مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أردوغان … وحلم الإرث العثماني

2

 بقلم دكتور- هشام فخر الدين:

باتت الحقيقة جلية واضحة لكل من يعقل ويتدبر ويحلل ويفسر ، ولكل من يقرأ أو يسمع، ف مما لا شك فيه أن كل المؤشرات والحقائق تؤكد أن تركيا هى الراعى والداعم للإرهاب، وهى المأوى والملاذ لكل إرهابى متطرف عميل وخائن، وهى العدو الأكبر لبلدنا الحبيب مصر وللدول العربية والإسلامية ومعها قطر بدعم غربى وأمريكى أضحى واضحا للعيان بما لا يدع مجالاً للشك.

فالعدوان التركى الغاشم على سوريا حلمه بإرثه فى ليبيا، يمثل إحياء لمشروع تركى قديم يهدد استقرار المنطقة من خلال الهجمات التركية، وما يشكله من خطر كبير على تأمين عناصر داعش المحتجزين لدى القوات الكردية. بالاضافة الى نشر الفوضى فيها، خصوصا مع استهداف القوات التركية لمواقع وسجون تستخدم لاحتجاز إرهابيين من تنطيم داعش الارهابى.

وتستند تركيا إلى عدة مبرارات واهية فى عدوانها أبرزها أن وحدات حماية الشعب الكردي، المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية، جماعةً إرهابية على صلة بحزب العمال الكردستاني الذي ظل يحارب تركيا على مدار أربعة عقود مضت دفاعاً عن حقوق الأكراد.

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب: أحلام ضائعة

ولطالما كان الأكراد شوكة في حلق أردوغان، الذي استغل قضيتهم، ليقدم نفسه أمام الأتراك، حاملا لراية الدفاع عن القومية التركية. فالتوغل التركي لا يستهدف الأكراد وحدهم فحسب، وإنما يطال المجتمع السوري بجميع مكوناته.

ويزعم الارهابى أردوغان أن النظام التركي يتذرع بحجة إعادة المهجرين السوريين لهذه المنطقة التي يهاجمها، إلا أنه في حقيقة الأمر يسعى لإحداث تغيير ديموغرافي، وتقسيم سوريا، والتوسع في المنطقة.

 

ف تركيا هي من دفعت بالإرهابيين نحو الحدود السورية لضرب المؤسسات والانجازات التي حققها الأكراد في السنوات الثماني الماضية، بشكل ديمقراطي، وإن هدف تركيا هو ضرب الأكراد أينما كانوا، بحسب اعتراف الخبراء والمسؤولين الأتراك، إلا أنه أغفل حقيقة أن الأكراد سيدافعون عن أرضهم وكرامتهم.

أما عن السجناء من عناصر التنظيم البالغ عددهم 12 ألف مسلح، فهم بلا شك سيبادر المسلحون المدعومون من تركيا إلى فك أسرهم، فضلاً عن إيقاظ الآلاف من الخلايا النائمة التي تنتظر الفرصة المناسبة لإعادة تجنيد عناصر التنظيم، وهذه المرة ستكون أكثر فتكاً وخطراً في المنطقة.

فالعدوان التركى بمثابة إنعاش للتنظيم من جديد، فقد شنت تركيا هجمات عسكرية كانت قد هددت بها طويلًا ضد مواقع لتحالف مسلحين أكراد، كان مدعوماً من الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا، ممهدة الطريق لحمام دم محتمل واضطرابات من الممكن أن تستمر أعواماً قادمة في المنطقة.

وعلى نحو مفاجئ، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب القوات الأمريكية من الحدود التركية – السورية، وبالتالى كان بمثابة الضوء الأخضر لتركيا لتنفيذ عملياتها ضد قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد. وتخطط تركيا إلى الاستعانة بجماعات متنوعة من حلفائها المتمردين في سوريا بمعاركها على الأرض والسيطرة على المنطقة. وهانحن ننتظر رد فعل عربى يتعدى الشجب والإدانة والكلمات المعبرة عن الغضب، إلى رد فعل عملى يضرب المتغطرس التركى فى مقتل على كافة المستويات والأصعدة خاصة الاقتصادية والعسكرية.

اترك رد