مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب: المتاجرون بقوت الشعب .. الي اين ؟

31

 

 

قد يهمك ايضاً:

المسؤولية أمانة عظيمة خص الله بها
الإنسان دون سائر المخلوقات وذلك لأهمية هذه الوظيفة الكبيرة في حياة سائر خلقه فأسند المسؤولية للإنسان لتميزه بالعقل والحكمة وقدرته على نفع ومساندة غيره
تحية لكل مسؤول جعل بابه مفتوحاً وقلبه يسمع قبل عقله وصوته لا يعلو فوق صوت الحق و للحقوق والواجبات وليكن لنا في صورة قادتنا عبرة في إنسانيتهم وتواضعهم وحبهم لتحمل المسئولية يجعلك عقلك أكثر هدوءا ويعطيك رؤية واضحة لأنه يهدئ من إنفعالاتك ويتيح لك فرصة التفكير الإيجابي البناء المكلف بأن تقوم به تجاه المواطن وبأن تقدم عنه حساباً إلى غيرك وينتج عن هذا التحديد أن فكرةالمسئولية تشتمل على علاقة مزدوجة من ناحية الفرد المسئول بأعماله وعلاقته بمن يحكمون على هذه الأعمال و أن يلزم الإنسان نفسه أولاً والقدرة على أن يفي بعد ذلك بالتزامه بواسطة جهوده الخاصة قال تعالى (أَيحسب الإِنسان أَن يترك سدى)
ان المواطن المصري بحاجه الى من يعينه على العيش في ظل هذا الغلاء الفاحش والاسعار الجنونيه غير الثابته لكافة المواد واعان الله فخامة الرئيس والذي هم بحاجة ماسة الى رفع رواتبهم لمواجهة الغلاء والمقدره على العيش الكريم في ابسط صوره وليس طلب الغنى بل العيش بكرامه ويجب على الحكومه ان تتحمل مسؤوليتها في مراقبة وتحديد كافة الاسعار الجنونيه لدى التجار وخاصه قوت الشعب اليومي ويجب عليها ان تتحمل المسؤولية والتدخل في ضبط الأسواق حفاظا على حياه كريمه للمواطن من استغلال اصحاب النفوس الرديئه واحتكار السلع الأساسية من قبل عدد من التجار يتحكمون باستيرادها وتوزيعها وتسعيرها دون رقابه والتي هو السبب الرئيسي في رفع الاسعار وتحديد ما يرغبون به من ربح فاحش على حساب المواطن
وسيشهد رمضان المبارك هذا العام قمة الغلاء في مصر اذا بقيت الحكومه صامته على هذا الامر فلذلك لا بد من اعادة وزارة التموين الى حيز الوجود والقيام بواجبها وهو حماية للمواطن المصري من جشع التجار والمحافظه على الاسعار وتشديد الرقابه وتطبيقها بكل حزم قبل فلتان الامور الى اكثر من هذا الوضع وتردي الاحوال المعيشيه في ظل تأكل الرواتب وارتفاع كافة انواع السلع والذي اصبح لا يستطيع تلبية احتياجات ابنائه وتامين حياه كريمه للمواطن الفقير والموظف والمتقاعد على حد سواء ودعونا نعترف بأن هذا الشهر الكريم يأتي هذا العام والمواطن في حيرة حول كيفية القيام بمستلزماته فقد أثارت موجة الغلاء وارتفاع الأسعار والتضخم وتغيرات سعر الصرف وغيره الجدل في الشارع المصري بعد أن أثبتت الأيام الماضية أن الحلول التي قدمتها الحكومة لتجاوز أزمة الغلاء والسيطرة على الأسواق لم تجد نفعاً فقد اعتبر الكثير من المراقبين أن قرارات الحكومة كانت بمثابة تمنيات ووعود ليس إلا ويخشى أن تصبح الأحداث التي تدور في أوكرانيا شماعة جديدة لتبرير الارتفاع المخيف للأسعار الذي طال غالبية المواد الغذائية وكأن هذه الحرب تدور رحاها في شوارعنا صحيح أنه لا يمكن تجنب تأثيراتها كون ان مصر تستورد من روسيا العديد من السلع ولكن ليس إلى هذا الحد يكون التأثير الذي يقضي على البقية الباقية من صبر المواطن على الوجع المعيشي لقد زاد اتساع هوة الفقر في مصر وتعاظمت الفجوة ما بين الدخل والإنفاق وتراجعت قوة الجنية الشرائية
