مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب : ذكري أفضل الخلق

4

 

قد يهمك ايضاً:

إن ذكري المولد النبوي الشريف هي مناسبة وفرصة لكل مؤمن كي يتذكر اصطفاء الله عز وجل للنبي المصطفي من بين كل الخلائق وإصطفاءه لنا من بين كثير من الخلق لنكون من أمة المصطفي صلي الله عليه وسلم ومن أتباعه ولا شك أن الفرح بهذا الإنتساب يجب أن يتناسب مع ما يستحقه من محبة واتباع لنهج المصطفي وإلتزام بهديه كما يجب أن تكون هذه الذكري موعظة لكل منا يري فيها حال المسلمين والعرب اليوم الذين تداعي عليهم الأعداء والكارهون كما تتداعي الأكلة إلي قصعتها لأن المسلمين والعرب يباتوا اليوم غثاء كغثاء السيل لا تغني عنهم كثرتهم العددية ولا ثرواتهم الطائلة ماداموا بعيدين عن منهج الحق الذي جاء به صاحب الذكري العطرة
كما يجب ان تكون ذكري لكل مؤمن يتذكر فيها حاله مع الله عز وجل وموقعه عن ما أمره الله عز وجل به
((يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله وكونوا مع الصادقين))
لقد كانت ولادته صلي الله عليه وسلم نقطة تحول في تأريخ البشرية التي كانت قبل بعثته تعيش عصرا من الظلام تسوده كل صنوف الزيغ وتتخبط في كل أنواع الظلالات وكان الناس في الجاهلية يتقاتلون لأتفه الأسباب ويتخذون من الغارات مصدراً للارتزاق ويئدون البنات مخافة الإملاق ويعبدون الأصنام فاستطاع صلي الله عليه وسلم أن يؤلف القلوب وينير الأبصار وينقي العقول ويشحذ العزائم ويرفع الهمم
وصدق الله تعالي إذ قال (( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً ))
إنها ذكري ولادة أعز من في الوجود سيد ولد آدم الرحمة المهداة الشفيع لنا يوم القيامة
نسأل الله لأمتنا العافية وحياة القلوب المتشوقة إلي حب الله ورسوله والإلتزام بنهجه وشرعه والتوحد تحت كلمته وتحت راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله» وحري بالعرب والمسلمين أن يرجعوا للنبع المحمدي الصافي ويغادروا كل عوامل التفرق والتشرذم والخلاف التي يغذيها أعداؤهم من طائفية وعرقية وعصبية جاهلية مقيتة وليستلهموا من هذه الذكري العطرة ومن صاحب الذكري المعاني والعبر التي تعينهم علي تجاوز محنهم وإخفاقاتهم ويعودوا إخواناً متحابين كما أمرهم الله ورسوله
كما أن المصريين مطالبون بأن يجعلوا من ذكري المولد النبوي الشريف مناسبة لجمع الشمل والتوحد من أجل مصلحة مصر تحت خيمة الوطن الواحد والهوية الوطنية الجامعة وأن ينبذوا الخلافات والتشققات وأن يعملوا لإنقاذ بلدهم وإعادته حراً كريماً موحداً ينعم أهله جميعا بالرخاء والحياة الطيبة في هذة المناسبة العظيمة والعزيزة على قلوبنا وهي ولادة النبي محمد عليه الصلاة والسلام والتي كانت في الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل فمولد النبوي الشريف ما هو إلا تعبير عن الفخر بالانتماء إلى هذا النبي العظيم والذي ختم الله سبحانه وتعالى الأنبياء والرسل جميعاً بنبيه محمد وبرسالة الإسلام التي جاءت بالدعوة الخالدة إلى توحيد الله سبحانه وتعالى وعدم الشرك به وأداء العبادات جميعها والالتزام بأركان الإسلام الخمسة
وسيظل يوم المولد النبوي الشريف يوماً شاهداً على أعظم ذكرى في تاريخ الأمة الإسلامية وهو يوم يمنحنا العبر والدروس ويحيي فينا الشوق لنبينا وحبيبنا محمد ويؤجج القوة الإيمانية في نفوس المسلمين بأن يحفز على العبادة والذكر والصلاة على صاحب الذكرى بالإضافة إلى العمل بسنة النبي والأحاديث النبوية الشريفة
فالصلاة على رسول الله من الأعمال المحببة إلى الله تعالى والتي ترفع درجة العبد يوم القيامة وتوجب شفاعة النبي له يوم القيامة
فصلوات ربي عليك يا حبيبي يا رسول الله

التعليقات مغلقة.