مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أحمد سلام يكتب صمت “زكريا محيي الدين “!

44

بقلم احمد محمود سلام

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب: أحلام ضائعة

لو كانت هناك رغبة ملحة في قراءة مذكرات رجل عاش تجربة هامة في تاريخ مصر لكان المبتغي أن بكتب السيد زكريا محيي الدين اشهر الضباط الأحرار واكثرهم قربا من بؤرة الضوء إلي أن انصرف في هدوء بعد هزيمة يونيو 1967 ولم يظهر إلا في جنازة الرئيس جمال عبدالناصر الذي لقي ربه28 سبتمبر 1970 وكان المشهد بحق دراميا إذ اختفي المشير عبد الحكيم عامر بعد انتحاره في سبتمبر 1967 وانتهي الأمر إلي تعيين رئيس مجلس الأمة أنور السادات نائبا لرئيس الجمهورية عام 1968 وكان سياق الأمور يمهد لأن يكون زكريا محيي الدين رئيسا لمصر بعد تنحي الرئيس جمال عبدالناصر وقد حدده عبد الناصر بالاسم في خطاب التنحي ولكن لم يحدث والتفاصيل معلومة لاتحتاج لإعادة سرد.!
أنور السادات رئيسا للجمهورية بعد رحيل الرئيس جمال عبدالناصر وقد اختفي الضباط الأحرار من المشهد في حياة الرئيس جمال عبدالناصر فقط حسين الشافعي الذي صعده السادات نائبا له لبعض الوقت الي أن أختار حسني مبارك نائبا في إبريل 1975.!
زكريا محيي الدين يلزم الصمت حتي النهاية رغم أنه يعلم كل شيء ولكنه آثر صمت النبلاء إلي أن لقي ربه15 مايو2012 ليشيع في جنازة رسمية مهيبة تصدرها الرئيس مبارك.
….عاش زكريا محيي الدين اثنين واربعين عاماً بعد رحيل الرئيس جمال عبدالناصر ولم يتكلم بعكس إبن العم خالد محي الدين الصاغ الأحمر الشهير وأحد الضباط الأحرار الذي اعترض علي توجه مجلس قيادة الثورة مؤيدا لتوجه الرئيس محمد نجيب وقد لزم الصمت هو الآخر نحو ثلاثين عاما لتظهر مذكراته تحت عنوان والآن أتكلم .!
حديث الصمت اقتصر فقط علي زكريا محيي الدين وذاك يحسب له لأن تاريخ مصر لم يكتب رسمياً ومهما كتب فسوف يحدث الأمر فتنة ليس لأنه يفتقد المصداقية وهو بذلك يترك الحكم للتاريخ عن تجربة عضو تنظيم الضباط الأحرار . مؤسس جهاز المخابرات العامة .وزير الداخلية . رئيس الوزراء . نائب رئيس الجمهورية.

الحكم إذا للتاريخ ولفطنة المصريين في ظل أن هوجة المذكرات السياسية قد مررت روايات وأحاديث امتزجت بالاهواء وهنا يحار من لم يعاصروا ماجري وهذا ما جعلني أسأل الأستاذ محمد حسنين هيكل قبل ثلاثين عاما أثناء لقائه الفكري مع رواد معرض القاهرة الدولي للكتاب عمن نصدق في ظل تعدد الروايات هذا يسب عبد الناصر وهذا يمتدح السادات وقتها كانت عاصفة كتاب الاستاذ أنيس منصور “عبد الناصر المفتري عليه المفتري علينا وقبلها كانت عاصفة كتاب هيكل خريف الغضب بينما كتب الاستاذ موسي صبري كتابه الأشهر السادات الحقيقة والأسطورة .!
يومها نظر الأستاذ هيكل الي من وجه السؤال وكنت وقتها في السنة النهائية بكلية الحقوق وقال لي اقرأ مابين السطور .!
عشت بعد حديث الاستاذ هيكل حائرا اقرأ مابين السطور وقد استفدت جيداً من نصيحته لأكمل ماتبقي من العمر ابحث عن الحقيقة من خلال احاديث من عاصروا قرين قراءة مابين سطور كثيرة.!
أعود إلى صمت “زكريا محيي الدين “موضوع مقالي وقد كان طرح الدكتور مصطفي الفقي لمذكراته مؤخرا تحت عنوان” الرواية …رحلة الزمان والمكان” مع بدايات هذا العام2021 سببا في عاصفة من الغضب من علاء نجل الرئيس مبارك رغم أن المذكرات لم تطرح في الأسواق بعد .!
الدكتور مصطفي الفقي السفير السابق . سكرتير الرئيس مبارك للمعلومات لنحو 8 أعوام يتحدث في مذكراته” التي ظهر موجزا لها من خلال دار النشر “عن تجربة العمل مع الرئيس مبارك وهو ما أغضب نجل مبارك. ليستدرج الدكتور الفقي الي حديث في فضائية يجاهر فيه أنه يعلم الكثير عن علاء حسني مبارك ولكنه لن يتكلم ترفعا .!
صمت “زكريا محيي الدين” ومذكرات مصطفي الفقي .التاريخ في مرمي نيران الأهواء وسيظل وهنا اقدر جيداً وجهة نظر الأستاذ هيكل التي جعلتني اقرأ مابين السطور طالما التاريخ تسطره الأهواء إلي أن يوثق رسمياً .
#احمد_محمود_سلام

التعليقات مغلقة.