مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

انور ابو الخير يكتب : محمد رمضان والهوس النفسي

 

قد يهمك ايضاً:

قناة السويس… شريان العالم واستحقاقات المستقبل

نكبة تستحضر نكبة بقلم / آمنة الدبش صحفية وناشطة نسوية

في واقعة جديدة علي المجتمع المصري أعادت الفنان محمد رمضان إلى دائرة الانتقادات أثار ظهوره في مهرجان “كوتشيلا” بالولايات المتحدة الأمريكية عاصفة من الجدل بعد أن ارتدى زيا ببدلة رقص هذه الإطلالة أثارت ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي والمجتمع المصري والعادات والتقاليد الدينية والإسلامية والثقافية وأعادت فتح النقاش حول مسئولية الفنانين تجاه صورتهم العامة وتأثيرهم على المجتمع وخاصة فئة الشباب
لقد تجاوز محمد رمضان حدود حرية التعبير الفني بتصرفات تهدد الذوق العام وتؤثر سلباً على سلوك الشباب الذين يتخذون منه قدوة
وبين حرية التعبير والمسئولية المجتمعية
أن ما قام به محمد رمضان قد يكون في نظره جزءا من الأداء الاستعراضي أو مواكبة لصيحات الفن العالمي لكنه في نظر آخرين خاصة داخل المجتمع المصري والعربي يمثل تجاوزا للخطوط الحمراء المتعارف عليها ثقافيا وأخلاقيا ودينيا والإساءة إلى قيم المجتمع وإهانة العلم المصري بعد ظهوره ببدلة ذهبية تشبه أزياء الراقصات ورفعه للعلم المصري بطريقة اعتبرها “مبتذلة” خلال العرض
والقضية لا تتعلق فقط ببدلة لامعة أو حركة مسرحية بل تنبع من قلق حقيقي لدى شريحة واسعة من الناس حول تأثير مثل هذه الإطلالات على الذوق العام وعلى أجيال من الشباب قد يرون في رمضان رمزا للنجاح وهنا يبرز دور الفنان كصانع وعي لا كمجرد مؤدي أو باحث عن الإثارة وستظل هذه الواقعة محل نقاش حاد بين من يرى في الفن حرية لا حدود لها ومن يرى فيه التزاما لا يستهان به حيث
تدني مستوى الأخلاق الذي يشهده واقعنا اليومي ولم نر له مثيلا من قبل والملاحظ أنه أخذ بالانتشار الواسع والبركة من الشباب فأصبحنا نشاهد ونسمع أمورا لم نعهدها في الشارع وفي العمل وحتى في المنزل وكأن ما يعرف بالأخلاق مسألة غدت من الماضي ناهيك عن المتغيرات التي دخلت على واقعنا سواء من الانفتاح الثقافي الكبير والعولمة والفضائيات أو الانترنت وكان نصيبنا منها الجانب السلبي الذي أثر في تدني مستوى الأخلاقيات العامة فكل ما حولنا يشير الى اننا نعاني من أزمة أخلاق كبير فالألفاظ التي تخدش الحياء نسمعها في الشارع والأماكن العامة وكأنها شيء متعارف عليه وفي المدارس تخلى التلاميذ عن براءتهم وتراهم يتحدثون في أمور نستغرب سماعها عن الممثل محمد رمضان الذي أفسد حياة كثيراً من الشباب وكثير من الشباب لم يعد للحكمة أي وجود لديهم وأصبحت الرعونة واللامبالاة والتحرش منهجا يفتخرون به وقد عزز ذلك ما تنشره بعض وسائل الإعلام والشيوسال ميديا التي تشحن الشباب بالحقد والكراهية واستخدام الالفاظ السيئة والبلطجة وتداولها بدلا من دعوتهم الى التبصر والمنطق والسير في الاتجاه الصحيح فالمشكلات الاخلاقية افرزت جانبا سلبيا على الفرد والمجتمع يضاف الى ذلك ما جاء به الانترنت والموبايل ليزيدا في تشويه منظومة الاخلاق والثوابت والقيم والمبادئ ومظاهر عديدة لازمة الاخلاق تتمثل في الانتكاسة الحاصلة بين الأبناء والآباء وعدم احترام الصغير للكبير والتعاون في قيم العمل وتدني مستوى الحوار بين الصفوة والقدوة فما بالنا بالآخرين ناهيك عن المفردات اللغوية السيئة التي يتم تداولها ولغة الهزل والابتذال وغدت العصبية هي المسيطرة في مجتمعنا نتيجة الأعمال الفنية السيئة التي يقوم بها هذا الفنان السئ ونتمنى من جميع الاخوة المصريين ان يترفعوا عن الالفاظ والمفردات السيئة التي أضحت شائعة لديهم للأسف رغم انها لم تكن في قاموس الآباء والأجداد الذين حرصوا كل الحرص على العناية والاهتمام بأصول التربية الحسنة المستمدة من شريعتنا الغراء ومبادئنا وتقاليدنا التي نفتخر ونعتز بها فكان نتاج جهدهم ثمرا يانعا عزز من القيم الاجتماعية وساعد على خلق مجتمع سليم معافى
فيا حبذا لو استدركنا أخطاءنا وصححنا هذا الاعوجاج اللا أخلاقي السائد حاليا قبل أن تستفحل هذه المشكلة وتضحى ظاهرة تلقي بآثارها السلبية على تعاملاتنا
لاسيما ان الدين المعاملة فلندفع بالتي هي أحسن ولنتذكر دوما أننا كمصريين ننحدر من نسل رجال اعتزوا بالخصال الحميدة والأخلاق الرفيعة وكانت البطولة والشيم الحسنة ملتصقة دوما بهم نريد أن نعلم ابناءنا كل ما هو حسن ولا نعلمهم كل ما هو سيئ
نأمل في حملة تتكاتف فيها جهود الجميع نسعى من خلالها الى تطبيق القوانين والتشريعات التي تضبط مسار حياتنا وتشدد على الجانب الأخلاقي منها فالمدرسة يجب أن تعود إلى مكانها الأول من حيث التربية والتعليم وكذلك يعود المنزل والاسرة الى مكانهما الأصلي وتركيز الوالدين على رعاية ابنائهم ومراقبتهم والاشراف المباشر على تربيتهم بالإضافة إلى تشريع حزمة من القوانين وتعديل القائم لتتناسب مع هذا العصر ويتلاءم مع سلوك المجتمع الحالي والحد من الانتشار الواسع للتكنولوجيا السيئة التي تطيح بالأخلاق وتنحدر بها إلى حافة الهاوية ومراقبة الأعمال الفنية التي تسيء الي رمز الدولة واتخاذ الإجراءات القانونية ضد من يسيء إلى الدولة والعمل على تطبيقها ونأمل من نقابة المهن التمثيلية والفنية القضاء على أزمة الأخلاق التي تفشت في مجتمعنا بشكل أصبح نذير شر علينا وعلى الأجيال القادمة كثيرا ما تم التحدث في هذا الموضوع لكتاب الصحافة ولاستغرابنا الحال التي وصلنا لها نكرره لأهميته حتى ينصلح الحال فليست هذه من شيمنا ولا من أخلاقنا
رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا