مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

“الحرام” رواية من تأليف آيات أحمد منصور

51

الفصل الثاني

قد يهمك ايضاً:

الكيلاني وشوشه يشهدان احتفالية “تحرير سيناء”…

” الفتيات الفاتنات ” قصة قصيرة

حاولت الإسراع في خطواتها ولكن القادم كان الأسرع
صرخت هدير صرخة مكتومة وما لبثت أن سقطت على الارض إثر ظهور ذلك الظل الذي ينبأ بوصول المجهول

احاطت ركبتيها بذراعيها ممسكة برسغها الايمن وقد ضمت الأولي لصدرها بقوة ودفنت وجهها فيها باستسلام ….
ظلت ترتعد من الخوف والخطوات تقترب منها وتقترب….وتقترب ثم…..توقفت الخطوات أمامها مباشرة
*******************
أمسك اللواء طارق عبد البديع 57 عام سماعة هاتف مكتبه الأرضي لتلقي اتصال مهم قائلا بنبرة حادة “أيوة خير هات اللي عندك”
المتصل “……..
اللواء طارق بغضب ” يعني إيه مش عارف توصل لمعلومات لحد دلوقت بنتي اختفت فص ملح وداب يعني؟ “
المتصل:”……..
اللواء بصراخ: مليش دعوة مفيش حد يرجع بيته مفيش حد ينام إلا أما تعرفوا بنتي فين ؟”
أغلق اللواء طارق سماعة الهاتف بقوة ثم اتصل بأحد العساكر ليجهز سيارته الخاصة به ليعود إلي المنزل لعله تكون هناك أخبار جديدة
**************
اثني ذلك الشخص القريب جذعه متحدثا إليها بصوت لاهث “أنتي لسة هنا مخرجتيش ليه لحد دلوقت؟…
لم ترد عليه هدير ولو بكلمة واحدة ولكنها بدأت تهدأ فقد كان صاحب الصوت مألوفا لها نوعا ما ….
اعتدل ذلك الشخص في وقفته بغضب فليس هناك متسع من الوقت قائلا بعصبية” أنتي مبترديش ليه. ..انتي مستغنية عن روحك …مش خايفة حد منهم يلحقك ويجيبك من قفاكي يرجعك الحبس من تاني…”
مسح علي وجهه بعصبية ولكنه سرعان ما انتبه إلى ذلك الحرج بقدمها فقال باهتمام” احنا لازم نخرج بسرعة الجرح في رجلك بدأ يتلوث محتاج تطهير وإلا هيعمل بكتيريا ويحصل تعفن لا قدر الله…أنا هشيلك… “
وما أن هم برفعها حتي انتفضت بسرعة واقفة وقد أسندت ظهرها لجدار الكهف ممسكة به قائلة” لا ..لا خلاص أنا همشي لوحدي”
رد بعصبية”مينفعش متبقيش عنيدة جرحك مش بسيط “
نظرت إليه وبدأت تسيل دموعها علي خديها فمسحتها بهدوء مشفقة علي حالها وقالت ” أنا قلت همشي لوحدي يعني همشي لوحدي وأنا أدري بمصلحتي..متعملش نفسك دكتور “
رد عليها بصوت غليظ بسرعة وهو عاقد حاجبيه ” على فكرة أنا دكتور بقا…وهشيلك غصب عنك لأن مفيش وقت للدلع دة “
هنا انفجرت هدير في نوبة بكاء قائلة “بالله عليك بلاش صدقني مش هحسسك اني تعبانه وهمشي بسرعة مش هعطلك …حتي شوف كدة”
وبدأت تتدحرج بقدمها المصابة
فنظر إليها باستخفاف وهو يمشي خلفها باتجاه الفتحة التي تبعد 200 متر عن موقعهم قائلا ” أنتي ليه كدة؟ هو أنا هاكلك ولا تكونيش عاملالي فيها شيخة “
توقفت فجأة ثم استدارت إليه وقالت بغضب ممزوج بالبكاء “أيوة أنا شيخة ومنتقبة وبلبس أسود كمان وان كان عاجبك “
نظر إليها بذهول غير مصدق وأخذ يتفقدها بعينه من رأسها لأخمص قدميها
…قدمان عاريتان تسيل منهما الدماء …ثياب ممزقة تظهر سيقانها من أسفل الركبة …أكمام متهالكة وكأنها خرجت للتو من حرب… شعر بني هائج… ملامح متسخة الا من تلك التي غسلتها الدموع
سرح بنظاراته بعيدا وقد تذكر ذلك الموقف وفهم مغزاه
Flash back
“أخيرا قدرت ألاقي حفرة في القفص الغريب دة …شوية اغبية فاكرين نفسهم حابسين عصافير ”
وقبل أن ينزل من البئر تذكر تلك الفتاة المغشي عليها بعد ذلك الصراع الحاد الذي دار بينها وبين الحراس انتهي بضربها ضربة قوية على رأسها افقدتها وعيها”
نظر إليها بشفقة وعاد إليها وأخذ يضرب خدها برفق قائلا ” يا أنسة يا أنسة فوقي فوقي اصحي اصحي مفيش وقت تموتي دلوقت ”
فتحت عينها ببطئ وما ان رأته حتي انتفضت من مكانها قائلة ” اه دة؟ اوعا اوعا سيب ايدي”
نظر الدكتور خالد صديق … الممثل والمطرب المشهور باستغراب قائلا في نفسه”إيه العبط دة بدل ما تشكرني..”
ولكن قطع افكاره سماع صوت وطء أقدام الحراس يقتربون من محبسهم ..فصرخ بها قائلا ” انزلي. .انزلي اودامي بسرعة اهربى…اهربي اوعي توقفي نهائي.. وأنا هشغلهم عنك انزلي بسرعاااا “
End flash back
فهمت مغزي نظراته فأشارت إلى انفه بسبابة يدها اليمني والتي تلبس فيها سوار مصنوع من حبات اللولؤ وقد عقدت حاجبيها قائلة بثقة “بص بقا عشان نبقا متفاهمين أنت هتمشي أودام وأنا همشي ورا مفهوم؟”
كانت تبدو كطفلة فقال في نفسه “ايه حتة البتاعة دي ..طب أما استفزها شوية “فقال بصوت مسموع “طيب مش نتعرف الأول وكدة يعني”
عقدت ذراعيها فوق صدرها وقالت مفيش تعارف..اتعرف على نفسك. .فيه خروج من هنا وبس “
فرد بصوت واثق “خلاص وأنا مستعجل بقا بصراحة أودامك أختيارات إما أجري وأسيبك هنا تواجهي مصيرك لوحدك أو تسمحيلي أشيلك ونخلع من هنا بسرعة اوووو…”
أخذت تفكر هي تعلم أنها لا يمكنها البقاء وحدها كما أنها لن تقبل بأن يحملها ، زاغت عينها وهي تفرك يدها ببعضها فنظرت إليه وردت بحذر” أو إيه؟”
رد بنبرة انتصار ” او واحنا ماشيين ندردش شوية عشان مزهقش “
ابتلعت ريقها ثم قالت ” مفيش دردشة انت تمشي أودام وأنا وراك تسال واللي يهمك هرد عليك فيه تمام؟”
قال خالد “تمام”
مد يده محاولا مصافحتها لكنها أدارت ظهرها وأكملت سيرها … فسبقها
وسارا معا الي طريق مجهول…..

التعليقات مغلقة.