مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

عمرو عبدربه يكتب ..«تفائلوا تصحوا»

5

بقلم : عمرو عبدربه 

بتوصيات من شأنها الحفاظ على صحتنا في ظل الانتشار السريع والمباغت لفيروس كورونا المستجد. سيل من النصائح من قبيل: اغسل يديك بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، الزم بيتك وتجنَّب التجمعات الكبيرة. فلا حديث الآن غير حديث “فيروس كورونا” الذي سيطر على جميع الأجواء والمجالات، حتى قيل إنه احتل الطرقات وسكن الأسطح وجدران البنايات، محاصرًا ابن آدم الذي وقف أمامه مذعورًا، قليل الحيلة، ومعدوم الصلاحية حتى إشعار آخر. فقد أصبح بقاء بلايين البشر حول العالم في منازلهم ضرورةً حتمية، استجابةً للتنبيه العالمي المتزايد للحد من الانتشار السريع لهذا الفيروس العجيب المراوغ.

 

ومع دوام تلك الحال دون معرفة موعد محدد لعودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل “كورونا”، تزداد الضغوطات، ويعاني الكثيرون من عدم القدرة على التكيُّف مع الظروف الراهنة. فما يطلبه منا المختصون ومسؤولو الصحة من ضرورة “التباعد الاجتماعي” ليس أمرًا سهلًا؛ إذ يتنافى مع الطبيعة البشرية، “فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه”.

 

فما الآثار النفسية والاجتماعية التي قد تترتب عليه؟ وكيف يمكن للبشر التعامل الإيجابي معه مع تجنُّب آثاره السلبية؟

تفاءلوا تصحوا

وللخروج ناجين من ظروف التباعد الاجتماعي، أو لنقل تلك العزلة الإلزامية لعدة أسابيع كاملة، يشدد “هنري” على أننا نحتاج إلى: الهدوء والاستعداد النفسي. ولكن ماذا يعني أن تكون مستعدًّا نفسيًّا؟ يجيب بأنه يعتقد أن المهارة الأساسية التي نحتاج إلى شحذها في هذا التوقيت الصعب، هي الهدوء والمرونة النفسية.

من جانبه، يُعرِّف جيل نعوم -المختص بتدريس أساليب المرونة النفسية من جامعة هارفارد ومستشفى ماكلين- المرونة النفسية في أوقات الأزمات على أنها القدرة على تغيير المواقف والإجراءات الواجب اتخاذها عند ظهور أحداث جديدة أو غير متوقعة. وتتيح لنا هذه المهارة التعامل بسهولة أكبر مع الأزمات والمواقف الصعبة، دون الحاجة إلى فترات طويلة من الزمن.

يكشف “نعوم” عن أننا نستخدم هذه المهارة بالفعل في حياتنا اليومية، عندما نتعامل مثلًا مع تغييرات تحدث في أجندة العمل في اللحظة الأخيرة، أو أن تحتاج إلى تغيير ساعات العمل عندما يكون أحد الأولاد مريضًا مثلًا، أو الحاجة إلى إعادة ترتيب الأولويات في أثناء الفترات الانتقالية، كفترة ترك الوظيفة عندما لا تكون هناك بدائل أخرى متاحة، مشددًا على أن الحفاظ على عقلية مرنة وتحسينها سيكون مهارةً حاسمةً بالنسبة لنا، كبديل للوقوع في اليأس والقلق المزمن.

 

وبشكل عام، يتمتع البشر بالمرونة النفسية على نحوٍ ملحوظ، فقد عانى بعض الأفراد من مواقف وظروف حياة أسوأ بكثير مما يعتري البشرية الآن، على الرغم من صعوبة الوضع الآن بلا شك، ومع ذلك استطاعوا التغلب على الأمر والعودة إلى ما كانت عليه طبيعتهم السوية قبل مرورهم بالأزمة. يشير “سيغرين” إلى دراسات حالة لسجناء أمريكيين خلال حرب فيتنام، إذ جرى عقابهم بالحبس في زنازين صغيرة شديدة الصعوبة تسمى “أقفاص النمر”، وأحيانًا في أحواض من الماء حتى أذقانهم ولمدد طويلة. كانت إحدى المقاربات التى تنبأت بصحتهم النفسية على المدى الطويل هي مدى الشعور بالتفاؤل: فالسجناء الذين اعتقدوا أنه بغض النظر عن مدى سوء الأمور، سيبقون على قيد الحياة وستفوز بلدهم بالحرب في النهاية، أضحوا بصحة نفسية أفضل في وقت لاحق من حياتهم.

في هذا الإطار، يقدم هاني هنري مجموعة من النصائح للمساعدة في التحكم في مشاعر القلق والتوتر بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، ومنها:

التقليل من التعرض للأخبار السلبية، التي قد تؤدي إلى زيادة الإحساس بالهلع.

وضع حد أقصى لمعرفة الأخبار عن تطور الفيروس، وليكن ٣٠ دقيقة في اليوم كمثال.

قد يهمك ايضاً:

د. محمد الحلفاوى يكتب الأنبا بولا.. وفلك المحبة

السيد خيرالله يكتب: صياد وزارة الزراعة .. عبده مشتاق مع…

ضرورة الاستمرار في الحفاظ على الروتين اليومي، مثل الاستيقاظ في الموعد نفسه.

محاولة الفصل بين الالتزامات العائلية والتزامات العمل في أثناء العمل في المنزل.

محاولة تعلُّم هوايات جديدة أو خلق روتين جديد حتى انتهاء هذه الفترة، أو أداء بعض المهمات المؤجلة.

اختيار الانحياز إلى التفاؤل، بالرغم من الوضع الحالي.

الالتفات إلى قيمة اللحظة الحالية وإلى قيمة الصحة.

محاولة البعد عن الأشخاص السلبيين والبعد عن مصادر التوتر.

محاولة مساعدة الآخرين، والخروج خارج الذات.

من الممكن تسجيل مقاطع من الفيديو مع أفراد العائلة والتحدث عن كيفية مواجهة العائلة لهذه الأزمة، فمثل هذه الطرق تعطي الإنسان نوعًا من التحكم والأمل.

طلب المساعدة من الآخرين، سواء من المقربين أو طلب المساعدة النفسية من خلال العلاج السلوكي أو المعرفي، ومن الممكن أن يتم ذلك عبر الإنترنت، خاصةً مع توافر وسائل التواصل من خلال الفيديو.

التعبير عن مشاعر الغضب أو الآلام النفسية والتحدث عنها؛ لأن الكبت قد يؤدي إلى الاكتئاب أو زيادة الأمراض النفسية التي قد لا تظهر آثارها الآن.

ممارسة تمارين التأمل من خلال تطبيقات الموبايل أو ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية في المنزل
ولهذا فتجنب العامل النفسى مهم للغاية للوقاية من الامراض النفسية المتعلقة بهذا المرض …

لكم منى …
عمرو عبدربه عيد

اترك رد