مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب : المواطنين و الغلاء

3

 

قد يهمك ايضاً:

الحرية المطلقة للأبناء 

أنور ابو الخير يكتب : عندما تسقط الأقنعة

كان لدخول شهر رمضان الكريم في مصر مكانة خاصة ورونقا يميزه عن بقية شهور السنة لكن كثيرا من المصريين يؤكدون أنهم باتوا يفتقدون ما اعتادوه واستمتعوا به من أجواء السكينة والبهجةوذلك بسبب جملة من الأسباب تتقدمهاأحوال مضطربة وأجواء تخيم على البلاد وتنذر بالأسوأ
ولا يقتصر الأمر على ذلك وإنما يعاني المصريون خصوصا البسطاء منهم مما يصفونه بلهيب الأسعار الذي طال كل السلع ويمنع الكثيرين من شراء ما اعتادوه من حاجيات تتعلق بالشهرالكريم ولايخفي مصريون شعورهم بالحزن لما وصلت إليه الأحوال في بلادهم
فمتى يهدأ الجشع؟ ومتى يرتاح الشعب؟ ومتى يبرد الشارع المصري من سخونته؟ إلى متى والتغافل والاستغباء والنوم في العسل والبعد عن آلام الناس وأنهم لهم الحق في نشر الجشع والفساد واستعباد الناس وتدوين الظلم في صحائفهم الشخصية؟ ألم يحن وقت تدمير من يستغل الشعب وسحق هذة الطبقية بالأحذية قولوا لهم ان الزمان لم يعد زمانكم وأن الأيام دول تدور بين الناس وأن اليوم هذا ليس بيومهم بل يوم نحسهم الذي سيلفظ جشعهم خارج ساحل الشعب الشريف
أن العلاقة بين غلاء المعيشة وازدياد عدد الفقراء كالعلاقة بين السمكة والبحر يموت السمك بانقطاعه عن البحر وهنا نرى معاناة الفقراء فالفقراء يزدادون فقراً ومعاناة ويتمنون معها الموت ناهيك عن اتساع مساحة وأعداد الفقراء عندما ترتفع اسعار السلع الاستهلاكية بشكل مطرد وهذا يولد اتساع الهوة الاجتماعية القائمة بين الأغنياء والفقراء والتنامي الكمي للفقراء ولو كان ارتفاع الاسعار متعلقاً بالأمور الكمالية والترفيهية وما أشبه لكانت محدودية تأثيرها مقتصرة على الطبقات الاجتماعية المقتدرة وبالتالي محدودية انعكاس التأثيرات السلبية على عامة الناس بينما تأثير الغلاء الجاري اليوم يشمل كل طبقات المجتمع بمن فيهم الفقراء انفسهم واصحاب الدخل المحدود في كافة المجتمعات حيث يصيب عظامها وينخرها يومياً لمباشرة التأثير في حياتهم اليومية في المأكل والمشرب والملبس
الكل يشتكي من غلاء المعيشة في الوطن دون استثناء ولكن شتان بين مشتك وآخر شكوى الاغنياء لزيادة قائمة المصروفات مقابلة الايرادات وشكوى متوسطي الدخل لتقارب أو تساوي قائمة المخرجات مقابل قائمة المدخلات أما شكوى الفقراء فلعدم قدرتهم على توفير الضرورات اليومية للحياة وتفاقم الأعباء على رؤوسهم
إن حياة المواطن لها مستوى أو مستوى تقدمها أو تخلفها مبني على قدرة الفرد على التعايش مع الغلاء ومكافحته تجاه التعليم والصحة والسكن فكلما زادت الاسعار صعب على الفرد ان يتعايش وأن يواكب المجتمع صحيح ان المرتبات تزيد ولكن لن تكون فعالة ومريحة بالنسبة للفرد ما لم تكن هناك أسعار تواكب هذه الزيادة إن مشكلة غلاء المعيشة في تفاقم واضح يخشى ان تنتج وراء ذلك هوة كبيرة بين أفراد المجتمع والعالم الخارجي
