مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أحمد غزاله يكتب دلالات نـُـبـُـوته صلى الله عليه وسلم في يوم مولِده

8

بقلم أحمد غزاله 
أصدقائي القراء ، إنه يُسعدني أن أسطر كلمات هذا المقال في ليلة الثاني عشر من شهر ربيع الأول (ذكرى المولد النبوي الشريف ) ، وكتابتي في هذا اليوم، تفرض عليّ الابتعاد في موضوع المقال عن فقه الاقتصاد قليلا ، ليتوجه القلم من تلقاء نفسه لاختيار موضوع المقال ، وحقيقة وأنا أسطر كلماته بقدر ما تحمله نفسي من سعادة بالغة لتعطير قلمي بالكتابة عن سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بقدر ما أستشعر الصعوبة بين مفردات اللغة في اختيار الكلمات التي توفيه حقه صلى الله عليه وسلم ، وأنا على يقين تام بأنني مهما عبرت واجتهدت في الكتابة فلن أوفيه حقه ، فعذراً لك يا رسول الله فهذا ضعفنا البشريّ ، وسأجعل كلماتي في هذا المقال في جانب محدد حول شخصية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو دلالات نبوته ، فقد كلفه الله عز وجل برسالة النبوة في سِن الأربعين ، ولكن كانت هناك من الدلالات التي تشير بنبوته صلى الله عليه وسلم منذ أن كان جنيناً في بطن أمه آمنه بنت وهب ، وهنا نتساءل ماذا كان عن حال هذا الجنين وهو في بطن أمه ؟ هل كان شأنه كباقي الأجنه ؟ وهل كانت أمه شأنها كسائر الحوامل من النساء ؟ وعندما وُلِد و كان طفلاً رضيعا ماذا كان حاله مع مرضعته هل كان كباقي الأطفال الرضع ؟ وماذا عنه صبياً هل كان مثله كباقى الصبيان ؟ وماذا عنه شاباً في سن المراهقة هل كان كباقي الشباب ؟ ومن تلك الأسئلة بدأ بحثي عن دلالات نُـبـُوته ، والتي سأتحدث عن بعضها في الجزء الثاني من هذا المقال ، وأود أن أُلفت انتباه القاريء الكريم أن ما سأذكره من دلالات نبوته ليست على سبيل الحصر فدلالات نبوته عديده لا يتسع لها المقام ولا يكفيها المقال ، ولكن سأذكر منها بإيجاز لنلقي الضوء على أعظم شخصية في تاريخ الإنسانية في يوم مولده .
الجزء الثاني : من دلالات نبوته صلى الله عليه وسلم .
1 – منذ أن حملت آمنه بنت وهب بسيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، كان لهذا الجنين أمرٌ عجيب حيث لم تشعر له آمنه خلال كل أشهر حملها أي تعب أو نصب أو ألم مما تشعر به النساء الحوامل وخاصة في حملهم الأول ، لدرجة أنها اندهشت من هذا الأمر ، مما أشعرها أن هذا حملٌ غير عادي وهذا الجنين الذي تحمله في أحشائها له شأن مختلف .
2- مما زاد أيضاً من قوة هذا الشعور لدى السيدة آمنة ، أنها رأت في أثناء حملها رؤى عجيبة في المنام ، فمنها أنها رأت بأن نوراً قد خرج منها أضاء لها مد بصرها من أرض الشام ، وأيضاً ما رواه ابن اسحاق لنا بأنه حين حملت آمنه أتاها آتٍ في المنام قائلاً ( إنك قد حملتِ بسيد هذه الأمة فإذا نزل إلى الأرض ساعة ولادته فقولي أُعذه بالواحد من شر كل حاسد ثم سمه محمدا)
3- عندما كان طفلاً رضيعاً وأخذته أمه في الرضاعة حليمة السعدية لتذهب به إلى بيتها كما كانت عادت قريش ، فكان حمارها الذي تركبه هزيلا ضعيفا فبمجرد أن وضعت عليه هذا الطفل الرضيع فإذ بالقوة والنشاط يسريان في أوصاله بل ويصبح أسرع الحُمر وأقواها ، ولما وصلت به إلى البيت لترضعه ، كانت تعاني من ضعف في لبن ثدييها لدرجة أن ابنها الآخر من الرضاعة كان يبكي جوعاً لعدم كفاية لبنها ، فبمجرد أن وضعت محمد صلى الله عليه وسلم على حجرها إذ بثديـيها ينتفخان باللبن ، بل ويقبلان على فم الطفل يدران لبناً غزيراً حتى ارتوى بل ورضع معه الطفل الآخر الذي كان يبكي جوعاً لعدم كفاية لبن الأم .
4- عندما كان طفلاً في الثامنة من عمره وهو في كفالة عمه أبوطالب ، كان عمه رجل قليل المال ، ذو عيال كثيرة ، لدرجة أن الطعام كان لا يكفي الأطفال أحياناً فبمجرد أن تولى أبي طالب كفالة هذاالطفل اليتيم فكان حين يجلس معهم على الطعام فإذ باللطعام الذي كان لا يكفي تزداد بركته ، يكفيهم جميعاً ، بل ويفيض من طعامهم ، لدرجة أن عمه أبوطالب كان يقول( إنه لمبارك )، كما أنه كان لهذا الطفل أيضاً عند استيقاظه من نومه شيئاً عجيباً حيث كانت تستيقظ كل الأطفال كعادتهم وعيونهم رمصاُ شعثا إلا الطفل محمد كان يستيقظ من نومه دهيناً كحيلاً .
5- وعندما كان محمد شاباً يعمل في تجارة خديجة ، فعند خروجه في رحلته إلى الشام ، وكان برفقته غلام لخديجة اسمه ميسره ، فرأى هذا الغلام شيئاً عجيباً ، أنه كلما شتد الحر في الطريق فإذ بملكان يظلان محمد من الشمس يتحركان معه كلما تحرك حتى تزول الشمس .

قد يهمك ايضاً:

تحليل سوات والحياة اليومية للمواطن

انور ابو الخير يكتب: لا شيء يستحق الحداد

وختاماً أكرر تأكيدي للقارىء الكريم بأن هذه ليست كل دلالات نبوته صلى الله عليه وسلم ، ولكن لا يتسع المقام للحديث عنها كلها الآن ، وكل عام والأمة الإسلامية كلها في مشارق الأرض ومغاربها بخير في ذكرى المولد النبوي الشريف ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

التعليقات مغلقة.