكتب: جشع الأحتكار

12

 

قد يهمك ايضاً:

النائب سيد حنفى يوجه سؤال لوزير التموين عن سياسة الوزارة حول…

ايفلين متى تتقدم باقتراح برغبة لإنشاء مدرسة لتعليم صناعة…

لقد أصبح القلم فى حالة استياء وعجز عن الكتابة بعد ما سمعت وشاهت حزن وقهر واستياء المواطن البسيط الفقير
الذي تجرى الدموع بعينه علي قله حيلته والهوان الذي مازال ملازمة من قرارات قاسية علي المواطن البائس المسكين الذي أصبح لا يملك قوت يومه تأتى بالموت والخوف والرعب على المواطن البسيط الفقير الذي يسعى ويكدح من أجل تلبية مطالب أسرته لتغرق السوق الوطنية في مستنقع من الفساد و الابتزاز للمواطن الضعيف يتم مضاعفة الأسعار بمزاجية بحته دون اشهار للأسعار و بلا أخلاق ولا ضوابط والدولة نائمة لعن الله من لم يوقظها وأصبح الذهاب للسوق الوطنية كابوس بغيض وهكذا تحولت السوق الوطنية إلى طاحونة عملاقة تطحن الشعب وتبتز احتياجاته وللاسف الشديد اصبحت جميع السلع والخدمات في وطني كأنها مخدرات تتضاعف أسعارها بجنون لامعقول لا ضابط ولا كابح لها مثل قاطرة بلافرامل معبأة بالكامل بماء ثقيل تنزل من منحدر جبلي بسرعة مخيفة لتدمر كل شيء أمامها ولكنها في الأخير ستدمر نفسها بنفسها بتهورها وعدم كبح وفرملة جماحها
وعلينا أن نتذكر دائماً أن ما بعد الضيق الا الفرج وما بعد العسر الا اليسر وكل ذلك بأجر ولا بد أن تشرق الشمس يوماً لتحمل لنا بين ثناياها أملاً لقلوبنا التي بات يطوقها اليأس بعد أن استسلمنا للضيق والهم والحزن من أزمات متتالية ومختلفة لكننا نؤمن أن ربنا عز وجل إذا أحب عبداَ إبتلاه وما إبتلاه الاليسمع تضرعه وشكواه وإننا نسأل الله الفرج والصبر والأجر فيما أصابنا متذكرين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
“”إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوماً إبتلاهم فمن رضي له الرضا ومن سخط فله السخط “” وأصبح الشعب المصري يعيش حالة جنونية من ارتفاع اسعار السلع التي تعد من ضروريات الحياة فأصبحنا نصتبح كل يوم بزيادة أسعارالسلع المعيشية الأساسية مثل الأرز والزيت والسكر والفراخ واللحوم والأسماك والدقيق المتمثل في رغيف الخبز التي يعتمد عليها السواد الاعظم من الغلابة ويحدث ذلك كله دون أن يصحبه ارتفاع او زيادة في الدخل وهذا ناتج عن الجشع والاحتكار للسلع الإستراتيجية للمواطن و أصاب الذين لا يرجون حسابا بهدف تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب دون النظرإلي حالة المواطنين البسطاء‏ ويعولون السبب إلي ارتفاع سعر الدولار مقارنة بالجنيه مما أدي إلي ارتفاع أسعار جميع السلع بالإضافة إلي غياب الرقابة الحكومية تماما عن الأسواق‏ لما نشاهده من ليالي وأيام لم تمر بخيال بشر فالان الاسعار لا تطاق ولا يستطيع المواطن توفير ادني الضروريات مما أدي الى ظهور ظواهر لم تكن معهودة في البلاد و مازلنا نؤكدان قوت الشعب يتحكم فيه مجموعة من اللصوص وخاصة واننا امام تجار لا يشغلهم سوي المكسب السريع والربح الوفير حيث لا يفرق معهم بان تكون الارباح من دم الغلابةومن دم المواطن محدود الدخل لتلك الافة من جشع التجار التي تلتهم اي تنمية وايضا تقتل في المواطنين طموحهم وامالهم في الحياة ففي الحقيقة اسعار بعض السلع يتحكم التجار في تعريفتها وايضا نستطيع ان نطلق عليها انها اسعار مغالا فيها ليست قيمتها وفي وطني من المفترض أن تكون السوق الوطنية ملتزمة بأخلاق وضوابط انسانية وتحديد أسعار معقولة وأرباح معقولة دون انفلات وبلاجنون ولديها مرونة كبيرة للحفاظ على التوازن في السوق وضبط وكبح جماح المتلاعبين بالأسعار والمحتكرين للسلع والخدمات لانهم يشوهون السوق