مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور أبو الخير يكتب: ضمائر البشر اوشكت علي الانتهاء

4

عندما تموت الضمائر يصبح كل شئ مباح ويكون كل شئ مهملاً ليس له معنى عندما تموت الضمائر يهتز عرش الانسانية يموت العنفوان والكبرياء تموت الضحكة البريئة ويحلُ محلها الضحكة الصفراء يموت الياسمين لكي ينبت مكانه الشوك والعليق يصبح كل شئ لا طعم له تصبح اشعة الشمس سوداء والوجوه كاحله وكالحه لا نور فيها ويصبح الحرام حلالاً ويصبح الانسان حيواناً في غابة الشر والحقد هذه الضمائرقد اصبحت مستتره اصبحت نائمة اصبح لا قوة لها اصبحت اداة طوعية بأيدي اصحابها الاشرار يوجهونها كما يريدوا اصبح موت الضمائر حالة مزمنه فالضمائر البشعه اليوم هي التي تسيدت المجتمع اما الضمائر النقية فقد انزوت واصبحت حالة شاذة في هذا المجتمع المريض اصلاً فالكثير اصبح لا يميز بين الخطأ والصواب لأن الاحساس الداخلي قد فقد ومادام هذا الاحساس غير موجود اذن فالضمير مغيب
لقد اختلت الموازين واصبح الخير منكسر الشوكة وطغى الشر والاشرار والكل تتبع اهواء الشيطان فتكبر وتجبر الغلبة الغالبة اليوم لا تشعر بالندم حين تقوم بأعمال مخالفة للقيم والاخلاق وتجد في اعمالها هذه عين الصواب بغض النظر ان اساءت الى المجتمع او اثرت فيه لم نرى اليوم الكثير ممن تنبض ضمائرهم لأن ضمائرهم غير حيه وهناك فرق واسع بين الضمير الحي والضمير العادي فالضمير الحي هو ضمير ينبض ويتردد داخل الانسان اما الضمير العادي فهو ضمير قد يتقلب مرراً حسب الظروف لكن الضمير الحي هو الضمير الذي يجعلك لا تنام وانت مقصر مع الاخرين الضمير هو ذلك الجزء من الذهن المسؤول عن مسارنا الاخلاقي فهو الذي ينقل الينا كل شئ ويحذرنا من الاشياء المعوجة وعلى ضوء ذلك يصحح هذا الاعوجاج طبعا هذا اذا كان الانسان سوياً اما اذا كان غير ذلك فهذا يعني ان الضمير قد مرض ولم يستطيع توصيل مبتغاه الى الشخص ومرض الضمير هو مرض خطير جدا لأن انعكاساته سلبية ستكون على الفرد وعلى المجتمع
فمن يناصر الحق غير الضمير الحي فالحق كالسوق الكبيرة والعظيمة متاحه للجميع ولكن هناك فجوة كبيره في الضمائر فمن يمتلك ضميراً صادقاً يميل الى الحق ويجعل منه الهدف الاول والاهم في حياته سينجح في ذلك السوق ويقوده نحو النجاح يجب تنظيف الضمائر من كل الشوائب فأذا حاسبت نفسك كل يوم فيصبح كل شئ لديك ابيض ونقي وصافي هل هناك احد بلا ضمير ؟
الكل ولد بضمير نقي وصافي وابيض لكن الايام هي الكفيلة ببقاء هذا الضمير على بياضه او ستشوبه الشائبة لم يبق من الضمائر الحية الكثير فأغلبها قد دفنت وبقية حية بين طيات الكتب وبعض من احاديث الناس
نحن نعيش في زمن عجيب وغريب زمن اختلت فيه الموازين واصبحت مغلوبة ومقلوبة والكثير اصبح بلا ضمير وفقدت القيم والاخلاق وغطاها العفن والكثير قد عميت اعينهم عن رؤية الحقيقة وزال الحد الفاصل بين المروءة والضمير من جانب وبين الغش والخداع من جانب اخر وركب الكل سفينه الضمائر الميته فلا تتصور ان فسد الضمير بأمكانك ان تميز الالوان وان تتذوق مذاق الثمار
من كان لديه ضمير حي ونقي اليوم لا يستطيع ان يمارس دور الرقيب او حتى
لا يستطيع تهذيب الاخرين لأنه سوف يتعرض الى التهديد والوعيد وقد يدفع ثمن اعماله هذه حياته فشريعة الغاب هي السائده اليوم لقد فقدنا القدرة حتى على الشفقة والاحسان لأن الانسانية اصبحت غائبة
يقال ان الضمير الحي هو الجسد الحي وهذا تعبير خاطئ فهناك من يملك الجسد الحي ولكنه بلا ضمير ان الضمير الانساني اساس كل انسان واساس تميزه عن الكائنات الاخرى
متى ما تصور الانسان وادرك انه كائن عابر ومؤقت على هذه الارض وان لكل شئ نهاية قد تسترد وتصحو بعض الضمائر التي مرضت او غابت الى جادة الصواب ان موت الضمائر هو فخ وجد للفاشلين والذين لا يحملون المبادئ الاخلاقيه السامية فهؤلاء من السهل اصطيادهم وترويضهم بما يريد الفاسدون
فمن خاف الله في نفسه وفي اهله وناسه وبلده سوف يظل ضميره صاحي يرافقه في كل حركاته وتصرفاته فالضمير هو عمود استقامة الفرد الذي يقوم عليه كل صحيح اما اذا بيع الضمير فهو بيع لشئ اسمه الانسان
وتذكروا جميعاً قول الله تعالى ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار……صدق الله العظيم

التعليقات مغلقة.