مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

اقتصاد السوق المعولم وفنون الأدب.. الرواية نموذجا

2

اقتصاد السوق المعولم وفنون الأدب

(الرواية نموذجا)

بقلم/ د. نوران فؤاد

كاتبة وناقدة أدبية

الحرفيون المصريون أصحاب الأنامل الذهبية التى صنعت تراثنا الفنى والثقافى، والحرفة الشعبية أحد الأبعاد المادية للثقافة الشعبية، حيث ترتبط بالمجتمع وتستلهم أشكالها وفنونها من تراثه ويتصل إنتاجها بعادات وثقافة المجتمع، فى الوقت الذى تتعرض فيه هذه الحرف لمنافسة عولماتية شديدة (تنميط الإنتاج لصالح سوق عالمية)، الدعاية والتسويق لمنتجات الشركات العالمية على حساب الإنتاج الحرفى اليدوى التقليدى، الذى يعجز بإمكانياته المحدودة وأدواته التقليدية، على مواجهة الغزو السلعى الرأسمالى، وفى ذلك يثير المثل الشعبى هذه القضية فى ضوء الآتى (تراب العمل “غبار العمل” ولا زعفران البطالة) وعادة فإن العامل أو الحرفى تعلق به الأتربة العالقة بالخامات التى يستخدمها ويعنى المثل تفضيل العمل حتى ولو كان شاقا وصعبا والجزء الثانى يشير إلى أن البطالة مكروهة حتى ولو كانت مريحة.

وإذا كانت الصناعة مطلوبة وتوجه إلى السوق كانت بمثابة السلعة التى تلفق سوقها وتجلب للبيع فتجتهد الناس فى المدينة لتعلم تلك الصناعة ليكون لها معاشها لذا وبما أن الأدب منتج اجتماعى يحمل بصمات المجتمع الذى أفرزه من أمثال وحكايات وصور وروايات، لذا نجد إشارة الأعمال الأدبية إلى الحرفة الشعبية عبر اتجاهين.

أ – أعمال أدبية تناولت الحرفة نشاطاً اقتصادياً معولماً بشكل مباشر

أولهما (السقا مات – يوسف السباعى 1921)، السقا مات”، الصبى وهو فى ثبات هادئ عميق يريح به جسداً أنهكه طول السير واللعب وحمل القرب والعراق مع الصغار”، “فرحة الحرفة وحزنها”.

قد يهمك ايضاً:

ثانيهما النــــول:

محمد ديب كاتب وشاعر، “ولد فى تلمسان، الجزائر، 1920 – مايو 2003 بارس” سنتابع فى أعماله الجزء الثالث من ثلاثية محمد ديب الشهيرة الجزائر، الدار الكبيرة 1952، الحريق 1954، النول 1957.

ثالثهما: بطن البقرة

حيث سر المهنة فى رائعة الأديب خيرى شلبى، يصدق على روايته تصنيفها إلى جغرافية، أكثر منها ثقافية اجتماعية فلم تطرق بالعادة إلى اختيار أدوات الحرفة والنسب والخامات وطرق المزج، التمويل فى الحرفة، آليات السوق وفقا لمبدأ العرض والطلب.

ب – أعمال أدبية تناولت الحرفة بشكل غير مباشر

1- أعمال نجيب محفوظ عبر أدب نجيب محفوظ عن القاهرة متعددة الطبقات التاريخية والجغرافية بمكوناتها “حضاريا ومعمارياً”، ومنها دور العلم، الأسواق، أماكن لممارسة المهن، البضائع المتخصصة، فهو يعبر عن مستوى رمزى اكتشاف مناطق جغرافيا القاهرة، وزمانية القاهرة.

2- يوسف القعيد “الأعمال الكاملة”

شكاوى المصرى الفصيح، عارضاً لأماكن الحرف الشعبية، باب النصر، باب الشعرية، سوق الميمون، باب الوزير، السيدة نفيسة، الإمام، القلعة بالقرب من المقطم إلى مجرى العيون، الدراسة.

اترك رد