مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

المصطفى رسلان يكتب «أبناء إبليس»

8

بقلم : المصطفي رسلان

أبناء إبليس تمر سنة تلو الأخرى ويزداد معها إدراكى بأن الحياة ما هى إلا مجموعة من الإختبارت التى يخضع لها الإنسان إذا أستطاع عبورها بسلام فقد وصل إلي بر الأمان وإذا تعثر فيها فإن العاقبة السيئة سوف تطاله بل وقد تطال ذويه أيضاً .

 

وكنت أظن في وقت سابق أن الجميع يسعى للخروج من هذه الحياة بسجل نقي وسيرة طيبة يفخر بها أبناءه من بعده ولكن مع الأسف الحقيقة كانت أبعد من ذلك .

لقد وجدت أن الكثير من أبناء هذا المجتمع يسعى جاهداً لتخريب سجله وسيرته عن طريق تدمير أسرته وذويه التى كان من المفترض أن تكون النواة الأولي لتكوين مجتمع سليم .

ولعل السبب في كتابتى هذا الكلام انتشار الجرائم البشعة بين أفراد الأسرة الواحدة ويجعلنى ذلك أتسائل كيف يستطيع زوج أن يرسل إلى زوجته شخص لكى يغتصبها ثم يقتلها وهم في الشهور الأولي من الزواج.

وكيف لزوجة أن تقوم بسم زوجها وهم في الشهور الأولى من الزواج وكيف لأب أن يذبح ابنه ثم يلقيه في الترعة وكيف لأب أن يعذب رضيعته ويشرع بقتلها.

 

وكيف لأم أن تترك طفلها الرضيع حتى يتحول إلي رفات وكيف لأب أن يقوم بزنا المحارم مع بناته الثلاثة بعلم الأم بل وينجب منهن كل هذه التساؤلات تجعلنى أجزم أن هؤلاء ليسوا من بنى الإنسان بل هم من بنى إبليس بل إن إبليس نفسه يعجز عن اقتراف مثل هذه الجرائم البشعة التى تجردت من أى معنى من معانى الإنسانية التى نادت بها الشرائع السماوية .

 

ومع تعدد السيناريو للقصة الواحدة إلا أن ذلك لن يجعلنى أحيد عن التحذير من وجود خلل أسري قد يلقي بالمجتمع بأكمله إلي الهاوية.

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب: أحلام ضائعة

ومع أن هؤلاء المجرمين يتم تطبيق عقوبات عليهم حتى ولو لم تكن العقوبة رادعة بما يكفي إلا أنه يتم تطبيق عقوبة عليهم إلا أنه ومع الأسف أصبح تكرار الجرائم الأسرية الروتين اليومى وبالأخص لمن هم حديثي الزواج.

 

بلا شك الذى جعلنا نصل إلي هذا الروتين اليومى من الجرائم هو الغياب التام لدور الأسرة في التربية وغياب القدوة للنشء الصغير .

 

لقد كان النشء يجد التربية و القدوة في التعليم وفي دور العبادة وفي الرياضة وفي المنزل أما الأن فقد تغيرت الأدوار واتسعت الفجوة بين الآباء والأمهات وأبنائهم بل إنى أكاد ان أجزم أن الفجوة قد اتسعت بين الآباء والأمهات أنفسهم

 

مما أدى إلي غياب التوجيه والتربية داخل المنزل وخارجه وبالتالي إن غابت التربية و غابت القدوة ضاعت الأسرة .

وعلي ضوء ما تقدم فقد كان لزامآ علينا أن نعود إلى ما تعلمناه وتربينا عليه في الماضي حتى نتدارك ضياع الأسرة قبل فوات الأوان.

لقد تعلمنا: أن الأم نصف المجتمع تربي النصف الأخر أن الأم هى اللبنة الأولي لبناء مجتمع قوى متماسك متحضر . أن الأم مدرسة أساسها الحياء فصولها الفضيلة أركانهما المروءة وأهم ما يميزها الحب .

 

تعلمنا أن الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق .

 

والأن أتسائل متى تعود الأم لسابق عهدها مدرسة ويعود الأب قدوة لأبنائه حتى لا يقع المجتمع تحت براثن أبناء إبليس .

التعليقات مغلقة.