مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

المعلمون وخبراء التربية مع إغلاق مراكز الدروس الخصوصية

6

كتب : سعد درويش

يرى معظم المعلمين أن إغلاق مراكز الدروس الخصوصية يخدم قضيتهم و يتماشى مع سياسة وزارة التربية والتعليم التي تعتمد على الإصلاح والتحسين المستمر المتمركز على المدرسة وتنمية القدرات البشرية وتعظيم دور التكنولوجيا والارتقاء بالتعليم و تطوير المناهج ونظم التقوييم والامتحانات .

ويرى المعلمون أن المراكز الخصوصية التي تعمل خارج أسوار المؤسسات التعليمية تضرهم أكثر ما تنفعهم ،حيث أنها تسيئ لسمعتهم وصورتهم و تتضارب مع عملهم ورسالتهم ، حيث أنها غير مرخصة لمزاولة المهنة ويعمل بها من لا يملك أي ترخيص ولا ينتمي للمعلمين بأي صفة ، فهم  خريجون وجدوا في التدريس فرصة عمل  أو من مهن أخري ويمارسون التدريس كهواية ،  بعكس الذين يعملون في المؤسسات التعليمية الرسمية ، وتقوم  هذه المراكز على الإلقاء والحفظ والتلقين بعكس الطريقة التى تتم في المدارس المتخصصة .
ولقد سببت للمعلمين ظلما كبيرا لأن معظم الناس يتصورون أنهم يعملون في هذه المراكز و يكسبون الكثير منها ويؤيدون استمرارها وهذا غيرصحيح ، لأن هذا لا يعود عليهم بأي منفعة وكان  ذلك مبررا لتخفيض رواتبهم والتي لا تتعدى حتى سن التقاعد أربعة ألاف جنية ، وهذا لا يوفر لهم حياة كريمة أو معيشة مستقرة أو نظرة اجتماعية جيدة .

،
ويرى المعلمون أن من يقومون حاليا بالعمل في مراكز الدروس الخصوصية ، رغم انتشار الوباء ، هم لا ينتمون للمعلمين ، ولديهم سوء تقدير للموقف ، و بهذه الأفعال يجعلون عامة الشعب ، يتصورون أن كل المعلمون مافيا الدروس والمراكز الخصوصية الخارجية ، 

قد يهمك ايضاً:

وزير الرياضة: منح مصر حق استضافة وتنظيم كأس العالم للأندية…

فالمعلم الذي يعمل بالوزارة ليس لديه فرصة أو وقت كافي لكي يعمل بمثل هذه المراكز ، فيومه الدراسي طويل وينتهي بالإنهاك ،  ويريد كأي إنسان أن يستريح ويستجم بعد هذا العناء والشقاء وينعم بالعودة للأبناء وقضاء أكبر وقت معهم و تلبية حوائجهم أو مناقشتهم في دراستهم ، فالمعلم دائم التجول بين الفصول والشرح والتحضير و رعاية طلابه و إرشادهم و زد على ذلك الحصص الإحتياطية التي فوق نصابه الرسمي والإشراف اليومي وممارسة الأنشطة مع الطلاب ، فمن أين يجد المعلمون وقتا لإعطاء الدروس الخصوصية .

لهذه الأسباب يجد الجميع أن إلغاء مراكز الدروس الخصوصية يفيد في عملية التطوير المرجوة ويشترط أن يصاحبها خطوات أخرى من جانب الدولة والوزارة لتكملة هذه الصورة الهامة ، وهي أن تسعى الوزارة لتقليل عدد الطلاب في الفصول فلا يزيد عن 30 طالبا على أقصى حد وكذلك تبسيط المناهج ليتثنى للطالب فهمها والتدرب عليها وممارسة أنشطة المنهج ، ويكون على كل نشاط درجات تحسب للطالب على مدار العام وليس آخر العام فقط ، فلابد من التقييم المستمر ، وهذا ما يوصي به علماء التربية ، لأن الطالب يحفظ المنهج في نهاية العام ويذهب للامتحان و بعدها وكأنه لم يكتسب شيئا ، لأن مايهم الطالب هو أن يحصل على الشهادة في نهاية العام حتى لو بالغش أو غيره من الطرق ، ويجب أن يراعى في المناهج التعليمية الكيف وليس الكم أوالحشو الهائل والقضاء على الكتب الخارجية وعدم السماح بطبعها أو نشرها لأنها تعتمد على الحفظ والتلقين حيث يقوم الطالب بحفظها ولا تعتمد على طرق التدريس الحديثة ، ويلجأ لها الطالب لأنه يجد أن المناهج أو كتاب المدرسة طلاسم ورموز غير مفهومة بالنسبة له ، وينقصها كثير من التمارين والتطبيقات التي يحتاجها في نهاية ما درسه ، لذلك يتكالب الطلاب على شراء الكتب الخارجية التي تساعده في حل أسئلة الامتحان وفي التركيز على النقاط الرئيسية في الدرس ، وتنهي أي دور للمعلم .

وبناء على ذلك ، يجب الاهتمام بالمعلم والطالب والكتاب المدرسي فلا يوجد مايسمى بالدروس الخصوصية في أي دولة في العالم.
فأهم ما في العملية التعليمية هي المعلم و يجب الاهتمام بالمكانة الاجتماعية والاقتصادية له ، برفع مرتباتهم لتعادل المرتبات العالية التي يحصل عليها  غيرهم من موظفي الدولة ، وصرف الكادر الخاص بهم و الذي كفله القانون غير منقوص أو مجمد ، فالآن يتقاضى المعلم  مرتبه على أساسي سنة 2014  رغم غلاء المعيشة ، و يجب إنشاء النوادي والمستشفيات والمصايف التي تليق بمهنة المعلمين ،  و أن تحاسب الوزارة نقابة المعلمين على كل تقصيرها في حق المعلم فأصبحت و كأنها نقابة لفئة أخرى وليست نقابة للمعلمين . 
وعودة هيبة المعلمين ومديري المدارس من خلال تفعيل القوانين الملزمة للجميع ، مما يجعل الطالب ملتزم بتحصيل العلم ومنتظم في الدراسة ، ويحترم المعلم وإدارة المدرسة.

هذا ماينادي به المعلمون وكل خبراء التربية وذلك لإصلاح المنظومة التعليمية وإصلاح حال المعلم الذي ليس له ناقة ولا جمل في فتح أو غلق مراكز الدروس الخصوصية ،  فمن ينادي بفتح هذه المراكز ، هم المستفيدون من هذه الفوضى وهم من يبتذون الطالب و ولي الأمر و المجتمع وثرواته ، ويخرجون لنا جيلا خاوي الوفاض ، لا يملك الثقافة الكافية، ولا الشخصية المطلوبة كخريج ، حتى لو حمل أعلى الشهادات ،  وكلنا مسئولون في تحقيق الإصلاح ، وأن نبدأ التغيير خدمة لبلادنا وخوفا على أبنائنا.

 

 

اترك رد