مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أُُحُدُ الحالية

51

بقلم  د محمد كامل الباز :

منذ هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة للمدينة، قريش فى انعقاد دائم، ترك لهم النبى الأرض كلها وفر مع أصحابه بدينهم يبحثون عن أرض أخرى تستوعب حياتهم الجديدة، يعبدون الله بحريتهم، لكن دائماً أهل الباطل معدوم الثقة فى أنفسهم يدعون الحرية وقبول الأخر

و مع أول اختبار حقيقى من الممكن أن يقضوا على الأخر هذا، لم يقف الأمر لقريش أن منعت الرسول وأصحابه من ممارسة الحرية فى العبادة بل ضيقت عليهم حتى فى الخروج،

وصل الأمر أن منعتهم أصلا من الهجرة فهاجروا سرا !! الباطل دائما فاقد الثقة فى نفسه لذا يعوض هذا بالتضييق على أهل الحق، فى العام الثانى كانت أول مواجهة بين الفريقين انتهت بهزيمة قاسية لقريش بل قُتل معظم سادتها، ابى جهل وأمية بن خلف وعتبة بن ربيعة وتبدل الحال فى الجزيرة العربية وعرف الجميع أن هناك قوة جديدة ظهرت فى الساحة الإقليمية وهى دولة المدينة بقيادة محمد بن عبدالله، بكت قريش وارعدت ، توعدت وانذرت، دقت طبول الحرب وهددت،

بل إن قادتها مثل ابى سفيان ندر ألا يقرب النساء حتى يأخذ بثأره من بدر، بالفعل قدمت قريش بقادتها عند أحد وخرج لهم الرسول صلى الله عليه وسلم باصحابه وقد وضع خطة عسكرية محكمة لتحاشى مكر خالد بن الوليد ( لم يكن أسلم بعد)

حيث أمر الرماه بأخذ اماكنهم فوق أُحد ليكونوا حماية لظهر المسلمين عند القتال وأكد عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم القائد البارع فى عدم ترك أماكنهم حتى لو تخطفتهم الطير!!

انظر كم كانت التعليمات صارمة ومحددة، بدأت المعركة وكانت البداية مثل بدر تفوق رهيب للمسلمين لدرجة أن بعض المسلمين من اختراقهم لقلب جيش قريش وصلوا لخيم النساء والغنائم وتراجع بالفعل قريش يجرون ذيل الهزيمة

حتى حدثت الطامة الكبرى، نعم كارثة حقيقية، إن لم تكن مخالفة أمر القائد كارثة فما تكون الكارثة إذن، وهو ليس أى قائد هو حبيب الله الذى لاينطق عن الهوى،

انشغل المسلمين بالغنائم بل وصل الأمر أن بدأ الرماة فوق الجبل يتركون أماكنهم طمعا فى اللحاق بالغنائم مخالفين أمر رسول الله،

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب: أحلام ضائعة

حاول عبدالله بن جلير قائدهم إرجاعهم وعدم مخالفة أمر النبى، لكن دون جدوى، هنا ظهر دهاء خالد بن الوليد الذى كان متربص خلف الجبل ووجد أن عدد الرماة قل للنصف تقريبا

وبالفعل أعطى أوامره للالتفاف على الرماه المتبقين وقضى عليهم بالفعل ليستحوذ على ذلك المكان الاستراتيجي الذى كان يحتله جيش المسلمين وبدأ يهاجم جيش المسلمين من الوراء وتغيرت دفة الأمور ورجع الجيش القريشى المنسحب مرة أخرى بعد رؤيتهم مؤخرة المسلمين ترتبك وتم الاطباق على جيش المسلمين من الأمام والخلف

وكانت مقتلة عظيمة، جُرح المصطفى صلى الله عليه وسلم وشُجت رباعيته وذيع خبر وفاته عليه الصلاة والسلام، حتى جاء ابى سفيان يتأكد ويظن أنه مع ابو بكر وعمر قد قتلوا قائلا أعلو هُبل
رد عليه الفاروق أن كل هؤلاء على قيد الحياة
قال ابو سفيان مرة بمرة بدر والحرب سيجال

قال ابن الخطاب قتلانا فى تلجنة زقتلاكم فى النار
هزيمة كبيرة أسفرت عن تلك المواجهة، مخالفة أمر واحد على سبيل الهوى والنسيان من من ؟

أفضل الخلق بعد الأنبياء وهم الصحابة كان نتيجته هزيمة كبيرة للمسلمين وهى الهزيمة ومن كان معهم؟ أفضل وأجل الخلق، هل جاملهم الله لوجود الرسول؟؟ لا والله،
عندما تقرأ عن غزوة أحد تشعر وكانك فى مأساة اليوم، عندما تعلم مخالفة أمر واحد لرسول الله قد نتج عنه تلك المقتلة العظيمة وفقدان سبعين من خيرة الصحابة، مابالك اليوم وقد خالفت الأمة جُل أوامر رسول الله،

ما بالك وقد امتنع الكثير من أفراد الامة عن سنة نبيها بل وصل الأمر أن بعض من أفراد الأمة الآن يستهين بعدم الإيمان بالنبى وسنته، بين ظهرانينا الآن من يؤكد أنك من الممكن أن تجتهد فى عملك وتضمن طريقك للجنة وأنت مُكذب لأفضل الخلق واشرفه، يعيش معنا من يؤكد أن حياة النبى ومنهجة لا يصلح لإدارة مجتمع، يخرج علينا من يؤكد أن التقدم العلمى والتكنولوجي لا يلائم حياة محمد بن عبد الله الذى جاء فى

فى وقت مختلف وأن أوامره ليست ملزمة لنا، يعيش معنا كل هؤلاء ويخرجون ليلاً نهاراً يصدحون بتلك السموم

ونندهش لماذا تضيق الحياة علينا، لا ننكر على هؤلاء المضلون افكهم ونتساءل لماذا تلك الازمة الاقتصادية، هُزم خير الناس فى معركة وكان معهم حبيب الله بسبب نسيان أمر المصطفى

فما بالك بنا الآن ونحن ننسى عن عمد كل أوامر حبيب الله وخاتم رسله، إذا كانت أُحد السابقة أودت بحياة سبعين من خيرة الرجال وأكرمهم، فياترى ماذا ستسفر عنه أُحد الحالية !!

التعليقات مغلقة.