مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أحمد سلام يكتب أحفاد ” الريس ” عبد الواحد !

4

بقلم احمدمحمودسلام

كانت خلفية الأديب يوسف السباعي كضابط في القوات المسلحة قريبا من رجال ثورة 23 يوليو سنة 1952 هي من شكلت في وجدانه أبجديات رواية” رد قلبي” وهي الأشهر من بين مؤلفات كاتب جمع بين الحياة العسكرية وكتابة الرواية وقد ترك الخدمة في القوات المسلحة برتبة عميد وقد شغل منصب مدير المتحف الحربي فضلا عن مناصب مدنية متعددة منها منصب وزير الثقافة وآخرها منصب رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الأهرام إلي أن تم إغتياله في قبرص في 18فبراير سنة 1978 علي يد مجموعة إرهابية فلسطينية بسبب سفره مع الرئيس السادات في زيارة القدس الشهيرة في نوفمبر سنة 1977.

أعود إلي رواية رد قلبي موضوع مقالي والتي تحولت إلي فيلم سنيمائي شهير عُرض عام 1957 وكان مثيرا أن يكون أغلب أبطاله عسكريين مثل ” العقيد” حافظ مظهر أو أحمد مظهر ضابط سلاح الفرسان الشهير وزميل جمال عبد الناصر في الكلية الحربية فضلا عن ضابط البوليس صلاح ذو الفقار والمثير أن المخرج أيضا كان ضابطا بالجيش وهو عزالدين ذو الفقار. لم تكن رواية رد قلبي عملا روائيا من خيال المؤلف بل واقعية وقد كثرت الأقاويل حول شخصية ” علي ” إبن الريس عبد الواحد وقد قيل أنه جمال عبد الناصر .

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب: أحلام ضائعة

أيا كان مسمي البطل الحقيقي لقصة رد قلبي فإن الرواية تفتح مجالا لأحاديث كثيرة عن تبعات العاطفة التي جمعت ضابط بالجيش من أسرة مكافحة بأميرة من الأسرة الملكية الحاكمة قبل ثورة 23 يوليو.

إنتهت الرواية بزواج الضابط علي من الأميرة إنجي وطوال سنوات مابعد الثورة تغير بنيان مصر الإجتماعي وأصبح أبناء الفقراء ذوي سلطة لتنشأ طبقة جديدة توارثت إما حكم مصر أو تولي المناصب السيادية لتنقلب الموازين بمصر خلال العقود الستة التي مضت علي قيام ثورة 23 يوليو التي كان من بين أهدافها إذابة الفوارق بين الطبقات لتفجع مصر بظهور طبقية من نوع خاص أتت ثمرة إرتقاء السلطة بمفهومها الواسع ليتحول أحفاد ” الريس عبد الواحد”إلي طبقة مغلقة علي نفسها ترث المناصب الهامة ولأجل هذا كانت غضبة مصر كبيرة يوم أن اطلق وزيرا للعدل هو المستشار محفوظ صابر في مطلع عام 2015تصريحا ” نارياً”عن إستحالة أن يدخل إبن ” الكناس” القضاء لينتهي الأمر بإقالة وزير العدل ولكن علي أرض الواقع الطبقية موجودة والتوريث في الوظائف الكبري لم يتوقف.

في الذكري التاسعة والستين لثورة 23 يوليو سنة 1952 كانت رواية رد قلبي معبرة عن تجربة حقيقية إنتهت بزواج إبن الجنايني بإبنة الأمير وبالتدريج تحول نسل إبن الريس عبد الواحد إلي أمراء في مشاهد تعددت وقد تعددت القراءات الأمر الذي جعل الثورة تتعثر كثيرا عن مسارها علي نحو وقر معه يقينا أن الثورة قد ماتت مع جمال عبد الناصر سواء كان هو إبن الريس عبد الواحد في رواية رد قلبي أو غيره والمؤكد أنه إبن رجل بسيط إسمه عبد الناصر”” أفندي” حسين كان يعمل بمصلحة البريد وقد دخل ذلك الموظف البسيط التاريخ يوم أن قاد إبنه” جمال” ثورة عظيمة هي ثورة 23 يولية سنة 1952 لأجل التخلص من الإحتلال البريطاني علي أمل أن يحقق لها ماتصبو إليه من آمال ولكن للأسف مات في ريعانه وماتت مكتسبات الثورة معه .وإستلزم الأمر ثورة تلو ثورة والوجع لسان حال وطن .!
#أحمد_محمود_سلام

التعليقات مغلقة.