مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الصحة النفسية والعمى النفسى . حلقة 3

26

بقلم دكتور – هشام فخر الدين:

 دعنا نتفق عزيزى القارىء أنه على الرغم من التقدم الهائل في فهم الأمراض النفسية ومعالجتها، إلا أن الوصمة المحيطة بها لا تزال قائمة دون أدنى شك، تلك حقيقة لابد من التسليم بها.

بالرغم من أن اضطرابات الصحة النفسية البسيطة المتمثلة في الاضطرابات في التفكير والإنفعال والسلوك تشكل أمراً شائعاً، ولكن عندما تسبب هذه الاضطرابات الضيق الشديد وتمثل عائقاً أمام المريض بشكل في شتى مجالات الحياة، فإنها تعد مرضاً نفسياً أو اضطراباً نفسياً. وقد تكون تأثيرات المرض النفسي طويلة الأمد أو قصيرة الأمد.

حيث يعاني ما يقرب من 50% من البالغين من مرض نفسي في مرحلة ما من حياتهم. وأكثر من نصف هؤلاء المرضى يعانون من أعراض ما بين متوسطة إلى شديدة. وفي الواقع فإن 4 من أصل 10 أسباب رئيسية للإعاقة أو العجز أو العمى النفسى بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم خمس سنوات فما فوق هي اضطرابات في الصحة النفسية، حيث يعد الإكتئاب هو السبب الأول في جميع الأمراض التي تسبب الإعاقة والعمى النفسى.

فالاضطراب النفسي يؤثر على شخص واحد ما بين 8 أشخاص في العالم، وينطوي الاضطراب النفسي بإختلاف أنواعه على إختلالات جسيمة في التفكير والإنفعالات وأنماط السلوك.

وفي أحيان كثيرة يكون لدينا ما يسمى بالعمى النفسي بدرجة تزيد أو تقل، وعندما تزيد هذه الدرجة إلى نقطة الخطر، يصل بنا الأمر إلى المرض النفسي، فنرى الحياة من زاوية ضيقة عبر عيون مزيفة صنعها المريض لرؤية الحياة من خلالها.

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : توحش المصلحجية

الصحة النفسية ….الرهاب الاجتماعى …حلقة 39

حيث تكون رؤية المريض للحياة مزيفة صنعها لتناسب هذه العيون المزيفة، إلى درجة يستحيل معها الإقتناع أن كل هذا زيف ووهم، قد تجعل صاحبها يرى في كل من يحاول أن يفتح عينيه ليرى الحقيقة عدواً له.

 وهذا جزء من المقاومة التي يواجهها المعالج النفسي لدى مريضه، الذي يتوهم أنك تريد أن تقتلعه من النعيم الزائف إلى واقع الحياة المؤلم القاسي، وتلقي عليه أحمالاً وأعباءً ومسؤوليات ثقيلة قد هرب منها بهذه العيون الزائفة، التي جعلت الواقع مجرد مشاهد صنعها المريض.

وقد تجد بين هؤلاء من يحاول التمسك برؤيته مدافعاً مستميتاً عنها، ولا يفكر في النظر ولو للحظة واحدة إلى الزاوية الأخرى أو الركن الآخر أو النظرة الأخرى أو معيار آخر لنظرته تلك، لرؤية الواقع ولو للحظة خروجاً من زاويته الضيقة الزائفة والمحملة بخيالات لا أصل لها في الواقع وجدت بدافع الخوف الناجم عن الإكتئاب كمرحلة أولى للمرض النفسى.

فــــــــــــــــــــ يعد القلق والإكتئاب الشكلين الأكثر شيوعاً من تلك الاضطرابات. وقد شهد العقد الأخير ارتفاعاً كبيراً في أعداد المصابين بإضطرابات القلق والإكتئاب بسبب جائحة كوفيد-19، حيث جاءت التقديرات الأولية بزيادة في اضطرابات القلق بنسبة 26٪، واضطرابات الإكتئاب الرئيسية بنسبة 28٪ خلال عام واحد فقط.

فضلاً عن وجود علاقة وثيقة تربط بين الإجهاد النفسي المستمر وفقدان البصر مع مرور الوقت. فالإجهاد ليس مجرد نتيجة أو عامل خطر ثانوي فحسب، بل هو من الأسباب الرئيسية لفقدان البصر التدريجي، الناتج عن أمراض معينة في العين مثل الجلوكوما، والإعتلال العصبي البصري، والتنكس البقعي المرتبط بالتقدم في العمر (AMD)، واعتلال الشبكية السكري.

حيث إن الإجهاد المستمر وارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول أو كما هو شائع هرمون التوتر، يؤثران سلباً على صحة العين والدماغ، ويسببان خللاً في الجهاز العصبي غير الإرادي والأوعية الدموية، إذ أن التوتر يزيد من مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم، وبالتالي تؤثر هذه المستويات المرتفعة على المدى الطويل على العين والدماغ.

 

 

 

التعليقات مغلقة.