مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب: مافيا الاحتكار

17

 

 

قد يهمك ايضاً:

الصحة النفسية ….الرهاب الاجتماعى …حلقة 39

أحمد سلام يكتب يوم أن غاب السادات عن 25 إبريل

للاسف أصبحنا نعيش هذه الأيام في عالم ردئ يحيط بنا أشخاص محتكرين للسلع الإستراتيجية للمواطنين لا ضمير لهم ولا يعرفون معنى للانسانية في قاموس حياتهم حيث الحلال حرام والحرام حلال لديهم وذلك لأن عقولهم جردت من التفكير بانسانية ورحمة وثارت الأطماع و الجشع في قلوبهم مما أفقدتهم انسانيتهم وجردتهم من حواسهم فأصبحوا بلا عقول تفقه ولا أعين تبصر ولاأذن تسمع الاالباطل والحرام ولا قلوب تدرك الا ظلم الآخرين فأصبحوا يعيشون دون كرامة ودون مشاعر لأنهم تخطوا خطوطا حمراء كان عليهم التوقف عندها فألغوا الحواجز بين المباحات والمحرمات وخلطوا الحابل بالنابل وعميت قلوبهم عن الحق ليبيعون ضمائرهم بثمن رخيص وبخس ليسيئوا للآخرين دون حق ويثيروا الفتن والفساد في مؤسساتهم ووطنهم ويستخدمون أساليب ملتوية لتحقيق اغراض وأهداف دنيئة تمس مصلحة مؤسستهم ووطنهم انه من المعيب والمخجل أن تلغوا عقولكم وضمائركم وتحتكرون غذاء الشعب وتعرضون الدولة للازمات المفتعلة التي
تشهدها مصر من ارتفاع في الأسعار بشكل مخيف وملحوظ و أصبح من الصعب السيطرة على هذا الغلاء في المجتمعات المختلفة فبات يشبه الإعصار في وصفه حيث يأكل الإعصار الأخضر واليابس دون النظر إلى حجم الأضرار التي يخلفها أو دهس الضحايا الذين لا ذنب لهم وأثر عليهم موجة غلاء الأسعار الطاحنة الأسوأ منذ عشر سنوات وتضر حياة كل شخص خصوصا لو كان الارتفاع غير مسبوق للأسعار ولم تكن مجرد أزمة عابرة حيث رأينا في الآونة الأخيرة كثيرا من التجار قد أصابهم الجشع والطمع فأرهقوا إخوانهم الضعفاء والمساكين بغلوا الأسعار واحتكار كثير من البضائع مما كان لهذه الظاهرة الآثار السلبية على المجتمع وساعد ذلك على نفاد كثير من الضروريات اليومية حيث يحتكرها التجار طمعا في الأرباح الوفيرة وقد أدى هذا بدوره إلى عدم الاستقرار وانتشار الكراهية والبغضاء بين الناس
وهذا ما حذر منه رسول الله صل الله عليه وسلم بقوله « من احتكر طعاما أربعين ليلة فقد برئَ من الله تعالى وبرئ الله تعالى منه وأيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله تعالى»
ومن هنا يتبين الوعيد الشديد لكل من تسول له نفسه استغلال حاجة الناس فيحتكر السلع حتى تنفد من الأسواق ثم يتحكم في سعرها بعد ذلك لتحقيق الربح الوفير وبناء عليه يرفض الإسلام رفضا قاطعا كل مظاهر الجشع والطمع التي تصدر من بعض معدومي الضمير ممن باعوا أنفسهم للشيطان ولم يستجيبوا لكلام الرحيم الرحمن وافتقدوا الأمانة والصدق في بيعهم وشرائهم ومن هذا المنطلق ندعو أبناء المجتمع المصري إلى التآلف والتكافل وعدم استغلال حاجة الناس وعدم تخزين السلع حتى لا يؤدي ذلك إلى الزيادة في سعرها أضعافا مضاعفة بل ينبغي عليهم أن يرشدوا استهلاكهم في المعيشة ويحذروا من الإسراف الذي نهانا عنه القرآن الكريم حيث يقول الله تعالى {‬وَلَا تَجعَل يَدَكَ مَغلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبسُطهَا كُلَّ البَسطِ فَتَقعُدَ مَلُوما مَّحسُورًا}‬
كما ينبغي أن تمد يد العون لكل محتاج تنفيذا لقول الرسول الكريم (مَثَلُ المُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى )
