مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب : ثورة أخلاق في زمن الفتن

13

 

قد يهمك ايضاً:

أحمد سلام يكتب يوم أن غاب السادات عن 25 إبريل

ترشيد إستهلاك الكهرباء معاناة المواطن بالصيف ولا يساهم بخفض…

صدق أمير الشعراء احمد شوقى عندما قال ((انما الامم الاخلاق ما بقيت فان همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا ))
كم كان المصريون فى القرن الماضى اكثر تقديرا للاخلاق والتزاما بها ودعوة الى انتشارها وان القيمة الاخلاقية هى الاصل فى السلوك الانسانى وتبلغ اهمية تفوق الجاه والمال فنظرة واحدة على احوالنا فى العمل والشارع والمسكن سنكتشف معها حجم المأساة التى اصابتنا وغضضنا الطرف عنها بداعى الحرية دون ان ندرك ان الحرية مسئولية فالمجتمع الذى تغيب عنه القيم الاخلاقية سيتحول حتما الى غابة يأكل القوى فيها الضعيف ولا يأمن شخص على نفسه وعرضه الكل يتصارع من اجل نفسه فقط ويتناسى ان الجميع فى مركب واحد ان غرق غرقوا ولن تصمد سفينة فى مواجهة الامواج العاتية الا بالاخلاق و شاهد المصريين جميعاً مهرجان (( الجونة )) و لبس الممثلات و أصبحنا في زمن الفتن فيه كليل المظلم كذلك في الشوارع والطرقات والسيارات والمحلات فلم أجد إلا ما يفجع القلب ويكوي الفؤاد نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات وشباب غر ضيقوا الطرقات وتسكعوا في الممرات فارتد إلي البصر خاسئا وهو حسير صرخت لماذا ؟ لماذا يا إخوتي ؟
لماذا يابني قومي؟ لماذا ياأهلي ؟
ألستم مؤمنين أبناء مؤمنين؟
ألستم أتباع ذلك النبي العظيم؟
ألم نكن في يوم من الأيام
(خير أمة أخرجت للناس؟)
ألسنا مسلمين ؟ ألسنا أهل المبادئ والقيم و الشهامة و المروءة و الكرم ؟
ألسنا أهل التباهي بالأنساب والأحساب والأعراض
فتحية لكل متواضعة في زمن المتبرجات
تحية لكل طبيعية في زمن المتمكيجات
تحية لكل فتاة لا زال همها الأول رضا رب الأرض والسماوات
تحية لكل فتاة لا زالت تعيش بقيم الحياء والعفاف
أنتن في هذا الزمان قليلات وتذكرن ان طوبي للغرباء قل وجودكن ياحافظات ان الجنة تنتظركن في أعلى السماوات
لقدأصبحنا في زمن فيه المؤمن حائرا زمن أصبح الممسك فيه على دينه كالممسك على الجمر زمن لا يوقر فيه صغير كبيرا ولا يرحم فيه قوي ضعيفا ولا يؤتمن فيه أحد إلا من رحم الله زمن كثر فيه اللغو واللهو اللعب والمجون زمن ظهرت فيه كاسيات عاريات مائلات مميلات زمن كثر فيه النفاق والشقاق وسوء الأخلاق زمن حدث ولا حرج القائمة طويلة والجراح عميقة ولكن لا نفقد الأمل فكلنا نعيش بالأمل والتفاؤل لعل غدنا يكون خيرا من يومنا وما ذلك على الله بعزيز
إن المجتمع قفز قفزات سريعة في وقت قصير من الزمن وصار هناك تحول ملحوظ في ملابس النساء عندناوشياطين مصممي الأزياء عرفوا من أين تؤكل الكتف
ظهر في زمننا هذا بعض النساء الكاسيات العاريات اللائى يغطين بعض جسدهن ويكشفن بعضاً أو يغطين بالملابس الضيقة والشفافة وما هن بمغطيات وقد وصفهن النبي صلى الله عليه وسلم
حيث قال (( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ))
فمن المؤسف أن ظهر في زماننا من النساء من تتشبه بلباسها بالرجال ولا أدري كيف تقبل المرأة على نفسها أن تلبس من الملابس ما فيه تشبه بالرجال والرسول صلى الله عليه وسلم يقول
“لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال” والله سبحانه وتعالى فطر الإنسان على أن يميل الرجال للنساء وتميل النساء للرجال فكيف بمن تعرض مفاتنها أمام الرجال إما بكشفها لمفاتنها أو بلباسها الضيق الذي يظهر مفاتنها ويفصل تقاطيع جسمها وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم خطر هذه الفتنة
ونهى عليه الصلاة والسلام عما هو أدنى من ذلك وهو تعطر النساء ومرورهن على الرجال وهن متطيبات ووصفهن بالزنا
حيث قال
“أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية” فهل تقبل من كانت تؤمن بالله واليوم الآخر أن يصفها بذلك من لاينطق عن الهوى إن هو إلاوحي يوحى عليه الصلاة والسلام وهذا كله وللأسف واقع في زماننا من المقلدات لنساء الإفرنج والمتشبهات بهن فكان هؤلاء النسوة الضائعات على الحقيقة يمشين في الأسواق ويحضرن في مجامع الرجال ومعارضهم ومؤسساتهم شبه عاريات قد كشفن رؤوسهن وإن غطينه لا يحسن غطاءه وكشفن رقابهن وأيديهن إلى المناكب أو قريب منها أو أكثر وكشفن عن سوقهن وبعض أفخاذهن وقد طلين وجوههن بالمساحيق وصبغن شفاههن بالصبغ الأحمر وتصنعن غاية التصنع للرجال الأجانب ومشين بينهم متبخترات مائلات مميلات يفتن من أراد الله بهم الفتنة
ان مجتمعنا المصرى بحاجة للاخلاق لتصحيح صورته امام نفسه وامام الاخرين فالكل يعترف بأن السنوات العشرة الاخيرة اخرجت منا اسوأ ما فينا وطعن البعض الاخلاق فى مقتل وتجرأ عليها بزعم كسر حاجز الخوف رغم ان الاخلاق لها مسئولية يتحملها الانسان مثلما يتحمل المسئولية القانونية فى سلوكياته وان كانت الاخيرة محددة باطار قانونى يفصل بين المتصارعين اما المسئولية الاخلاقية فهى اكبر واهم لانها بلا اطار قانونى وانما يحكمها اطار قائم على القيم والمروءة ومرجعها الضمير الذى يتألم لما يراه من تجاهل لصوته فى كل محافل الحياة من حولنا
و ان الدعوة لاشعال نار الفتنة وتعطيل عجلة العمل والانتاج والبناء هى دعوة تعكس غياب الاخلاق عن قلوب وعقول من يدعونها ومع غياب اخلاقهم نامت ضمائرهم فهم لايهمهم إلا ما سيحققونه من مصالح خاصة حتى ولو كانت على حساب الوطن ان الامر بحاجة لاعمال منظومة المبادئ والقيم داخل كل فرد منا لتقود الاخلاق كل تصرفاتنا فهى الكفيلة وحدها باصلاح مسار حياتنا وهى الثورة التى نحتاجها
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وهو حسبنا ونعم الوكيل

التعليقات مغلقة.