مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الرجاء ٠٠٠مراعاة فروق التوقيت

21

بقلم – أماني النجار:

في رحلة حياتنا أد ايه حاجات وأحلام كتير ضاعت من بين إيدينا  ، واد ايه علاقات وصداقات انتهت واتقطعت وكل ده  سببه الوحيد كان  الوقت أو بتعبير أدق التوقيت .

أيوه التوقيت .

كام مره حلمنا بحاجات وانتظرناها في وقت معين ولما فات وقتها الشغف اللي كان جوانا ليها خلص وانتهى .

كانت دايماً جدتي تقولي كل شيء في وقته حلو ، ومكنتش بفهم معنى كلامها ، ولما كان جدو يلاقي فاكهة من فاكهة الشتا في الصيف وكان يشتريها وهو فرحان ، ولما يروح وناكلها ونلاقي طعمها متغير كانت ترد علينا جدتي طبعاً لازم يكون طعمها متغير ماهي طالعه في غير أوانها ، ولما كنا نطلب منها أنها تسهر معانا زي ماكانت بتسهر زمان وتلعب معانا فكانت تقول يا ولاد لكل وقت أذان ، فعلا يا تيته لكل وقت أذان ،

كبرت وبدأت أفكر في كل حاجه مرت بيا وبالناس اللي حواليا وبدأت أفهم معنى كلامها اللي كنت بستغربه.

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب: أحلام ضائعة

فهمت و عرفت ليه علاقتنا باللي بنحبهم بتتغير وليه الشغف بيقل ، وليه الاحتياج والحنين بيخلص وينتهي ، بالرغم أن هما دول نفس الأشخاص اللي كانت النظره منهم بتحيينا ودلوقتي كل ده اتبدل ، لدرجه انهم بقوا شايفين أننا اتغيرنا .

فوالله ماتغيرنا ولكنه فرق التوقيت اللي للأسف كتير مننا مش بيعمل حسابه .

فرق التوقيت بين شغفنا وحلمنا بالحاجة وبين اللحظة اللي بتتحقق فيها الحاجة ، فالكلمة لو مش حتتقال في وقتها صدقوني بتفقد معناها و كلمة ورا كلمة وموقف ورا موقف بيقل الشغف ، ورغبتنا في أننا ننتظر ونسمع بتنتهي .

 ويروح ضحيه لفرق التوقيت كل اللي كان زعلان واللي معاه قرر يسيبه يهدى وبعدين يسأله مالك ، في حين أنه كان مستني كلمه مالك في وقتها ، واللي كانت مستنيه تسمع كلمه حلوة تراضيها وفضلت مستنيه ومستنيه لغايه ما قفلت والكلمه  وقتها عدى وبقى الكلام كله مينفعش ، واللي فضل يعاند ويكابر ومش عامل حساب للوقت ومتحركش غير لما فقد شريك حياته ، واللي فضل خايف يصارح اللي بيحبه بمشاعره اللي جواه لغايه ما التاني زهق ومل وراح يعزمه على فرحه ،كل ده لانه معملش حساب لفرق التوقيت ، واللي كان منتظر الساعة ١٢ تيجي علشان يسمع كلمة  كل سنه وانت طيب من شخص معين ، فلما الوقت عدى الجملة فقدت معناها  ،  واللي بيلبي الطلب بعد مايكون الشخص انتُهك من كتر ما طلب التلبيه وقتها مش بيكون  لها معنى ، الصبر على اللي بنحبهم عمره ما كان  بالانتظار ، الإنتظار بيقتل الشغف ويضيع معنى كل حاجه حلوه ، المعنى الجميل بيضيع لو مجاش في وقته وبيبقى زي فاكهة الشتا اللي بنلاقيها في الصيف والعكس .

اللي بيحب بيوهب بدل الفرصة اتنين وتلاته وعشرة ، كل ده علشان يحافظ على اللي بيحبه ، لكن صدقوني كل مااغتنمت الفرص الأولى كل ماعمر وصلاحية الحب اللي بينكوا ما طال.

ياريت متخليش الوقت يسرقك وتندم ، لأن كل شي في وقته حلو ولأن كل وقت وليه أذان ، ولو بجد باقين على اللي بتحبوهم ….  فرجاءً مراعاة فروق التوقيت .

التعليقات مغلقة.