مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

محمد حسن حمادة يكتب حصريا لمصر البلد :نصف ساعة بحضرة الرسول(صلي الله عليه وسلم) وضيافة الإمام الحسين…

14

منذ سنتين ودون سابق تحضيرات وترتيبات اشتقت لزيارة مولانا وابن مولانا حفيد رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم الإمام الحسين فقلت في نفسي وجبت الزيارة وخاصة أنني بين الحين والآخر تهفو نفسي للزيارة لآل طه وخاصة حبيبي سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين ابن بنت رسول الله سيدة نساء أهل الجنة الزهراء البتول بضعة رسول الله صلي الله عليه وسلم، أما جدته فهي أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد سيدة نساء العالمين أول من آمنت برسول الله صلي الله عليه وسلم وآزرته ماديا ومعنوياً وساندته بكل ماأوتيت من قوة.

أما أبوه فهو الإمام علي بن أبي طالب رضي الله تعالي عنه ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم وخله الوفي فلم يأتمن الرسول صلى الله عليه وسلم أمانات قريش وردها لأصحابها ليلة الهجرة إلا علياً ومن غير علي يكون أول من يتقدم لفداء الرسول من المشركين وينام في فراشه وهو أخو رسول الله عندما آخي صلوات الله وسلامه عليه بين المهاجرين والأنصار وقال له (أنت أخي في الدنيا والآخرة يا علي) أما أخو الإمام الحسين فهو الإمام الحسن سيد شباب أهل الجنة مصلح الجيشين ووائد الفتنة الكبري وحاقن دماء المسلمين أما أخته فهي السيده زينب عقيلة بني هاشم ومربية أيتام رسول الله صلي الله عليه وسلم.

إنه الإمام الحسين فلذة كبد جده رسول الله صلي الله عليه وآله وصحبه وسلم اشرف الخلق أجمعين فمن مثلك يا حسين يامن جمعت الشرف والحسب والنسب وحزت الأصل كله ومعهم الحلم والعلم والأخلاق.

 أنهيت دوامي، استقللت مترو الأنفاق، نزلت محطة العتبة ومنها إلي ساحة مولانا الحسين دخلت مسجده رضي الله تعالي عنه صليت ركعتين تحية المسجد ثم العصر ثم جلست بحجرة مشهده سلمت علي الإمام وقرأت علي روحه الطاهرة هو وآل بيت رسولنا الكرام الفاتحة ثم جلست لقراءة القرآن وللذكر والتسبيح في حضرته رضي الله تعالي عنه وأنا في لحظة صفاء واسترخاء وهدوء نفسي ولما حانت صلاة المغرب صليتها في جماعة ثم عدت لحجرة مشهده رضي الله تعالي عنه لحين أذان صلاة العشاء وقبل الصلاة بدقائق لمحت أحد الأصدقاء القدامي تصافحنا وتجاذبنا أطراف الحديث ولما رُفع الأذان أبلغني بعدم الإنصراف بعد الصلاة وأنه بانتظاري في بهو إدارة المسجد.

بالفعل توجهت بعد الصلاة لبهو إدارة المسجد وجدت المكان مزدحما بزوار وضيوف أحباب الحسين وبعد لحظات وصل وفد يبدو أنه من دول الخليج.

حضر صديقي كان يخاطب أحدهم أيقنت بالفراسة أنه من إدارة المسجد وقف الجميع فوقفت معهم دخلت الشرطة صفوا الجميع صفاً واحداً حضر صديقي إليّ خاطب ضابط الشرطة همساً وهو يشير إليّ لم أسمع إلا كلمة واحدة (محمد آخر واحد) وأنا لاأفهم شيئاً.

تحرك الصف تحركت معه كنت بالفعل في آخره ولما خرجنا من الإدارة إلي صحن المسجد في حراسة درع من الشرطة والناس المتواجدين بالمسجد الحسيني أعناقهم مشرائبة لنا مع حركة هرج ومرج والشرطة تشكل حاجزا بيننا وبينهم والصف يتجه لأحد الحجرات بالمسجد دخلنا الحجرة أغلق ضابط الشرطة الحجرة بعدي وكنت( آخر واحد).

ياإلهي لاأصدق نفسي أنا في الحجرة النبوية الشريفة التي تحوي بعضاً من مقتنيات وآثار الرسول صلى الله عليه وسلم، الحجرة التي تهفو إليها قلوب العاشقين والمحبين لآل البيت وينتظر الكثيرون من زوار المسجد لسنوات طويلة أن تفتح لهم حتي تفتح لهم أحد أبواب الجنة علي الأرض…..أنا بداخلها الآن!!!

