مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

إلى أخي” أنت الابتسامة المشرقة “

10

بقلمي : زينب مدكور

العلاقة الأخوية هي علاقة لا يمكن مقارنتها بعلاقة أخرى ، فلا أحد في العالم يمكن أن يكون مثل أخيك ، فالأخ هو الرابط الحقيقي الذي يمكن أن يكون مثل عمودك الفقري ، فأنت تتكئ عليه عندما تشعر بالعجز ، وتختبئ بداخله عندما تشعر بالضعف ، وتحتمي تحت جناحيه عندما تريد الأمان ، وهو الذي سوف يشد أزرك ، ويدعمك ، ويشاركك شؤونك ويساعدك في حياتك .

 

وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم على لسان موسى عليه السلام:” قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا” [١]

 

فلم يختر موسى إلا أخيه هارون عليه السلام وزيرا له ، مستشارا مخلصا له يثق به ويشاركه شؤونه ، هو وحده الذي رأى فيه أنه سيعاونه على الحق والخير ، وهذا هو مثال الأخ الصالح، الذي يكون دوره معاونتك ومساعدتك ومدك بالقوة ، فسبحان من جعل مشاعرنا تجاه الأخ مختلفة .

لذا فإن علاقة موسى وهارون هي إحدى العلاقات الأخوية التي يتم تقديمها دائما كمثال ، وعندما يذكر أمامي قصص الأخ في القرآن يخطر على بالي أولًا أخوّة موسى وهارون عليهما السلام، وقد قال ابن أبي حاتم : “ذكر عن ابن نمير، حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها أنها خرجت فيما كانت تعتمر، فنزلت ببعض الأعراب، فسمعت رجلا يقول: أي أخ كان في الدنيا أنفع لأخيه؟ قالوا: ما ندري. قال: والله أنا أدري. قالت: فقلت في نفسي: في حلفه لا يستثني، إنه ليعلم أي أخ كان في الدنيا أنفع لأخيه. قال: موسى حين سأل لأخيه النبوة. فقلت: صدق والله ، قلت: وفي هذا قال الله تعالى في الثناء على موسى عليه السلام: (وكان عند الله وجيها)”.

 

سنشُدّ عضدك بأخيك

 

سبحان من جعلنا ضعفاء بدون أخوتنا، تائهين لا نقوى على العيش إلا بهم، وهذا المعنى يأتي بوضوح في معنى الآية الكريمة :

” قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ” [٦]، وقد قال الله سبحانه وتعالى أن الأخ سند وعضد كتشبيه بليغ، لأن العضد هو ما بين المرفق والكتف، وهو المكان الذي يعين اليد ويجعلها قوية، لذا فإن معنى الآية: سنشد عضدك بأخيك أن الله سبحانه وتعالى وصف قبوله لدعوة موسى بأنه سيمنحه القوة والسند والإعانة بأخيه هارون عليهما السلام.

 

الاخ هو السند الوحيد لنا عند حاجتنا ، هوالمصباح الذي ينير طريق أخيه ؛ نعيش معه الطفوله وتهيمن علينا ذكريات مليئه بالحب والصداقة ، الاخ هو الذي يضع مصلحتي قبل مصلحته تجده عندما تحتاجه وتصبح الحياة صعبة عليك ، يعطيك النصيحه ويرشدك الى الطريق الصحيح ولا يضلك مثلما يفعل البعض يتمني لك مثلما يتمني لنفسه واكثر فمعني الاخوه غالي لمن يقدره ويعرف أهميته . ومن أجل هذا ومن أجل أهمية الأخ والأخت في حياة كل منا ومع تلاشي هذا المعني لدي البعض بل ونكران هذا المعني ونسيانه كتبت هذا المقال عن معني وأهمية الأخوة

 

أخي الغالى اعلم انه عندما تركتنا ، تركت قلوبنا ايضا ، وحينها خرجت ورائك تتبعك ، تركتنا بابتسامة مشرقة وأثر من الاستمتاع في كل زاوية من قلوبنا والأماكن التى نشأنا بها معََا ،

تركت طيفا من الذكريات فى قلوبنا ، عشنا لحظاتها معََا نتذكرها ونسعد بها .

 

اعلم أن الحب بين الإخوة لا يمكن التعبير عنه بالكلام ، فاللسان والقلم لا يعبران عن مكانته وعمقه .

أخي حبي لك عظيم … ووداعي لك مؤلم …

أيام الطفولة … المدرسة … وأيام الشقاوة …

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : نحن بحاجة للحب

خلل التوازن التربوي يؤدي لفساد الابناء

عشناها سويًا … أنا وأنت … وعشت معك ثمانية عامًا فأكثر … ومع كل ثانية تمر حبي لك واشتياقي يزداد …

 

أخي وحبيبي

خذ درس ممن سبقوك في الغربة ، فاحذر من أن تسقط في شِباك الفاسدون ،

فرغم أنني أثق بذكائك ، ولكن هناك ستقابل الذئاب ، والوحوش المفترسة لديهم آلاف الحيل والحيل لإفساد شاب مثلك ، لنشر فسادهم ، أذلهم الله وحماك ياارب العالمين .

 

حبيبي .. فلكى يحرسك رب العالمين ويحميك ، بعيونه التي لا تنام ، حافظ على الصلاة في وقتها ، ولا تتخلى عن القرآن ، واقرأ الأذكار في الصباح وفي المساء .

أخي الغالي : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، وإذا استعنت فاستعن بالله .

 

واعلم أن الاغتراب الحقيقي هو اغتراب الدين والأخلاق ، فاحفظهم حتى ييسر الله عليك في غربتك وتشبث بهم وستجد الله بجانبك في كل وقت ومكان .

فكن مع الله يكن الله معك

فمن وجد الله ماذا فقد ؟

ومن فقد الله ماذا وجد؟

 

وأعلم أن الوطن يشتاق إليك كما تشتاق إليه ، ففيه خطت قدماك الخطى نحو التقدم والمعالي ، فله عليك بعد الله فضل عظيم ، ويجب أن يرجع الفضل إلى أهله ، وهذه صفة الصالحين فلا تبخل بعودتك إليه ، وإذا أغرك العالم بماله وجماله .

اعلم أن لك أخوات بانتظارك لهم عليك حق وقلوبهم مكسورة من بُعدك وروحهم مرتبطة بروحك .

 

وتذكر أن نبي الله المختار صلى الله عليه وسلم اشتاق لوطنه وأرضه فكن قدوة حسنة في ذلك ، فبلادك تنتظر رجوعك ونتاجك ، فليكن خيرك لبلدك.

 

حبيبي لم أنتهي من الكلام ، ولكن أقول : أستودعك الله الذي لاتضيع ودائعه وقريبا يجمعنا اللقاء على خير باذن الله .

التعليقات مغلقة.