مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

انور ابو الخير يكتب: بين الأمل والألم

 

قد يهمك ايضاً:

مستقبل الأمن الغذائي في مصر 2030

انور ابو الخير يكتب : حينما ينهش الحب ما تبقى من الفرح

إذا كان هنالك من يعتقد بأن معجزة ما سوف تهبط من السماء وتغير وضع المواطن ومسار الأحداث فهو واهم لأن عصر المعجزات قد انتهى ولا يوجد أى مخرج من هذه الأزمات سوى توافر الإرادة والعمل الجاد والرؤية الواضحة ضمن حالة من التكاتف الوطنى والقومى والبعد عن المصالح الشخصية ونهب مقدرات الوطن فلا يريد أحد أن يفتح الباب لمزيد من التشاؤم لأن الحياة بلا أمل هى أقرب ما تكون إلى الجحيم ولكن وفى الوقت نفسه لايريد أحد أن نبنى آمالا وقصورا فى الهواء لأن هذا بالضبط ماتفعله الحكومات إن الأوهام والآمال العريضة الجوفاء هى وراء معظم الصدمات التى يعانى منها الشعب والتغيير كان دائما شكليا ولا يصب فى الجوهر فكلما جاءت حكومة جديدة مثلا لفظها الشعب باعتبارها خارج نطاق المطلوب واستمرارا للمسيرة السابقة وكلما جاءت حكومة لعنت ما قبلها باعتبارها المسئولة عن ما يعانيه الشعب من مآس بين الألم والأمل بين الضياع ونقيضه بين أجل قد مضى وآخر قد بقي لا ندر ما قاض فيه نقف لنتساءل كيف المسير وأين المصير؟ فحيثما وليت وجهك فتم الذل وتم الإذلال لشعب تاه آناء الليل وأطراف النهار فهل من معتصم؟
حق للمرأة المصرية أن تلتحف حدادا فقد مات الرجال لن أكون مغامرا لدرجة التيه حتى أمتطي صهوة الشرف منافحا عن كرامة أمة ما عاد لها وجود فذلك أمر دونه خرط القتاد إذ من الصعب الدفاع عن اللاموجود ومن الأصعب الاقتناع بسهولة بعثه من جديد
لقد بلغ منا اليأس مبلغا تشرذمت على جنباته أحلامنا وانكسرت أمانينا وبسط ذلك ليس بالتشاؤم المفرط ولكنه جرأة وجب تحققها حتى يتأتى لي ولغيري ملامسة الجراح وتحمل أنين الوجع فشتان بين الإقدام والإدبار وشتان بين الصدق والنفاق ولقد بات من المشروع طرح السؤال من الشعب بعد أن أناخت حكوماتها؟ من حيارى أبناء الوطن الكبير بعد أن ضاعت بوصلة الحق بإعلام فاسد ومثقف خانع؟ أسئلة ترسم ملمح واقع مخز أثث فضاؤه بجراح غائرة خلفتها سيوف الظلم وشفرات الاستكبار على كل مستهتر بمقدرات الشعب أن يعي أن الحياة دول يوم لك ويوم عليك ولا دوام لحصون الظلم إذ لا حصانة لا اليوم ولا غدا للظلمة آكلي قوت الشعب فقد أوهى قرنه الوعل وداهية الدواهي أن ضربات الأغيار الأجانب وإن كانت تؤلم فليست على قدر ضربات بني جلدتنا ممن هم منا ومعنا وبيننا لكن يجرحوننا لدرجة الانكسار إن الإهانة لا دواء لها وإن الكرامة أعز ما يملك كرامة استبيحت بتعليم هش وإعلام أكثر هشاشة وفن متسيب أفسد الذوق وقبح الجمال فأنى لنا أن نتكلم عن وعي أمة وقد غزى المشهدَ الرويبضة أو من هم أضل؟
لقد توارى الرجال وتسيد أشباههم في زمن ماسخ نعيشه استنسر فيه البغاث واستبحر الغدير وتكلم في شؤون الناس أشباه العوام ممن هم أحق بالإلجام لقد استأسد الغي على الرشد إن معالم الجريمة بدت واضحة تجاه جيل بأكمله أريد له أن يكون تائها تافها مغيبا مفعولا به لا فاعلا يصنع
له الوهم ويزيف أمامه النجاح عبر سياسات تجاوزنا مرحلة الشك نحو اليقين لنجزم أنها ممنهجة تهدف هدم القيم واستنبات جيل من التافهين محدودي الرؤية والتفكير فمن بعد ذلك يعمر الوطن عمرانا حضاريا رصينا؟ ومن يتصدى لمحاولات نخر الجسد الكلي عبر أنواع الغزوالمرابطة في الداخل والخارج تنتظر تمام الغفوة ليتحقق لها كمال السطوة
فكلما بزغ بريق من الأمل تلته غيوم الطعن من الخلف هاوية بأماني الشعب فكذلك كان الأمر فيما سمي زورا بالربيع العربي والذي شبه لنا أنه مرحلة جديدة ستتسيد فيها كرامة المواطن وإرادته لنصدم بالردة وسرقة الآمال عبر أكبر عملية غدر في التاريخ المعاصر لقد ظل الحال كالحال أو ربما أسوأ لكن أمة مجزوم أن الخير فيها إلى يوم الدين تأبى استمرار الانبطاح إذ لا بد لقومة أن تنطلق من أكمتها ولابد لجذوة الإهانة أن تنطفئ وعلى كل مستهتر بمقدرات الشعوب أن يعي أن الحياة دول يوم لك ويوم عليك ولا دوام لحصون الظلم إذ لا حصانة لا اليوم ولا غدا للظلمة آكلي قوت الشعوب فقد أوهى قرنه الوعل
فلكل ولي أمر صغر هذا الأمر أو كبر أقول صادقا أسسوا لمنابت الرجال ومشاتل الشرفاء قولا وفعلا صدقا وعدلا فإن سار الحال على ذات الوزان فلن تجدوا يوما ما عندما تقطفون كل الزهور من يقيكم زحف الربيع

التعليقات مغلقة.