و قفز جنون الأسواق وحيتانه الذين لا يجدون من يضبطهم على عكس التصريحات الحكومية التي تبدو غير مدركة لحقيقة الموقف وخطورته والعواقب الخطيرة المحتملة وقد شدد رئيس الحكومةعلى عدم السماح بالزيادة غير المقبولة على أسعار السلع الأساسية من قبل التجار داعيا إلى وضع ضوابط لمتابعة هذه الأسعار ودعا فخامة الرئيس الحكومة خلال الاجتماع إلى ضرورة توفر السلع الأساسية خلال شهر رمضان وبكميات مناسبة مع ضرورة دعم التجار وتشجيعهم لتوفير الكميات المناسبة منها والثابت لدينا أن الحكومة أصبحت عاجزة على إيجاد حلول للمواطن الذي وصل إلى مرحلة بات يتصدى فيها على مدار الساعة لمشكلات تأمين قوتة اليومي
ولم تستطع الحكومة الحالية كما التي سبقتها الاستحواذ على ثقة المواطن الذي أضحى يواجه مصيره لوحده مدركاً أن مخرجات عمل الحكومة وعدمه سيان لم تستشعر بعد خطورة المواجهة المعيشية المحتدمة في حياة الناس ونؤكد هنا على مصطلح الاستشعار على اعتبار أن كل الوعود التي أطلقتها الحكومة كان نصيبها التلاشي والسقوط من أجندة العمل الحكومي وإن قرارات الحكومة في جلستها الأخيرة لتطويق تداعيات ارتفاع أسعار السلع الأساسية لا تكفي وحدها لذا لا مناص أمامها إن كانت جادة إلا الضرب بيد من حديد فيكفي دلالا وغنجاً لبعض الحيتان الذين يتلاعبون بقوت الشعب المصري ومصير مصر أعرف أنها ستكون صيحة في واد بمعنى أنها لن تجد من يسمعها لكني متأكد أن المواطن المصري يعرف الأسباب الحقيقية الكامنة وراء الهجمة الجديدة نحو الارتقاء في سلم الأسعار على حسابه الذي لم يتغير وضعه أو دخله فهو في المحصلة سيدفع الفروق الناتجة عن مشكلات عديدة في الأسواق سواء شاء أم أبى المعادلة نفسها ولا شيء يتغير فيما يخص هذا الشأن وما يزيد الطين بلة أن الحكومة تعلم بل وتعترف أن التجار هم السبب بذلك نتيجة رفضهم طرح المادة وغيرها من المواد الغذائية في الأسواق طمعاً بالربح الفاحش والغريب أن ارتفاع أسعار الارز والدقيق والزيت واللحوم والدواجن ورغيف الخبز وباقي المواد الأساسية جاء قبل وصول أية مستوردات جديدة أسعارها متأثرة بالأحداث الجارية يعني أن غالبية المواد ما زالت متوفرة وبكميات كبيرة لكن في المخازن فوق الأرض أو مخفية تحتها فكيف سيكون الوضع في الأشهر القادمة مع استمرار الحرب في أوكرانيا؟
ومن باب المعاناة المعيشية والحياتية تعترف الجهات الحكومية بأسطورة صبر المواطن المصري وتحمله فمازال إلى الآن الأقدر والأكثر ابتساماً والأكثر تفاؤلاًوصبراً بانتظار تنفيذ الوعود الحكومية المهرولة في مضمار التخفيف من الأعباء المعيشية والحد من جشع تجار الأزمات وحضورهم في حياة الناس هذا المواطن الشريف والحر يقف اليوم في حال استمر غياب سلطة القانون الرادعة في مواجهة نعتقد أنها ستكون خاسرة مع تجار الأزمات الذين يحاولون استغلال الأزمة للكسب غير المشروع وقضم لقمة عيشه وبكل أسف ما زال المواطن المصري بغياب الفعالية القانونية يتلمس طريق النجاة في ظل الكثير من المتناقضات التي أوصلته إلى مرحلة لا يحسد عليها فرغم صدور الكثير من القوانين التي من شأنها سد الرمق الأخير من تطلعاته إلا أنها تصطدم دائماً بمحاولات هادفة إلى إفراغها من مضمونها الإيجابي ويترافق ذلك أيضاً مع حقيقة استثمار الأزمة من قبل البعض وكلمة بعض هنا تتضمن التجار وقسماً لا يستهان به من الموظفين في الدولة سواء كانوا في مواقع مسؤولية أو موظفين عاديين يمتلكون أحياناً زمام إدارة العلاقة مع المواطن الذي ضاعت حقوقه تحت مظلة الأزمة التي باتت حاضنة للعديد من التصرفات والقرارات اللامسؤولة بحق المجتمع المصري ولاشك أن الأزمات المتتالية في حياة المواطن بوقائعها المتناقضة وأسبابها التي تختلف باختلاف مصدرها تطرح الكثير من إشارات الاستفهام حول خفايا هذه الملفات الحياتية التي تحتاج إلى التدقيق في تفاصيلها وحيثياتها ووضع النقاط على الحروف كونها من الملفات الساخنة التي تلسع حياته بالكثير من المنغصات وتشعل فتيل الاتهام بالتقصير بل بفساد الجهات المعنية التي تختبئ دائماً وراء ستار الأزمة العامة الحاضرة على أرض الواقع

