مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب : لحظات من الأنتظار

2

 

قد يهمك ايضاً:

الربان وسام هركي : الأحداث أثبتت صدق رؤى الدولة و توسعة…

نحن أمام مرحلة من الزمن تغيرت فيها كل الأشياء وابتعدت فيها المسافات والأجساد والأماكن وكل إنسان جلس مع نفسه يراجع أيامه ويستعيد ذكرياته و تولدت لديه رغبة متأخرة فى أن يصنع شيئا ولم يسعفه الجسد فتهاوى أمام كائن ضعيف ضئيل لم نعرف حقيقته حتى الآن وهل صنع بأيدينا أم كان سراً من أسرار هذه الحياة وقد جاء وربما يمضى ونحن لا نعرف عنه شيئا في لحظة ما ربما حين انشغالنا بأعمالنا المعتادة قد يقف العقل عند لحظة لا تأفل نجومه عن المغيب فتضيء لنا الحياة ذكريات جميلة لأن طبيعة العقل البشري يحب التوقف عند اللحظات التي افتقدها رغم جماليتها وخلودها في أعماقنا ولأن الزمن لا يعود ولأن هناك لحظات جميلة في حياةالإنسان لايستطيع أن يعيشها مرة أخرى ولأن العمر مرة واحدة فقط فلا أحد يستطيع أن يعيد الزمن إلى الوراء و يعيد الأحداث فكل شيئ في الحياة يتغير وأصبح بلا طعم كل حلم نسعى إلى تحقيقه كثيرا ما يتبخر ونبقى دون حلم يراودنا على اكمال فى مسيرتنا الطويلة و يواسينا عندما تنقص حظوظنا في ساحات الطموح وكل أمر نسعى امتلاكه يموت بين أيدينا والوقت يمر ولا يرحمنا ونحن باقون في نفس المكان نندب حظنا الذي لم يتسبم لنا ونتخذ البكاء على الأطلال سبيلا و ملاذا مستنجدين بمن يخفف عنا وطأة القصور ويوصلنا إلى بر الأمان و يجد لنا مخرجا أخرا استعصى علينا اكتشافه من كثر تعثراتنا ثم نرجع على أعقابنا خائبين حاملين أخطائنا و هفواتنا وسيئاتنا على أكتافنا التي أثقلت كاهلنا نرثى أحوالنا و نلصق فشلنا في هذا و ذاك حتى نحفظ ماء الوجه لانفسنا رغم إيماننا بأن كل من عليها فان و لا يبقى إلى وجه الله ذو الجلال و الإكرام لكن متاهات الحياة تأخذنا و في وسط التيار ترمي بنا و نحن غير مبالين غير مكترثين لا نفقه إلا العد
و الحساب كم سنشتري ؟ و بكم سنبيع ؟ كم سنربح ؟؟
متجاهلين في الوقت ذاته أن التي نعيشها كالماء المالح الذي كلما ازداد صاحبه شربا ازداد عطشا تريك بريق الذهب لتركض
و تركض و تركض فكل يوم يمر علينا يترك لنا ذكرى لا تنسى مهما مر الزمان ومهما حاولنا نسيانها إلا أن هناك ذكريات في داخلنا تبقى محفورة تذهبنا لعالم جميل نتذكر فيه أجمل اللحظات وأمتع الأوقات حتى وإن كانت مؤلمة يبقى لها رونق خاص بالقلب فقد تجمعنا الدنيا بأشخاص أو قد نمر بأماكن لم نعتبرها في بداية الأمر مهمة ولكن عند الابتعاد نشعر بقيمتها ومدى تأثيرها ويمضي بنا قطار الحياة مسرعا بين محطات الحياة نقف لنلتفت ونري أين نحن ثم لا نلبث أن نتحرك بين محطة تملؤنا سعادة وأخرى تكسونا ثوب الحزن الشاحب عندما تفقد عقولنا قدرتها على الإبصار فنغرق في بحر من التشويش فلا أفكار ولا قرار بل هي لحظات من الأنتظار نطارد فيها سراب أحلامنا ونطوف بحثــا عن لحظة سكون ثم لا نلبث أن نقف لندعوا اللهم يا مثبت القلوب و الأبصار ثبت قلوبنــا على دينك تدمع أعيننـاكم مضى من الوقت ونحن على هذه الحال نستقبل ركـابا جدد يمضون معنــا في رحلتنــا يمسحون عنــا عنــاء الفراق و الوداع فالقطار لا يتسع لجميع البشر ينزل أحدهم ليصعد آخر وتستمر رحلة الحياة نداوي جراحنا بتلك الكلمات و نربطها برباط الأمل فمــا الحياة إلا مراحل فلا لقاء دائم ولاسعادة أبدية ولاسرور مستمر فلنغلق أعيننا ولنشرب من كأس الفراق ولنرضا فنفتح أعيننــا على حياة جديدة زادنا فيها الأمل والذكرى ولا يكون بوسعنا إلاأن ندعولهم فى حضورهم وغيابهم يوما نقابلهم وآخر لا نعلم عنهم شيئا ولا يبقي منا سوي ذكري عابرةإما بخير أولا أريد أن تكون ذكري تواجدي فى قلب أحد فأنتم دوما بقلبي عطرا لن أنساه
وتمر قطارات العمر ونقابل كل يوم أناس جديدة ويقابلون غيرنا ونري الكثير من المواقف لتبقي راسخة فى أذهاننا فقط عطر وذكري لكل من مروا بنا حينما تصل إلى منبغ البريق تجد أنك كنت تتبع سرابا أوهمتك به الحياة و اوهمت أنت به نفسك هباءا ناهيك أنك أوقات الجري كم كسرت من قواعد وكم تجاهلت من مبدأ و كم خلفت من ضحايا و ماذا ارتكبت من حماقات و كم جرحت و ألمت و أبكيت من انسان كم هي الحياة صعبة عندما تقع في شر أعمالك بسبب طمعك الزائد و أنانيتك المفرطة فهي لا ترحم ضعفاء النفس ان غرهم متاع الغرور و أقل شيء تجنيه هي رجوعك إلى نقصة الصفر نقطة البداية و الإنطلاقة الأولى الخاطئة فقط لأنك بنيت دربك على متغيرات و تركت الثوابت
معلقة و اختزلتها من مقاساتك فقط لأنك بقيت ترمم ما بداخلك و تعنتت و أصريت أن تلم ركام نفسك المحطمة لتبني قواعدك جديدة من نسيج خيالك لتلحق الركب على سفينة من ورق ثم إلى قصر من رمل
فأين الزاد الذي زودت به نفسك ليغنيك من حر تقلبات الأيام و برد ما يخفيه لك الزمان

التعليقات مغلقة.