فليتك يا فاسد تسرق وتعبث بمال غيرك من الفاسدين وان تترك جيوب الفقراء الجوعى بحالها لتسد رمق جوعاها من اطفال وكهله ستكسب من جيوبهم ولكن لعنة ظلمهم ستحلقك اينما ذهبت فقد وقفنا بقوة نناصر كل مساعي الاصلاح لأجل الوطن وشددنا على يد كل حر شريف وضع الوطن نصب عينيه وضحى بوقته وجهده ليقف مجاهرا بالفساد ومطالبا بقوة بمحاسبة كل محتكر وفاسد جارا وراءه متعته مما صاد من لحم الوطن وتاركا لنا الخيبة والحسرة والألم وتغيرت وجوه المحتكرين والمسؤولين بعد ان كانت كقطع الشطرنج نفس الوجوه ولكن أماكنهم لا تتغير وتوسمنا خيرا بهم ولكن ما ان بدأنا نرسم خيوط الفرح بمقدمهم إلا وقد بدأت تغزو داخلنا صعقة كادت ان تكون مميتة حين وجدنا ان الوجوه هي نفس الوجوه حيث لم تكن افضل حال
من سابقتها وكأن المحتكر يشترط على صاحبه ان يخضع لعملية غسل دماغ مؤقت ليصار الى التحكم بإحتكاره لذا علي المسؤولين أن يغير نمط افكار المحتكرين للسلع بما يتوافق مع المصلحة العامة من مغتصبي خيرات الوطن وعلى الدولة سن العديد من القوانين و وضع تسعيرة محددة لبعض السلع لكي تقضي على احتكار التجار لبعض السلع وتخزينها في أوقات حاجة الناس لها لرفع أسعارها وبيعها في وقت أخر بسعر مرتفع للغاية ينتج عنه قلة المصادر مع ارتفاع سعر المتاح منها وبقاء هذا السعر بشكل دائم يجب أن نشير إلى دور الحكومة المصرية في تبني بعض الطرق والسياسات والإجراءات من أجل خفض التضخم وإرتفاع الأسعار والذي له تأثير سيء على المواطنين وخاصة محدودي الدخل ومن هم تحت خط الفقر مما أدى الي أن تدهورت اوضاع المواطنين الاقتصادية وجعل المواطن يتخلى عن معظم المواد الغذائية الاساسية ليكتفي بما يسد به جوعه وجوع اطفاله و تدهورت العملة وتدهورت معها صحتنا ونفسياتنا وحياتنا المعيشية واجتاحت الغلاء معظم الحياة ولابصيص امل في تحرك حكومي لانقاذ
فالى اين يساق هذا المواطن ؟
وماهي الخطوات العملية السريعة التي انتم بصدد تنفيذها لانقاذ مايمكن انقاذه من الاوضاع المعيشية المتدهورة للمواطن
لقد ضاق الحال ونفذ صبر المواطنين ولم يستطع المواطن تحمل المزيد من المعاناة والفقر فضاق الوطن ذرعا بالمواطنين وبمن فسد به المحتكرين وانتهك حرمته وأكل خيراته دون رحمه تاركا وراءه اسرآ تبكي الحال وتشتكي للمولى ان ينتقم من كل حوت لم يرحم مواطن يسعى لأجل لقمة عيش أبنائه
فإلى أين يا محتكرين تقود بالوطن ؟ هل ستقوده الى مستنقع الشحدة والتسول بسبب جشع التجار وصانعي الازمات ؟وها هي اعدادهم بازدياد ام ستقودهم الى نقطة اللاعودة بعد ان يطفح بهم الكيل فيضربوا بكم عرض الحائط ويثوروا على جشعكم
ألا تخجل ايها المحتكر حين تجير رب اسرة ان يلزم زوجته للعمل لأجل ان يعيشا مستورين مع اولادهم ؟ ألا تخجلوا انكم ساعدتم على تفكيك الاسرة وكثر الطلاق بعد ان لجأ البعض الى اخراج اطفالهم من المدارس للعمل هنا وهناك بائعي المناديل وعلكه او جامعي علب معدنية من المزبال او سارقين ينهبون جيب هذا وذاك خلسة ألا تخجلوا ان تحولوا الشعب المغلوب على امره الى سارقين ينهبون ما حل لهم وما حرم لتوفير غذاءه ألا تخجلوا انكم اسهمتم في فتح ابواب السجون لكل مواطن شريف حولته انتم لفاسد لأنكم لاتقبلوا ان يغلبكم بشرفه فحزمتم امركم على تحويله اما لشحاذ وإما لسارق يقتاد الى السجن بلا رحمة تاركا وراءه اطفالا يدعون ربهم الانتقام ممن كان سبب مرارتهم وضياع ابيهم وربما أمهم ألم يئن الاوان بعد ليراجع كلآ من المحتكرين نفسه بما اقترفت يداه بحق وطن وشعب ضاق به الحال ولم يعد مؤمناً بأن الأحلام ستتحقق وأصبح متشككك في أسباب وجوده على قيد الحياة والأشياء جميعها تسير في الاتجاه المعاكس دون مخالفات سير فمخالفات السير الوحيدة نحن فقط من نعاقب بها لأننا لم نختر الطريق السليم الذي أصبح مؤخراً متصلا بالنهايات

التعليقات مغلقة.