مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

اجتماع وزاري يهدف إلى تمهيد الطريق نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة في إقليم شرق المتوسط

1

كتب: عبد الرحمن هاشم

يُعقَد اجتماع وزاري حول الطريق إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة في إقليم شرق المتوسط، في صلالة، بعُمان، في المدة من 3 إلى 5 أيلول/سبتمبر 2018. وسوف يضُم هذا الاجتماع، الذي تستضيفه حكومة عُمان على مدى ثلاثة أيام، وينظمه المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، وزراء صحة، ومسؤولين رفيعي المستوى من وزارات الصحة والمالية، وخبراء عالميين وإقليميين، وبرلمانيين، وشركاء في التنمية.

ويأتي الاجتماع في إطار الجهود التي تبذلها منظمة الصحة العالمية من أجل مواصلة التركيز، وبقوة، على قضية التغطية الصحية الشاملة، من خلال عقد سلسلة من الفعاليات على مدار عام 2018. وسوف يُتيح الاجتماع الفرصة لراسمي السياسات للاطلاع على أفضل الممارسات العالمية بُغيَة الـمُضي قُدُماً صَوب تحقيق التغطية الصحية الشاملة على نحو فعّال، وذلك عبر تقوية النُّظم الصحية بما يتماشى مع خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

وتُعَد التغطية الصحية الشاملة استراتيجية أساسية تُسهم في إحراز التقدم نحو بلوغ أهداف إنمائية أخرى متصلة بالصحة، وأوسع نطاقاً. وقد أصبحت التغطية الصحية الشاملة الآن تمثل أولوية استراتيجية وقيادية عُليا بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية، وأولوية جامعة لعمل منظمة الصحة العالمية في الإقليم، تهدف إلى معالجة نقص فرَص الحصول على الرعاية الصحية المطلوبة عالية الجودة، فضلاً عن مجابهة الآثار المدمرة التي تسببها الأعباء المالية المتزايدة الناجمة عن المدفوعات الشخصية التي تُنفَق على الصحة، مما يؤثر، بوجه خاص، على الفئات ذات الدخل المنخفض. وتؤدي المدفوعات الشخصية، التي تُنفَق من أجل الحصول على الرعاية الصحية إلى إفقار نحو 100 مليون شخص في العالم سنوياً، يعيش منهم 7.7 مليون شخص في هذا الإقليم.

والتغطية الصحية الشاملة تعني إمكانية حصول جميع الناس والمجتمعات المحلية على الخدمات الصحية المعزّزة، والوقائية، والعلاجية، والتأهيلية، والملطفة التي يحتاجون إليها، والتي تكون عالية الجودة بما يكفي لتكون فعّالة، وأن تكفل، في الوقت ذاته، لهؤلاء ألا يتعرضوا لضائقة مالية جراء استخدامهم لتلك الخدمات.

قد يهمك ايضاً:

ارتفاع سعر جرام الذهب اليوم.. وعيار 21 يسجل 3125 جنيها

ولا يقتصر الحصول على الرعاية الصحية الأساسية والحماية المالية على تعزيز صحة الناس والمأمول من أعمارهم وحسْب، بل يحمي البُلدان كذلك من انتشار الأوبئة، ويُحد من الفقر وخطر الجوع، ويخلق فرصاً للعمل، ويحفز النمو الاقتصادي، ويعزز المساواة بين الجنسين.

ويقول الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: «إنه بالرغم من أن العديد من البُلدان في الإقليم يؤمن بالرؤية المتعلقة بالتغطية الصحية الشاملة، فإن الحصول على الخدمات الصحية لا يزال يمثل تحدياً كبيراً في ظل العديد من حالات الطوارئ المستمرة والحادة والممتدة».

ويتطلب المسير صَوْب تحقيق التغطية الصحية الشاملة تقوية النُّظم الصحية، بما في ذلك زيادة الاستثمارات العامة في الصحة، والتعامل مع المحددات الاجتماعية والبيئية للصحة على نحو فعّال، من خلال العمل المشترك بين القطاعات.  وتُمثل الحماية الصحية الاجتماعية والإنصاف اعتبارين رئيسيّين يُسهمان في تحقيق التغطية الصحية الشاملة.

ويضيف الدكتور المنظري القول: «إننا نعقد هذا الاجتماع الوزاري لكي نجدد التزامنا بتحقيق الهدف المتعلق بالتغطية الصحية الشاملة، ولكي نساعد الدول الأعضاء في إعداد خرائط طريق وطنية ووضعها حيز التنفيذ، حتى تتمكن من تقوية نُظُمها الصحية وتمضي قُدُماً صَوْب تحقيق التغطية الصحية الشاملة».

وقد تعهدت البُلدان، تمشياً مع خطة التنمية المستدامة 2030، بالالتزام بتحقيق التغطية الصحية الشاملة بحلول عام 2030. وقد آن الأوان الآن لكي يُترجَم هذا الالتزام العالمي إلى عمل وطني. ويقول الدكتور ظفار ميرزا، مدير تطوير النُّظُم الصحية بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط: «إن العمل بالوتيرة المعتادة لن يكون مفيداً بأي حال». إننا بحاجة إلى نقله نوعية ثلاثية المحاور: تتمثل في كوْن التغطية الصحية الشاملة أمراً يمكن تحقيقه؛ وأن الموارد يمكن حشدها؛ وأن الصحة لابد وأن تؤخذ بعين الاعتبار في جميع السياسات. ويقول الدكتور ظفار ميرزا، مدير تطوير النُّظُم الصحية بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط أيضا: «إن منظمة الصحة العالمية تدعو إلى حدوث تحول في طريقة التفكير». فالتغطية الصحية الشاملة، أولا وقبل كل شيء، هي بلا شك خيار سياسي. ومتى تمَّ ذلك الاختيار، فإن كل شيء سيسير بعد ذلك وفقاً للخطة».

ومن المنتظر أن يختتم الاجتماع أعماله بتوقيع الدول الأعضاء على الميثاق العالمي المعني بالتغطية الصحية الشاملة 2030، وذلك بقصد تعزيز التزام الدول الأعضاء بوضع رؤية وتنفيذ خرائط طريق وطنية من أجل الـمُضي قُدُماً نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة في الإقليم.

اترك رد