مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

“الجنرال العائد” و”المفاجآت المستحيلة” في الانتخابات الرئاسية

2

كتب – محمد صبحي:

التفاصيل الدراماتيكية التي أحاطت برحلة “الجنرال العائد” أحمد شفيق إلى مصر، والتي بلغت ذروتها أمس، عندما تواترت الأنباء عن الرحيل – أو الترحيل-  المفاجئ لشفيق من دولة الإمارات، أضفت نوعًا من التشويق المفتقد على مسار المنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ورغم الهجوم الذي تعرض له شفيق منذ أعلن الأسبوع الماضي نيته خوض السباق الرئاسي، المقرر مطلع العام المقبل، ورغم الغموض الذي يكتنف كواليس عودته من الإمارات التي احتمى بها منذ نهاية الانتخابات الرئاسية عام ٢٠١٢، والتي وصل فيها إلى جولة الإعادة الحاسمة أمام مرشح “الإخوان” محمد مرسي، إلا أن أهم ما يمكن أن تطرحه عودة آخر رئيس حكومة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، هو فتح المجال أمام منافسين آخرين، ربما كانوا يتحصنون بالصمت حتى الآن انتظارا لما ستسفر عنه أجواء المنافسة، وقد يشجعهم دخول شفيق للسباق الرئاسي على كسر حجز الصمت.

أسماء عديدة أبدت نيتها الترشح للانتخابات المقبلة، لكن تلك الأسماء المطروحة ليست هي ما يمكن أن يضفي منافسة حقيقية على الماراثون الرئاسي، بل ربما تفعل الأسماء التي لم تعلن بعد، حيث تشير التكهنات إلى ترقب أسماء مثل الفريق سامي عنان والقيادي السابق بجماعة “الإخوان”، رئيس حزب “مصر القوية” عبد المنعم أبو الفتوح لواقع المنافسة قبل حسم موقفهم النهائي، وكلها أسماء غابت عن انتخابات ٢٠١٤، لكنها ترى في ٢٠١٨ فرصًا لم تكن متاحة قبل أربعة أعوام.

قد يهمك ايضاً:

الدكتور يوسف عبده يقيم إفطاراً لرابطة “خريجي إعلام…

يجب وضع حد لنزيف الدماء بفلسطين وإتاحة دخول المساعدات…

التحليل السياسي الواقعي يشير إلى أن المفاجآت قد تبدو صعبة التحقق في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بل هي في تقدير البعض مستحيلة، في ظل ما يحظى به الرئيس عبدالفتاح السيسي من شعبية لا تزال صامدة، رغم الاعتراف بتراجعها بصورة ملموسة تحت ضغط الأزمات الاقتصادية، وتضرر شرائح واسعة من المصريين، لا سيما من الطبقة المتوسطة، التي مثلت الرافد الرئيسي لشعبية السيسي في انتخابات ٢٠١٤، وهو ربما ما يراهن عليه الراغبون في خوض المنافسة أمام “الرئيس” أملا في الوصول إلى قصر “الاتحادية”.

القواعد الأساسية لجمهور الناخبين في مصر لا تبدو حتى الآن – ورغم الضغوط الاقتصادية- أنها ستغير قراراها الانتخابي نحو الرهان على أي من الأسماء التي ستنافس السيسي، لكن المؤكد أن نسب الإقبال وربما النسبة التي سيحصل عليها الرئيس من الأصوات لن تكون مشابهة لتلك التي شهدتها انتخابات ٢٠١٤، فضلا عن أن أداء وسائل الإعلام حتى الآن، وبخاصة فيما يتعلق بإعلان الفريق شفيق الترشح،  يشير إلى أن أيا من المرشحين المحتملين، لن يجد الطريق مفروشًا بالورود أمامه للتواصل مع جمهور الناخبين عبر الوسائل الإعلامية التقليدية (الصحف والإذاعة والتلفزيون)، وهو ما يفسر لماذا جاء إعلان معظم المرشحين حتى الآن عن نيتهم خوض الانتخابات الرئاسية عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟، أو من خلال فيديوهات تم بثها عبر وسائط إلكترونية؟.

وإذا كان المتنافسون في الانتخابات الرئاسية المقبلة يراهنون على تغير الأحوال عما كانت عليه في ٢٠١٤، فإنه أيضًا من المهم الإلتفات إلى أن الأحوال أيضًا لم تعد هي نفسها ما كانت عليه في ٢٠١٢، وبخاصة أجواء الاستقطاب السياسي الحاد، والتي استفادت منها العديد من الشخصيات السياسية في الاستحواذ على كتل تصويتية لا يستهان بها، لم تكن بالضرورة تعبر عما تتمتع به من شعبية، بقدر ما كانت تمثل تصويتًا عقابيًا للتيار المنافس، ولعل المنافسة المحتدمة التي خاضها شفيق في مواجهة مرسي خير مثال على ذلك.

المؤكد أن الانتخابات المقبلة لن تشبه سابقتيها في ٢٠١٢ أو ٢٠١٤، لكنها أيضًا ربما تمثل تدريبًا ديمقراطيًا ضروريًا وتمهيدًا مهما نحو استحقاقات انتخابية مقبلة، قد تختلف فيها أجواء التنافس تمامًا عما عرفته البلاد في تجاربها السابقة.

 

اترك رد