الهشاشة النفسية: لماذا أصبحنا أكثر عرضة للإنكسار؟

د. منى مصطفى

ربما قد جربت مرة أن تضغط بقوة على حبة جوز صلبة لبعض الوقت وبشكل متواصل لتجد أنها أصبحت أقل صلابة ومقاومة للضغط بل وأكثر هشاشة فتصبح قابلة للإستجابة لأى عوامل خارجيه حتى لو كانت ضعيفه, لتتفتت بعد أن كانت قوية وصلبة

وهذا تماما ما ينطبق على النفس الإنسانية التى تصاب بالوهن النفسي بعد أن كانت صلبة متماسكة نتيجة تعرضها للضغط المستمر لفترة ليست قصيرة.

الهشاشة النفسية من المصطلحات الحديثة فى علم النفس وتعرف بأنها شكل من أشكال الاضطراب النفسي وهى حالة من الرقة المبالغ فيها وسرعة الانكسار فى مواجهة التحديات المختلفه. فالشخص الذى يعانى من الهشاشة النفسية يرى معظم التحديات تهديدا وليس جزءا من حياته ولا يعى الأشخاص من هذا النوع أن الحياة اختبار, لا سعادة كاملة ولا راحة وبالتالى فإن هذه الحالة الشعورية تجعله يؤمن بإن مشاكله أكبر من قدراته على التحمل فيشعر بالعجز الشديد ويظل حبيس أفكاره السلبية.

 ثم ماذا؟؟؟ ثم يغرق فى الشعور بالتحطم الروحى والانهاك النفسي ويستسلم لألأمه. الهشاشة النفسية مشكلة يواجهها الكثيرون تجعلهم غارقون فى الأفكار والمشاعر السلبية والأزمات النفسية وتدفعهم للتعلق بالاخرين لتعويض الضعف من خلالهم والميل الى السهولة فى كل امورهم وتجعلهم أيضا عرضة للاحباط من أبسط التحديات, وإحدى نتائج هشاشتنا النفسية هى أننا نقوم أحيانا بتضخيم أى مشكلة تظهر فى حياتنا إلى درجة تصورها ككارثه وجودية تسمى فى علم النفس ب.Pain Catastrophizing    

تعتبر الهشاشة النفسيه اضطرابا فى الشخصية يحتاج الى معالجه حتى لا تسوء الحالة اكثر والمعالجة ممكنة من خلال خطوات محددة منها تحديد نقاط القوة لدى الشخص والعمل على تعزيزها وتقويتها ودفعها بالاتجاه الذى يسمح له بالإعتماد على ذاته فى مواجهة الأزمات اليومية التى تواجهه.

ومن أهم المهارات التى لابد من اكتسابها لمعالجة أغلب الأزمات النفسية ومنها الهشاشه النفسيه هى الصمود النفسي والعودة إلى مستويات النشاط النفسي والانفعالى والمعرفي التى كان عليها الشخص قبل التعرض للشدة أو المحنة.

إذا كيف يمكن أن نقى أنفسنا من الهشاشة النفسية:-احرص دائما أن يكون لك هدف فى الحياة, لا تطلق النفس على هواها, رفع مستويات الطاقة من خلال ممارسة الرياضة, التحلى بالصمود النفسي, التحلى بالصبر والمصابرة وتحمل المسؤلية, أعمل على تعزيز وتوظيف مهاراتك, التغذيه الروحيه من خلال العمل بكتاب الله وسنه رسوله, ننصح الاياء بالعمل على تهيئة الاجواء النفسيه الملائمة لتربية نفسيه وجسدية وروحية مناسبة للأبناء, والتقرب من الأشخاص الايجابيين الذين ينشرون روح السعادة والمرح لمن حولهم

وأخيرا لا تربط سعادتك بأشخاص أخرين إنما السعادة الحقيقية تكمن فيك أنت.