في السابق كانت المرتبات لها وقع جيد في المجتمع ولها بركة ادخار وغيرها على الفرد مما يجعل النفوس في اطمئنان دائم على النفس والأسرة والمجتمع أما اليوم وأمام طمع اصحاب السلع فأصبح الافراد في ذعر دائم أمام الغلاء وكلما ساعدت الحكومة المواطنين في تيسير حياتهم من رفع مرتباتهم وتسهيل طرق العيش عليهم زاد أصحاب السلع أسعارهم بدعوى ان كل شيء يتغير في المجتمع هذه الزيادة غير الطبيعية في الاسعار لاتولد الفقر والحاجة فقط بل هناك أمر أخطر من ذلك فالفقير عندما يجد نفسه أمام هذا الغلاء يتجه الى طرق غير مشروعة ليعيش وأصحاب الدخل المحدود تتولد احباطات لديهم تجاه المجتمع مما يؤثر سلبا في عطائهم للمجتمع ولكن سرعة ارتفاع الأسعار في الدولة غير طبيعية وكأنها لم تكن لها دور في مراقبة الأسعار وتجار السوق وهوامير وشعارهم هل من مزيدللاستفادة من الغلاء والتلاعب بها لذوو الدخل المتوسط وعجزوا باللحاق بماراثون الغلاء المنتشرة كالنار في الهشيم في دائرة الأستغلال
أفيدونا يا من تحملون أمانة المسئولية وصناع القرار فالمواطن يحترق من ارتفاع الأسعار أعتقادا بأن دخل المواطن هو الأعلى على مستوى العالم أي دخل وأي توفير في ضوء جشع الأسواق دون النظر للوجه الواقعي الآخر في السوق المصري الذي يقابله من حمم ارتفاع الأسعار التي طالت كل الكماليات والاحتياجات المعيشية اليومية الضرورية ولكن الى متى نظرية معهوده وسارية يشهدها المجتمع بخط متوازي دون ردع وحلول وقانون جاد فهناك فئة معينة في السوق هي المستفيدة والمحتكرة والمسيطرة القوانين تجاهها في تثاؤب وغياب تقتات أرباحها من جيوب المستهلكين لارقيب ولاحسيب غشاوة الطمع والربح السريع هما المسيطران لذلك حمم الارتفاع اليومي لم يجد من يطفئ لهيبه نشتكي ونتكلم ونتألم ونطالب وقافلة الغلاء تسير بركبها بسرعة نحو المستهلك وتلتهم من جيوبه ألانرى ونتعامل مع واقع معيشي استثنائي مختلف عن السنوات السابقةحلت وجثمت مفرداته في التعامل ويفتقد القيم مابين المستهلك والبائع ومابين العرض والطلب زمن يفتقد النزاهة والضمير والمصداقية و الرحمة ليحل مكانه الجشع والطمع والغش والاستغلال والكذب دون النظر لامكانيات المستهلك ماديا ليس كل من يدخل السوق يستطيع الشراء مع هذا التضخم يرجع البعض بخفي حنين لايملك ما يغطي هذا الغلاء الفاحش حتى المتطلبات المعيشية اليومية البسيطة ارحموا المواطن البسيط ومتوسط الدخل والمواطن المتقاعد الذي يعيش دون دخل يذكر
الا نتذكر قوله صلى الله عليه وسلم ((رحم الله رجلًا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى )أين تلك الرحمة في التعامل فالأسواق تلتهب ورسومات الخدمات في الدولة تزدادوالمستشفيات الخاصة وأسعار الأدوية تنهش الجيوب أين وزارة التجارة والاقتصاد وادارة حماية المستهلك ودورهما في المتابعة والمحاسبة والعقاب أين القوانين وتفعيلها العقابي كل يلقي تبعاته على الآخر البائع يشتكي من ارتفاع ايجار المحلات الذي أصبح ذريعة لرفع الأسعار دون أن تتكلف الجهات المسئولة بالتدخل في تخفيض قيمة الايجار للمحلات والمخازن الى جانب الرسوم والقوانين الجمركية والنقل وتكاليف الدفع على البضائع المستوردة من بلد الأم في النهاية يقع

التعليقات مغلقة.