مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الرداء الأخير ..قُـــبْــلَةُ الوداع

6

بقلمي – رحو شرقي:

قد يهمك ايضاً:

الكيلاني وشوشه يشهدان احتفالية “تحرير سيناء”…

” الفتيات الفاتنات ” قصة قصيرة

لم يكن أبي طموحا لأي شيء،إلا الحياة الكريمة .
كان زارعا يفلح ارض الديــر، لمسته على الأفنان من حرير ;
لِيَحصُل على لقمة عيشه من عرق جبينه . حتى عاد طريح الفراش !
و أمي لا تقوى على تحمل مشقة الحياة، دون عمل إلا ساعدها .
في ذلك الوقت من يملك زنبيل الدقيق ،كمن يملك الحياة لعدة أيام .
ولا أقدرعلى الوقوف ، أمام قبر أبي ;كي لا أرتمي بين لوعة العواطف أو وقفة مُؤَبِنْ فَينزل منه الدمع ،لأظهر في أعينها ذلك الرجل القوي .
و أهدئ لفحة نيران ألمها الذي يلتهم جسدها .
تريدني أن أنظر إلى العلاء ، و تـرى النور على عيني قبل أن يضمها التراب .
ولا أُكِن لها إلا بـوادر الإخلاص ،حبا وشفقا بدلائل الود طائعا .
و جوفي قد ملأه أزيز الصراخ والعويل ، بين اليأس والأمل .
حتى فكرت في مغادرة مقاعد الدراسة مبكرا ، ولو عَـلِمَتْ لَــنـَظـرَتْ إليّ نظرة الخائن ;ولَـعَـجَـلْتُ برحيلها بعد مُعاناتها من المرض الذي تخفيه عني ; كما يخفي النبات بذوره لانتظار الربيع .
وكرامتها في مطاوعة تغزل الصوف على ركبتيها ونسيج المسد ، فتبدع لنا أناملها جبةً تقينا حــر المخمصة .
في ذلك اليوم ، كان الصوت أقوى من هزيم العواصف .
حينها ،استسلمت للبكاء لأول مرة ; ولم تعد أي امرأة اخفي أمامها ضعفي .
نظرت في وجهها الباسم الأصفر، تلك النظرة الأخيرة وأختي تمسح على شعرها الذي احمر بأوراق الحناء وقد غزاه البياض ;لأقبلها القبلة الأخيرة وأجعل من خدها رصيف ذكرياتي !….الله يجل عليهم الرحمة .

اترك رد