مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

ادم خضر يكتب : ” حـــور ”

3

 

 

بين يوم وليلة أصبحت أنا الرجل الذي ملئت الأرجاء والأجواء بقصته، لم تكن قصة كفاح، او حتى قصة قصيرة في أحد الدواوين، ليست من خيالات الكتاب ولا أكاذيب القصاصين، أتدري! عندما تتوقف الشمس عن الإشراق، والسحب عن التراكم ، عندما يأتي الشتاء بلا أمطار ويخلو من صوت فيروز، وتخلو الشوارع من رائحة المياه ، هذا هو الوصف الأقرب لما كنت عليه في الماضي ، فقد قضيت عهدا طويلا من حياتي لم يكن يروقني منظر الفتيات الحسناوات، فلم أنجذب ناحية امرأة تتأود، ولم يدهشني وجهاً وصفوه بالجمال وإذا حدثتني إحداهن تقلص وجهي واكفهر حتى التضاريس والمعاني المحفوظه في أذهان الشباب لم يحالفني الحظ في التعرف عليها

قد يهمك ايضاً:

أحمد سلام يكتب روعة الحوار الوطني

حازم مهني يكتب ..ذكريات محمول المصرية للإتصالات

بين الاقسام 1

حتى جاءت هي كحاملة للسلام بعد فترة حرب استمرت لسنوات ، كأنها جنرال أعلن وقف اطلاق النيران أو نجمة هبطت علينا من السماء لتغمر العالم بالجمال الذي فقده بسبب كثرة الحروب ، فإذ بها تشرق في قلبي لتنير ظلمته وتجعله كالتنور المسجور، وقد حدثني قلبي ذات مرة أنها حور من الجنة فلم أصدقه حتى رأيت في عينيها رسالة سماوية تشبه الوحي الإلهي وعلى خديها خيال لقصرٍمشيد تجري من تحته الأنهار، وفي جبينها آثارا لأشعة القمر المنير وقد خيل لي أن هناك أحاديث ليلية بينها وبين السماء عندما تلألأت النجوم على شفتيها ذات ليلة…

حبيبتي : أخبريني إن كنت حور من الجنة فلقد كان حديثك في المساء أشبه بحديث الملائكة مع الأولياء الصالحين وعيناك نافذتان رأيت من خلالهما جمال نهر الكوثر العظيم ، عندما أحدق فيهما أتخلص من الإنكسار الذي ظل يلاحقني ، الهزائم المتكررة التي تلقيتها في معاركي مع العالم القبيح ، ويداك التي وضعت بصماتها على يداي فأنشأت امشي كالمسحور وظن الناس أنني مفتون بنداهة ليس إلا ، ابتسامتك كانت قادرة على إيقاف أي حرب مهما بلغت نتائجها وعبوسك معناه عودة صوت الرصاص من جديد وشعرك المرسل الذي يشبه السنابل التي فقد الفلاح مدى جودتها في موسم حصاده ، وقدميك التي إن غمست في الرمال لتحولت إلى بحرٍ من الرحيق المختوم ، فاسقيني بيديك حتى أفوز بمقعد في الجنة

أحبك في اليوم الذي جعلت فيه حياتي خضراء كلون عيناك ، أحبك بقدر ما أصبحت وسادتي تشتاق إلى الليلة التي ألقاك فيها بأحلامي .

التعليقات مغلقة.