مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

العقوبات الإسلامية لإهدار المال العام

0

بقلم – رضا نصر:

قد يهمك ايضاً:

حكم قضاء الصوم عن المتوفى

ملتقى “رمضانيات نسائية” بالجامع الأزهر يبين…

توجد جرائم نص عليها القرآن الكريم وأوضح عقوبتها وهي ماتسمى بالحدود والقصاص والديات وهناك جرائم لم يرد بشأنها نص في كتاب ولا في سنة رسول الله لأنها متولدة عن اختلاف الزمان والمكان وهي تستحق عقوبة التعزيز أو التأديب ومنها استغلال المناصب وإهدار المال العام والتربح بغير حق فماذا وضع الفكر الإسلامي من عقوبات لتأديب المخطئ؟ التعزيز معناه تأديب على ذنوب لم تشرع فيها الحدود ويختلف حكمه باختلاف حاله وحال فاعله ويكون الزجر والعقاب حسب الذنب فتأديب ذي الهيبة من أهل المسئولية أحق من تأديب أهل البذاء وأن الجد ان كان ما حدث عنه من تلف أن أو إهدار فان التعزيز يوجب ضمان إصلاح مافسد ورد ما أهدر حفاظا على مايمس أمن المجتمع واستقراره لذلك فقد أعطى القاضي سلطة تقدير الفعل المخالف للصالح العام ومدى أثره على الأفراد وله إقرار العقوبة المناسبة للفعل.

نسمع العديد من جرائم الرشوة واستغلال المناصب فماذا عن عقوبتها في الإسلام؟سلك الفكر المالي الإسلامي في عقوبات المخالفات المالية للدولة طرقا شتى مثل الزجر بالكلام ثم الحبس أو العزل من منصبه ورد المال المغتصب بعد استيفاء الأدلة لا الظن ويكون ذلك تأديبا وتقويما لغيره وعلى حسب أقدارهم يكون التقويم حتى لايخون الأمانة احد بعد اما عقوبة العزل من الوظيفة فلا تكون عن عجلة أو وشاية فالعزل من حقوق الساسة وأولي الأمر فلهم الحق في الفصل لمن يخون فقد كان عمر بن الخطاب يكتب أموال عماله اذا ولاهم ليأخذ منهم لبيت المال مازاد بعد توليهم مناصبهم وقد روى أن عمر مر ببناء يبنى بحجارة وجص فقال لمن هذا فذكروا عاملا له على البحرين فقال ابت الدراهم الا تخرج أعناقها وشاطره ماله لبيت المال ماهى الصفات الواجب توافرها فيمن يتولى مراقبة مالية الدولة؟الأمانة والعدل والدين والإخلاص والصلاح والعفة مع الكفاية العلمية كالدراسة والدراية التامة بما تتطلبه طرق المراقبة من الأمور المحاسبية والقدرات الشخصية من ذكاء وفطنة وحسن تصرف والعلم بتقديرات الموارد والنفقات ومصاريفها إضافة للكفاءة الإدارية وهي الخبرة بأساليب الإدارة وتقدير المواقف واتخاذ القرار بجرأة وشجاعة دون الخوف الأمن الله وتأكيدا لما سبق فان الأمام الماوردي اعتبر الأمانة شرط فيمن يتولى شئون المال والخيانة أهم أسباب عزل العاملين في الأجهزة المالية للدولة ولذلك حرم عليهم قبول الهدايا وقت توليهم العمل واعتبرها رشوة يعاقب عليها الإسلام.

اترك رد