مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الدور الخاطئ للأسرة وراء انجذاب الشباب إلى اللايف كوتش

0

تحقيق – نرمين عطية

 

يؤكد علماء النفس أن اهتمام الفرد وتأثره بالأحداث من حوله يختلف من شخص لآخر حسب العمر وكذلك حسب الحالة الاجتماعية فالفرد يتأثر بمن حوله ينفعل بانفعالاتهم وبشعور الفرح والحزن لديهم بل ربما يرى بعيونهم، فكان هذا دائما مبدأ اعتمد عليه البعض للتأثير وحشد الجماهير، مؤخرا ظهر العديد من الشباب يطلقون على أنفسهم اسم ” متحدث تحفيزي ” أو ” لايف كوتش ” ومع أن بعضهم لديه مهارة تؤهله لذلك إلا أن غالبية هؤلاء المحفزين يفتقرون لهذه المهارات، فهل أصبح ” اللايف كوتش ” وظيفة تُمارس مثل المحاسبة والبرمجة الالكترونية، أم لابد من توافر مواصفات خاصة فيمن يمارسها مثل الصدق والقدرة على الاقناع والالتزام القيمي والأخلاقي، خاصة أن أغلب الأسماء التي سطعت في هذا المجال من قبل كانت لأصحاب تجارب حقيقية تولدت منها أيقونات في التحدي والإصرار فاستحقوا أن تُخلد أسمائهم ومن خلال ما انتجوا من مؤلفات أصبحوا مصدرا لإلهام الملايين حول العالم.

 

 

تقول الدكتورة إيمان الريس، أخصائي نفسي ومستشار أسري وتربوي، بداية لابد من تقسيم الشباب الذي يطلق على نفسه اسم ” متحدث تحفيزي ” إلى عدة فئات، الفئة الأولى هم مجموعة من المتطفلين على هذا المجال يتحدثون عن جهل يعتمدون في جذب الشباب على استخدام بعض المؤثرات النفسية فهؤلاء لابد من محاسبتهم وردعهم بالقانون لأن الغالبية العظمى منهم تنشر ثقافة لا تتناسب مع قيمنا وجميعنا يعلم أن التعامل مع الشباب وما يُلقن من ثقافة أمر شديد الخطورة لأنهم عماد هذا الوطن وثروته التي يجب الحفاظ عليها، فهم رأس المال الحقيقي الذي يمنحنا الأمل في المستقبل.

 

أما الفئة الثانية فهم الشباب المثقف والمدرب ولكن ليس بالقدر الكافي لتحمل هذه المسئولية، وهذا لا يعني أن كل ما يقولون غير صحيح ولكنهم في حاجة إلى تعلم المزيد كما يحتاجون إلى الرقابة والتقويم، فنحن بحاجة إلى دعم أي إنسان لديه القدرة على محاورة الشباب ومخاطبة أمالهم وطموحاتهم، وهذا الشخص طالما استطاع أن يصل إلى تلك الشريحة الكبرى من الشباب فهو موهوب ولابد أن ندعمه بالتدريب والتقييم المستمر لأن تواصل الشباب مع بعضهم البعض له إيجابيات كثيرة ولابد أن يتلقوا منا الدعم المناسب وأن لا يكون حديثنا أو نقدنا لهم مصدر إحباط، لذا أدعو إلى احترام التخصص والاستعانة بالكوادر والخبرات سواء دينية أو علمية أو ثقافية وبهذا نسهم في توسيع أفق الشباب وتفتح أمامهم مجالات جديدة، ولا يمكن أن يحدث ذلك بعيدا عن مشاركة أجهزة ومؤسسات الدولة

 

 

قد يهمك ايضاً:

غالي يوجه الشكر إلى السفير المصري في تنزانيا

 

.

 

بينما يقول إسلام حلاوة، حاصل على بكالوريوس تجارة، ويعمل متحدث تحفيزي منذ ثلاث سنوات: الثقة بالنفس وحب الإنسان لذاته أساس النجاح، بالنسبة لي لا يكاد يمر يوم دون محاسبة نفسي هل قدمت شيء مفيدا لغيري أم لا والحمد لله أنا راض عن نفسي، رغم اعترافي أن دخولي هذا المجال جاء بمحض الصدفة فقد نصحني أحد أساتذتي في الجامعة أن اكثف من التدريب وأخبرني أن مستقبلي في مهنة ” المتحدث التحفيزي ” وبالفعل قد نجحت كثيرا وقمت بإلقاء محاضرات في أغلب الجامعات ولدي آلاف من المتابعين أقدم لهم النصائح ولا أرى في ذلك خطأ أو عيب فما أقدمه للناس مجرد رسائل إيجابية لحب الذات أن يتعرفوا على أنفسهم من جديد ويتركوا اليأس فأنا وغيري مصدر سعادة واطمئنان، نحن صحبة نور ترافقهم في طريق حياتهم.

 

فيما يوضح الدكتور محمود الشال، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، إن كل فرد منا يحتاج دائما إلى قائد يتبع خطواته، شخص يشعره بالاطمئنان، وأرى أن سبب انجذاب الشباب للمتحدث التحفيزي دون غيره هو أن نصائح بعض الدعاة نمطية وقديمة في محتواها وطريقة توصيلها ، أما الآباء فلديهم جزء كبير تسلطي بمعنى أنهم غالبا ما يريدون أولادهم جزء مستنسخ منهم أو حتى يريدونهم نموذج مثالي لكن حسب أحلامهم هم.

 

 

أما ” اللايف كوتش ” فهو شخص متابع جيد يستطيع أن يصل للشباب عن طريق التركيز على احتياجات داخل أنفسهم وفي الغالب لا يكونوا على دراية بها معتمدا على بعض الدراسات الحديثة في المجال النفسي والتقويمي، لكن تبقى عندهم بعض المشاكل وهي المشاكل العامة في المجتمع فيحاولوا أن يعطوا محفزات للشباب من أجل أن يتغلبوا عليها بقدر الإمكان، وإذا ما أردنا تقييم تجربة ” اللايف كوتش ” فإن أغلب المتحدثين التحفيزيين على قدر من القيم العامة للمجتمع، وهناك قلة بالطبع ناقلين لثقافات غريبة تفصلهم عن الواقع وهذه مشكلة كبرى لأنها تسبب فصام لهم قبل الشباب وهنا يحدث تصادم.

التعليقات مغلقة.