بمجرد دخولي الحجرة أخذتني الرهبة تأملت لوحاتها القرآنية التي كتبت بماء الفضة والذهب الخالص يطلب العديد من الأمراء والملوك خلال زيارتهم إلى مصر الدخول إلى هذه القاعة لكى يشتموا فيها رائحة الرسول صلي الله عليه وسلم التي تفوح منها رائحة تفوق رائحة العطور مجتمعة بما فيها المسك والعنبر دون أن يضع أى مخلوق عطورًا فيها.

قد يهمك ايضاً:

تحليل سوات والحياة اليومية للمواطن

انور ابو الخير يكتب: لا شيء يستحق الحداد

أصوات الزغاريد ملأت المكان وأنا في دهشة وذهول لم أفق إلا بعد أن وجدت الوفد يتجه لدولاب مقتنيات الرسول صلى الله عليه وسلم والكل يتسابق للمسها ووضعها علي جسده ومن كان مريضاً وضعها علي جسده تبركاً.

حان دوري لمست سيفه الشريف هذا السيف الذي أهداه له الصحابي الجليل سعد بن عبادة زعيم الأنصار وهو العطب والبتار مكتوب عليه (محمد رسول الله من سعد بن عبادة) وكان الرسول صلي الله عليه وسلم  يحارب به فى مغازيه، ويحمله بيده الشريفة ويشير به فى خطب الجمعة.

ثم قبلت شعيرات من رأس الرسول صلى الله عليه وسلم، التى جاءت بصحبة وفود آل البيت التي قدمت لمصر بعد موقعة كربلاء وتعجبت من أمر هذه الشعيرات فعمرها يزيد علي ما يقرب من1440عاما، فأي شعر له عمر افتراضي مما يدل علي الإعجاز الرباني فقد أثبتت التحاليل الكيميائية تميز هذه الشعيرات  بخصال متفردة، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحلق شعره فتتسابق القبائل على الاحتفاظ بمتعلقاته تبركا بها.

أما القطعة التي من قميصه صلي الله عليه وسلم المصنوعة من الكتان المصرى الخالص يفوح منها رائحة النبي العطرة هذه القطعة من قميصه الشريف أهداها له  المقوقس حاكم مصر بصحبة السيدة مارية القبطية التى تزوجها وصارت أم المؤمنين بعد زواجه منها، وكانت من مركز ملوى بمحافظة المنيا من صعيد مصر.

ثم مكحلته صلى الله عليه وسلم وكان نبينا الكريم  يكتحل بكحل اسمه الإثمد من المدينة المنورة وموجود بالمسجد أيضاً المرود وهى آلة التكحيل وقطعة من عصاه الشريفة ومصحف لسيدنا عثمان بن عفان رضى الله تعالي عنه.

ارتعد جسدي وانتفضت أعضائي وعيناي اغرورقت بالدموع ثم سجدت سجدة طويلة شاكراً فضله تعالي داعياً لنفسي ولمصرنا الحبيبة وللأمة الإسلامية بالرخاء والنصر والسلام ولأبي وأمي وأخي وأخواتي وأزواجهم وأولادي وأولادهم وأهل بيتي وكل أهلي ومن أحببت وأن تظل مصر التى قدم إليها العشرات من آل بيت النبوة، حباً فيها، وفى أهلها، الذين أحسنوا وفادتهم محبة لآل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم أن تظل كعبة للإسلام والمسلمين ومنارة للتسامح كرامة لآل بيته الكرام الذين أصبحوا رياحين مصر وبركتها وبهجتها وحراسها ودعائمها. 

ثم توجهت للجلوس علي كرسي الإمام الشعراوي الذي وضع مؤخراً داخل الغرفة النبوية هذا الكرسي الذي كان يفسر عليه الإمام الشعراوي القرآن الكريم بالمسجد الحسيني، فقد كان الإمام من عشاق ومريدي آل البيت وله معهم نفحات، مايقرب من نصف ساعة كنت فيها خارج نطاق الزمان والمكان، نصف ساعة دخلت فيها الجنة، نصف ساعة بحضرة رسولنا الكريم وفي ضيافة سيد شباب أهل الجنة وسيد الشهداء، فما أجمله من حلم واقعي عشت فيه لمدة نصف ساعة، نصف ساعة تساوي عمري الفائت والقادم.

فسلام عليك ياحسين وعلي جدك رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى صحابته الأبرار الأطهار،قال تعالي (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وقال صلي الله عليه وسلم  (حسين مني وأنا من حسين ،أحب الله من أحب حسين الحسين سبط من الأسباط. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي والألباني.

وروي عنه أيضا صلي الله عليه وسلم: “ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك رواه أحمد”.

اترك رد