ادم خضر يكتب: لعنة الحضارة

إن ما يحدث الآن على الساحة العالمية من ارتفاع في الأسعار أو انتشار للفقر والمصائب الكارثية وعمليات الإجرام المتعددة لهي أحداث جسام وخطيرة تدعو العقل البشري أن يفكر فيها بتمعن، وأن يتفحص كل جديد يصل إلى عقله، ولعل الحرب الروسية الأوكرانية خير دليل على أن الدول الكبرى في العالم لم تستبعد من خططها نشوب حرب عالمية ثالثة وإذا كانت ثَمة خطة على طاولة أحدهم توحي ببدأ تلك الحرب فيجب أن نفقد الأمل في انخفاض الأسعار أو قلة الفقر أو نقص حجم العمليات الإجرامية في العالم وما هي إلا أشهر قليلة وستشاهد أحد مذيعي الـ BBC يقول: ” لا داعي للاستغراب؛ إنها الحرب العالمية الثالثة قد بدأت للتو ” وهنا ستتيقن أنها النهاية إذن، وأعتقد أن الحرب وغيرها من المؤشرات التي توحي أننا على وشك انهيار الحضارات الحديثة إن لم تكن قد بدأت في الانهيار بالفعل، فقد عجزت عن الاستجابة للتحديات التي تواجهها سواء كانت تحديات مادية أو اجتماعية، ويجب أن لا ننسى أن سر دوام الحضارات وازدهارها ليس فقط في التكنولوجيا أو الحفاظ على المناخ أو حتى تنظيم قطر لكأس العالم، بل إن السر يكمن في القيم والمبادئ والأخلاق التي انهارت قبل التنبؤ بالحرب أو غلاء الأسعار، فإن انهيار العالم بسبب زوال القيم لهو أمرٌ جلل لا يقل عن انهياره بسبب الكوارث والدمار، وإذا تأملنا فيما يدور حولنا في العالم سنجد أنه لا مفر من تلك الأزمات الإقتصادية المتلاحقة فالهروب منها يعني الفرار من قدر الله، كما أن من دلائل انهيار الحضارات فقر الأفراد، ذلك الفقر الذي يمهد لعودة ما يشبه لأنظمة قديمة كالإقطاع مثلًا لكن في صورة شبه إسلامية بعض الشيء، فالشخص الذي يفلس ليس أمامه سوى العمل عند غيره من أجل الحصول على لقمة العيش التي لم يستطع أن يحصل عليها في عمل آخر، ولعل هذا قد يكون تمهيدًا لما سيحدث ما بعد الحرب وما ذكره التراث الإسلامي، عندما نجد القتال يعود بالسيف والرمح والآلات المركوبة كالحصان والحمار ولم لا، فاليوم ظهرت أرجل الدجاج الغنية بالبروتين، وغدًا سيصبح لحم الفئران مباحًا ولا تستعجب عندما يقولون لك أن أظافر قدميك مهمة لمصانع الغزل والنسيج، ولو دققنا النظر لحظات سنجد ما يدعو إلى الخوف والسذاجة معًا أننا ننتظر مستقبلًا أرخص ما فيه هو أنت عزيزي الإنسان!