الوطنية ويجعلون التجار في مواجهة أمام الشعب بسبب طمع البعض بأرباح هائلة وابتزاز الشعب في احتياجاته فالتاجر للاسف الشديد يستغل حاجة الناس ليس هذا من اليوم ولكن يعود جشع التجار من زمن المماليك مرورا ليومنا هذا فالمواطن يحتاج ياساده ان يشعر ان هناك رقابة وقانون يطبق علي كل المواطنين ولكن مايشعر به المواطن ان هناك فئة من التجار يتحكمون في مقدرات وخيرات هذا البلد مع ان هناك تجار شرفاء بالفعل حاريصين علي المواطن البسيط ولكن اصحاب الذمم الخربانة الذين يسعون لسرقة قوت المواطن وهم للاسف الشديد تجار يسطون علي السلع وتخزنها للتلاعب بقوت الشعب والناس الغلابة فالفاسدين للاسف الشديد ياخذون طريق سهل للحصول علي مقدرات الغلابة وهناك من يسهل للتجار هذا ولكن كلنا امل في سقوط مافيا الفاسدين الذين يسرقون قوت الغلابة وليس من المعقول استمرار إخفاء السلع في مخازن وعدم عرضها للبيع واحتكارها لينخفض مستوى العرض عن الطلب ويرتفع السعر بجنون وليس من المعقول مزاجية التجار في تحديد وفرض الأسعار تسرق اموال الشعب بلا ميزان
ويظل نار الاسعار يحرق جيوب الغلابة نعم نريد رقابة قوية وقوانين واحكام رادعة لكل فاسد بتحكم في مقدرات الغلابة ويسرقها وينهبها تحت مسميات مشبوهة
ونحن نلزم البرلمانين الذين جاءوا باسم الشعب ولا نحثهم ولا نترجاهم بأن يعملوا
أن معاش الناس وقوت يومهم الذي لا يتأتى لهم الا بشق الانفس لا يتحمل التلاعب وغزارات السياسة التي لاتدري معنى الرحمة واعلموا ان هذا الخط اصبح احمرا ويكفي الوطن والمواطن ما هو عليه الآن وليعلم الذين يتاجرون بقوت الشعب أن غدا لناظره قريب وأن الأزمات هي مصنع المعادن البشرية وكلما كان سندان الصعوبات اليومية ذا بأس كلما كان خروج الإنسان من بين ضرباتها أصلب بالله عليكم ماذا يمكن أن ينتظر الشعب من عقليات كل همها هو الظهور والاستعراض والشكليات والمزايدات والمبالغات والبهرجة والفشخرة ولو على أنقاض شعب لا يجد الكثير من أبنائه ما يسد رمقهم ويخفف أحزانهم وهمومهم ولو على حساب شعب غارق في بحور من المعاناة والمآسي أين ضمير وإنسانية ووطنية هذه الأطراف وهي تصرف المليارات على أمور ثانوية وشكلية والكثير من أبناء الشعب التي تحت سلطتها لا يجدون قوت يومهم أين الشعور بالمسئولية أين الإنسانية لهذه الدرجة أصبحت الشكليات والاحتفاليات أهم من جوع ومعاناة الشعب أين الأمانة أين العدل أين المسئولية في قاموس وفكر ومنهج هذه القيادات أين هم من قول الرسول عليه الصلاة والسلام
(كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) أعتقد بأن تلك التصرفات والمواقف والتي هي قطرة من بحر سلبيات الأطراف المتصارعة يبعدني عن التحامل غير المبرر عليها ويجعلني أكثر قرباً من الواقع والحيادية والموضوعية والانتصار لكلمة الحق
فقد قال سبحانه(( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ))
فخامة الرئيس نرجو من سيادتك أن تتدخل فأنت صاحب الولاية أولاً وآخراً كرأس للسلطة في الدولة فلم يعد الأمر يحتمل فالشارع في حالة غليان وثوران و طهقان وقد تتدحرج الكرة الملتهبة هنا أو هناك دون أن يكون بمقدورنا السيطرة عليها أو إيقافها
فخامة الرئيس المواطن البسيط يناديك ويقول سلمنا أمرا إلى الله أولا ثم إليك أنت منقذ المواطن المسكين من الهالك والضياع والانحراف وكلنا امل فيك فخامة الرئيس فأنت العون لنا من قرارات الحكومة التى تبدو غيرمدروسة ولايراعي فيها ظروف المعيشة الصعبة التى يمر بها المواطن البسيط الفقير
وعلي اي حال نقول لمن يسرق قوت الشعب
ارحموا من الأرض يرحمكم من السماء
ودامت مصر في أمن وأمان وعزه وكرامة

التعليقات مغلقة.