فهل الحلول قادمةمع اقتراب شهر رمضان المبارك أم أنها غادرت أيضاً على متن الإهمال والتقصير وغياب الإدارات ذات الكفاءة والقدرة على إدارة الأزمة بحضور الغياب التام لما يسمى منظومة المحاسبة والمساءلة؟؟
من هنا ونحن على أبواب رمضان نرى الحل من منظور اقتصادي يكمن باقتصاد مبني على رجال اقتصادوليس رجال رخاء وإبعاد رجال الرخاء لأيام الرخاء لأنهم لا يجتمعون إطلاقاً واجتماعهما بكل تأكيد خطأ كبير لأن نتيجة اجتماعهما يحول رجال الاقتصاد إلى رجال رخاء فالأفضل أن نوجد صورة واضحة لأنواع الرجال الذين ستناط بهم خطةالنهوض الاقتصادي فهم مفاتيح الصمود والنجاح وهذا يستدعي عملاً جاداً ومسؤولاً لتضييق الفجوة بين الإنفاق وبين الدخل مع تفاقم المشكلات الاجتماعية وهذا ما يشكل تحدياً جوهرياً أمام الحكومة في عملية الإصلاح الاجتماعي الذي ستكون تكلفته أعلى بأضعاف مضاعفة أمام تكلفة المواجهة الاقتصادية المطلوبة في هذه المرحلة التي تدور فيها رحى المواجهات الخاسرة بين الواقع الذي ترسمه القرارات على الأوراق وبين اليوميات المسجلة في خانة الغبن المعيشي فقد وصل الحال إلى ما يشبه المحال من الاستهتار بقوت المواطن المصري فلا بد من صحوة رسمية بصلاحيات استثنائية تكون قادرة على محاصرة تجار الأزمات والمحتكرين وسادتهم وتفكيك شبكاتهم ليتمكن المواطن المصري من إعادة القطار للسكة ومحاصرة المتاجرين بلقمة الناس وتفاصيل حياتهم وهذا لن يكون إلا بالحضور القوي الفاعل للمؤسسات والجهات ذات العلاقة والفريق الاقتصادي من رجال الاقتصاد المشهود لهم بالوطنية والكفاءة حيث يتحملون ما جرى ويجري من خلال إعلانهم حرباً مفتوحة على الغلاء وأخواته فالشعب المصري حريص على دولته ومكوناتها والمنجز فيها ويخاف عليها وانفطرت قلوبه لما حل ويحل بها وبه وهو صادق فيما يشعر ويعمل ولا يجوز أبداً أن تتعامل معه الحكومة بهذه الطرق التي لا تغني ولا تقنع العقول والبطون فالعدل والأمن والمواطن أهم مقومات الدولة بعيداً عن أي جدل سياسي قائم على الصراعات الداخلية للدولة الوطن والأرض والإنسان المواطن المصري يريد ويحتاج اليوم إلى رعاية الدولة ومن هنا أعتقد جازماً وحاسماً أن الشعار الوحيد والعريض الذي بات يجمع عليه المصريين اليوم بقضهم وقضيضهم هو الشعب يريد إسقاط حرية الغلاء
فليحرص كل مسؤول على تيسير أمور الناس في حدود صلاحياته ويؤدي الأمانة تجاه وظيفته بكل دقة ومتابعة حتى يفوز بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم وأسال الله تعالى أن يوفق كل مسؤول لخدمة الناس ورعاية مصالحهم على الوجه الذي يرضيه سبحانه وأن يرزقنا جميعاً الإخلاص في القول والعمل
اللهم احفظ مصر الوطن واحفظ موارده البشرية واجعلهم في خير وعز وكرامة وفي رخاء وتقدم واجعلنا دائماً وأبداً نباهي الأمم تقدماً علماً وحقاً واحتراماً

التعليقات مغلقة.