مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الإشتياق إلي الاحترام .. بقلم ” أحمد ابراهيم “

0

انبهار الشعب المصرى بافتتاح طريق الكباش، ومن قبله احتفالية نقل المومياوات، ومؤخراً الإقبال الكبير على مهرجان الموسيقى العربية، وكذلك التأييد الجارف للفنان هانى شاكر فى قراره بمنع مطربى الإسفاف من الغناء، وأيضاً استحواذ قناة «ماسبيرو زمان» على اهتمام المواطنين لأنها تقدم دراما وبرامج هادفة ومحترمة، بالإضافة إلى تربع أم كلثوم على عرش الغناء حتى بعد نصف قرن من رحيلها.
كل ذلك يؤكد أن الشعب المصرى يعشق الاحترام ويشتاق إليه، وليس فوضوياً كما يدعى البعض، ورغم كل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التى يعيشها منذ عشرات السنوات وتعرضه لمؤامرات كثيرة وحملات استعمارية عديدة وتدمير مخطط وممنهج، كل ذلك كان كفيلاً بالقضاء عليه، لكنه ظل متمسكاً بالقيم والمبادئ التى توارثها عبر آلاف السنين، وفى وقت الأزمات والشدائد يظهر معدنه الحقيقى ومخزونه الحضارى والثقافى، ويساند دولته فى مواجهة التحديات الخارجية والداخلية.
الشعب المصرى يرضى بالقليل، وأحلامه بسيطة فى الحياة بكرامة وبالحلال، ويكره الحرام، يسعده إنجاز يحققه أحد أبنائه فى السياسة أو التعليم والثقافة أو حتى فى كرة القدم، ولو كانت هناك فئة ضالة فهى قليلة لأن فى هذا الشعب عشرات الملايين من الشرفاء المحترمين.
ويستطيع الإعلام بقليل من الجهد أن يسهم فى الارتقاء بالذوق العام والأخلاق فى المجتمع ويكافح القبح والإسفاف، ويسلط الضوء على النماذج الكثيرة الناجحة المكافحة، ويمنح المواطنين طاقة إيجابية وأملاً وتفاؤلاً من خلال الاهتمام بكل ما هو جاد ومفيد، والابتعاد عن التفاهات، وإذا كانت هناك قلة تدافع عن مطربى وفنانى الإسفاف وتعترض على قرار نقيب الموسيقيين فإن هناك الملايين الذين أسعدهم قراره.
والقول بأن الإسفاف له جمهوره كلام باطل يراد به باطل؛ لأنه ‏حتى لو كان «الجمهور عايز كده» لا نستجيب له؛ لأن وظيفة الفن هى تغيير السلوكيات السلبية والارتقاء بالآداب والذوق العام، وهل يمكن السماح مثلاً بالأفلام الإباحية لأن لها جمهوراً وكذلك تعاطى المخدرات؟
‏الجمهور يريد الاحترام والرقى والأعمال التى تعبر عن أحلامه وطموحاته وهمومه ومشاكله الحقيقية، وتعزز قيمه الإيجابية، وتقدم له النصائح والتوعية والإرشاد.
‏الغناء والفن المصرى «زمان» كانا معبرين عن عراقتنا، ومن أهم أسلحة قوتنا الناعمة فى العالم، وساهما فى نشر اللهجة المصرية بالمنطقة، رغم أن بعض المنتجين كانوا أجانب، والفنان المصرى كان قدوة تحتذى ومثلاً أعلى للشباب العربى نتمنى أن تعود هذه الأيام مرة أخرى.
مطربو الإسفاف أكثر خطورة على بلدنا من الإرهابيين لأنهم يسهمون فى تدمير القيم والأخلاق، ويتقاضون أموالاً طائلة، الأمر الذى يثير اليأس والإحباط لدى الشباب والفئات المهمة التى تتقاضى أجوراً متدنية فى المجتمع مثل العلماء وغيرهم.
أتمنى من الدولة دعم جهود نقابة الموسيقيين فى القضاء على هذا القبح ومنع استضافة هؤلاء المطربين أو تناول أخبارهم أو حتى مجرد ذكر أسمائهم التى بعضها يثير الاشمئزاز وكأنهم مسجلون خطر.
كما أتمنى من الإعلام الاهتمام بالنماذج الناجحة التى تقدم أعمالاً مفيدة وتقديمها كقدوة طيبة تحتذى

التعليقات مغلقة.