مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

المصطفى رسلان يكتب «إن يريدا إصلاحاً»

8

بقلم : المصطفى رسلان 

في صباح أحد الأيام كنت ذاهباً لإنهاء بعض القضايا المتعلقة بعملي في محكمة الأسرة وكنت أستقل الحافلة التى تقلنى إلي موقع المحكمة فوجدت أحد الركاب يتحدث إلي ويبدى إستيائه عما يحدث بمحاكم الأسرة ويبدى حزنه لعدم وصول النزاع في محكمة الأسرة إلي حل سلمى مرضي لجميع أطراف النزاع

وأبدى تساؤله عن النزاع الذي يحدث بين الزوجين في قضايا الطلاق والخلع عن وجود مصلح من عدمه من أهل الزوجين وهل يقوم القاضي بابتعاث حكماً من أهل الزوج وأهل الزوجة حتى يتوصلا إلي حل لتقريب وجهات النظر بين الزوجين وإنهاء هذا النزاع بالصلح بينهما حتى لا ينهار البيت الذي تشاركا في تأسيس كل ركن به وعند اقتراب نزولي من الحافلة التى كانت تقلنا معاً أمسك بيدى وقال لي تذكر يا ولدي إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما .

لا شك أن حديث هذا الرجل استوقفنى كثيراً وجعلنى أراجع حساباتى كثيراً عن نوعية القضايا التى أعمل بها ولماذا أصبحت طرق المحاكم مستسغاة دون أن نتوصل إلي سلوك طريق أخر يمكن أن يقضي علي النزاع في بدايته ولماذا تبنى مصالح البعض علي أنقاض أسرة لم يمر علي بنائها سوى أيام.

قد يهمك ايضاً:

وتذكرت أحد المواقف التى حدثت مع صديق لي كان يعمل بأحد المكاتب الكبيرة فجائه رجل يشكو من زوجته مر الشكوى ويبدى استعداده التام علي دفع أية تكاليف في سبيل الإنتقام من زوجته شريطة أن يتم الإنتقام علي أكمل وجه ولكن سرعان ما نزل عليه رد هذا الصديق الأمين كالصاعقة بأن .

 

قال له ماذا لو فكرت بهدوء في أن تنفق هذه الأموال في إرضاء زوجتك والتوسعة عليها وعلي أولادك والعائد الذي ستحصده من ذلك وعلي العكس تماماً إذا فكرت في إهدار أموالك في إجراءات تقاضى بها زوجتك وأهدرت هى أموالها في مقاضاتك لن ينتهى المطاف إلا بتدمير بيتكما وسيصبح من المستحيل تدارك ذلك وبالتالي سيتشرد الأبناء بعد أن قمتم بزرع الحقد والكراهية تجاهكما .

 

وبعد أن دفعتموهم إلي المجتمع وهم ليسوا أسوياء وبالفعل سرعان ما هدأ الزوج و أدرك أن نصيحة هذا المحامى المصلح هى رسالة تثنيه عن هدم أسرته وتدفعه لإصلاح بعض الأخطاء الصغيرة التى كان تراكمها وتفاقمها سيؤدى إلي هدم كيان الأسرة .

 

كل هذه المواقف جعلتنى أقف علي شئ من الأهمية وهو أن غياب دور المصلح سواء من أهل الزوج وأهل الزوجة لا سيما إذا كان هنااك تبييت لنوايا خبيثة من أحد الأشخاص الذين يرتدون زى الإصلاح وهم في الحقيقة ليسوا سوى شياطين أصحاب منافع تبنى منافعهم علي هدم الأسر والذي لا ينتبه له أرباب وربات الأسر إلا بعد فوات الأوان . فيا أرباب وربات البيوت احذروا أصحاب المنافع التى تبنى منافعهم علي أنقاض البيوت

التعليقات مغلقة.