مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب : اغسلوا قلوبكم بماء المطر

7

منذأن خلق الله سبحانه وتعالي سيدنا آدم عليه السلام والحياة بين لحظة الميلاد ولحظة الموت و بين رحلة سفر والسفر قطعة من العذاب فترفقوا بالناس فالحياة قاسية بما يكفي وكل إنسان فيه ما يكفيه لا أحد على وجه الظهيرة يعيش حالة من التناغم مع ظروف حياته تجعله مقتنعا بما يعيشه من احداث وصراعات ولقد خلقنا الله في تلك الحياة ومشاكلها ملازمه لنا من منا له قدره على التعايش في تلك الحياة ومن منا يستسلم لتقلباتها فيتحمل وجعها والطرف الأضعف من يقرر الخروج منها بإرادته
ولكن يبقى السؤال الأهم كيف يتم مواجهه الحياة الصعبة؟؟
لقد نزلت الشرائع السماوية على الانسان لتنظيم حياته وعلاقاته مع الاخرين من اجل سيادة السلام والتسامح ولكن كما هو الحال في جينات البشر التمرد على كل شيء حتى تلك الشرائع والتي نزلت لإسعاده فكان لابد من تواجد صعوبات ومشاكل ما بين البشر صنعوها بأنفسهم من اجل حيازة أكبر قدر ممكن من شهوات الحياة ولكن ما مصير الطرف الأضعف من تلك الصراعات والذي كان ذنبه الوحيد فيها هو تواجده في ذلك العالم السيء
هل عليه القبول بالواقع والتعايش مع الحياة بكل صعابها ومحاوله تجاوز تلك الصعاب ويدخل في دائرة لا خروج منها ولا نهاية لها يقينا وتأكيدا في محاوله الوصول الي السعادة وهي التعايش مع الحياة بكافة مشاكلها وصعابها فلا طعم لحياه بدون مشاكل او صعاب ولكن لربما على الانسان فعل ما هو أكثر من ذلك
نواجه بحياتنا الكثير من العقبات القاسية التي تصدنا وتفقدنا الأمل وتملأنا بالخيبة والبؤس ونصبح ضعفاء غير قادرين على مواجهة مرارة الحياة عندها نكون قد فقدنا ثقتنا بأنفسنا أننا لا نستطيع التغير وليس لدنيا القوة والصبر لتخطي هذه الأزمات لذلك علينا التحلي بالصبر والقوة والاعتقاد دائماً أن هناك شيء جميل قادم
وحينما يفقد الحب معنى الطهارة والصفاء ويصبح سلعة رخيصة متداولة تتقاذفها الألسن بدوافع دنيوية وغرائز شهوانية وما أصعب الشعور حينما تشعر بالوحدة على الرغم من كثرة المحيطين حولك حينما تعطي وتمنح وتضحي وتحب ولكن في النهاية تقابل بالإساءة والخيانة حينما تريد الصراخ والبكاء ولكن محاجر عينيك قد جفت ولسانك قد شل و أن يجد الانسان نفسه يعيش في غربة المكان والنفس معا وسط الناس بين من نحترمهم ونقدرهم وفي النهاية نكتشف اننا لسنا بينهم ولسنا معهم وأن يخيب أملنا في اولئك الذين راهنا عليهم يوما ما لاعتقادنا ان شهامتهم تفوق كل التصورات لنجدهم جاحدي لأي معنى من معاني الانسانية ناكرين للمواقف الجميلة وذلك لانهم يحملون بين أضلعهم قلوبا قاسية لا مكان فيها للمعاني الانسانية والراقية لا أحد منا لم يذق طعم القسوة أو لم يشعر بها فغالبيتنا تعرضنا لمواقف في الحياة بأختلاف شدتها شعرنا من خلالها بقسوة الزمن وقسوة من تسبب بألمنا فكم من أسرة تشتت بسبب قسوة أحد أفرادها على الاخر وكم سمعنا عن أرباب أسر طغوا على أولادهم بانفعالاتهم وعصبيتهم وعدم تحكمهم بغضبهم وتسببوا بتدمير اسرهم واولادهم بسبب قلوبهم القاسية التي لا تعرف للعاطفة واللين والرحمة أي معنى
وكم من مسؤول يعتلى أعلى المناصب ويبني علاقات اجتماعية يستغلهالمصلحته الشخصية ليخدم أحبائه وأقربائه راميا بعرض الحائط مبادئ العدل والمساواة بين المواطنين فيقسو على الاخرين ويغرس الحقد والعداء في أنفسهم ذلك من تبهرهه المناصب فيتعالى على كل القيم الانسانية والاخلاقية الرائعه في الحياة لن يجني الا قلبا قاسيا يبعده عن الناس وكم من قلوب قاسية تعيش بيننا مقنعة بابتسامة مصطنعه تنقشع يوما فتظهر حقيقة قلوبهم وينكشف زيفها وكم من أصدقاء نتقاسم معهم همومنا وأفراحنا وفي ظرف معين يفاجئونا بكذبهم وقسوة قلوبهم
وكم من ابن يقسو على والدية فيتنكر لهم ويدير ظهره عنهم في وقت يكونون بأمس الحاجة له وذلك ليرضي رغباته وأناس يعنون له أكثر منهم للأسف التي تسببها تلك القلوب القاسية
فالقلوب مزارع علينا أن نزرع فيها طيب الاخلاق فانه حتى لو لم ينبت كله ينبت بعضه ليكون جزءا كافيا يساعد في أن تخلو القلوب من القسوة التي تسبب ألما للاخرين الى اولئك الذين طغت على حياتهم الماديات وحب المراكز وكثرت لديهم المطامع والرغبات فقست قلوبهم تذكروا أن الحياة تمضي مسرعة وحتما سيأتي اليوم الذي ينتهي فيه الوجود الانساني فتنطفئ نجوم الليل وتتوقف مياه البحر وسنقف بين يدي العزيز الغفار
فاغسلوا قلوبكم بماء المطر وأزيلوا القسوة والحقد منها ما أنتم الا بشر تتعاملون مع بشر مثلكم ولنتذكر جميعا أن قسوة القلوب ماهي الاعقوبة للانسان ولنتذكر دائما كلام الله سبحانه وتعالى
ان أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وان أسأتم فلها

التعليقات مغلقة.