مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أحمد سلام يكتب أربعون عاماً علي رحيل شاه إيران

10

بقلم أحمد محمود سلام 

سيرة هذا الرجل سطرتها المقادير علي نحو يجعل القارئ يجاهر بالقول لمن الملك اليوم مصداقا لأي المولي تبارك وتعالي وقد كانت الدنيا في يده امبراطورا علي عرش قورش وفي آخر احتفالية بمناسبة ذكري جلوسه امبراطورا لإيران أقام احتفالية أنفق عليها ببذخ شديد لدرجة أن كل ما وضع علي مائدة الطعام من الذهب الخالص ملاعق وسكاكين وشوك وبحسب وصف المفكر الراحل أنيس منصور الذي حضر تلك الاحتفالية وذاك يؤكد أن الدنيا قدم وصلت إليه علي نحو ترتب عليه أن تركته جراء جبروته وطغيانه وحكمه إيران بالحديد والنار من خلال جهاز أمني اتخذه أداة للقمع هو جهاز السافاك.

مقدمات السقوط بدأت بمظاهرات عارمة انتهت إلي مغادرته إيران يناير 1979 إلي المجهول تزامنا مع عودة أيقونة الثورة الإيرانية الامام الخميني من منفاه في باريس إيذانا بقيام الجمهورية الإسلامية..

كان من الطبيعي أن تتخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن الشاه أكبر حليف استراتيجي لها في الشرق الأوسط بعد أن فارق منصبه وانتهي أمره وامتد الأمر إلي رفض استقباله حتي في بنما التي تعرضت لضغوط أمريكية ليفارقها وهنا تدخل الرئيس السادات ليدعوه للإقامة بمصر لأسباب جاهر بها السادات وهي دعم الشاه لمصر بالبترول إبان حرب أكتوبر بينما الشاه متورطا بدعم إسرائيل إبان حرب يونيو 1967 حليفا لها طوال فترة حكم الرئيس عبد الناصر وهناك رواية ساقها محمد حسنين هيكل مفادها أن الرئيس السادات أمر بنزع صور الرئيس جمال عبدالناصر في طريق الشاه إبان زيارته للسد العالي أوائل عهد السادات.
استقبل الرئيس السادات شاه إيران السابق استقبالا رسمياً وخصص له قصر الطاهرة ليقيم به وعائلته وكان قد تمكن مرض السرطان منه لينتقل إلي مستشفي القوات المسلحة بالمعادي ليلقي ربه بها 27يوليو1980 ليشيع في جنازة رسمية مهيبة تصدرها الرئيس السادات بالزي العسكري وكان مسجد الرفاعي بالقاهرة هو المكان الذي ووري فيه جثمان الشاه .

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : نحن بحاجة للحب

خلل التوازن التربوي يؤدي لفساد الابناء

إستضافة شاه إيران في مصر سبب احتقانا في إيران من جانب دولة الملالي وما إن استشهد الرئيس السادات كان رد إيران هو إطلاق إسم خالد الاسلامبولي قاتل الرئيس السادات علي أكبر شوارع طهران وحتي اليوم.

أربعون عاماً علي رحيل شاه إيران هذا العام…عاش كما تمني ومات بحسب ما جرت به المقادير بعد أن فارق الملك الذي ينتزعه المولي تبارك وتعالى ممن يشاء .

بقي الإشارة إلى موقف الرئيس السادات من الشاه فقد كان معبرا عن شخصية مصر التي تسامح وتفي إن تولت الأقدار أمر كل جبار وقد اتي الشاه إلي مصر وهو يحتضر ولقي ربه ووري الثري بها وحسابه عند ربه .

….شاه إيران ..المحطة الأخيرة مصر ..المشهد الاخير لمن الملك اليوم ؟! .ويبقي جزاء الرئيس السادات خيراً عن حسن صنيعه مع رجل فقد كل شيء وابتغي السترفي آخر أيامه فوق الأرض .

#احمد_محمود_سلام

اترك رد