مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

إنتخابات النواب مابين السعي وراء الحلم بالكرسي وبين مصلحة المواطن

5

بقلم – أمانى النجار:

أيام قليلة فقط هي ماتفصلنا عن الإستحقاق الديمقراطي الثاني في مصر كي يكتمل النصاب النيابي للدولة ألا وهو إنتخابات مجلس النواب المصري لعام 2020.

فقد أسدل الستار على برلمان 2015 بماله وما عليه  ،فله من الإيجابيات مايذكر له وله من السلبيات مايؤخذ عليه .

وبدأ الإعداد والإستعداد لسيناريو جديد ألا وهو برلمان 2020

فقد أعلنت اللجنة الوطنية العليا للإنتخابات في مؤتمرها الذي عقد في يوم 10 ستمبر 2020 وتناقلته وسائل الإعلام المحلية المسموعة والمرئية بأنه تقررعقد إنتخابات مجلس النواب المصري لعام 2020  أيام  21 و22 و23 من شهر أكتوبر المقبل بالنسبة للمقيمين في الخارج على أن تقام يومي 24 و25 للمصريين بالداخل .

كما تحدد أيام 21و22و 23 من نوفمبر المقبل للإعاده بالنسبة للمقيمين بالخارج.

وكذلك يومي 23و24 بالداخل على أن يتم الإعلان عن النتيجة النهائية في يوم 30من نوفمبر المقبل .

ليفتح الستار أمام عرض برلماني جديد لمدة 5 سنوات هي فترة إنعقاد المجلس كما نص قانون إنتخابات مجلس النواب .

ومنذ أن أعلنت اللجنة العليا للإنتخابات عن الجدول الزمني المحدد لإنتخابات النواب وبدأت الأسماء و الأشخاص الذين لهم الرغبة في تقلد هذا المنصب بالتهافت والظهور الطاغي على صفحات السوشيال ميديا ، بل وانقلبت ساحة الإنترنت إلى ساحة لعرض المرشحين والإعلان عنهم واحداً تلو الآخر ، لدرجة أنه أصبح يخيل لي من كثرتهم أننا ها قد وصلنا لمرحلة نائب لكل مواطن ولا أبالغ .

بغض النظر عن تقسيم الدوائر الإنتخابية اللي تتسع بالكاد ل 4 مرشحين إذا كانت الدائرة كبيرة ومرشحين إثنين إذا كانت من  الدوائر الصغيرة .

وهنا يأتي السؤال الأهم في هذا الصدد…هل الكثرة العددية للمرشحين التي تزدحم بها ساحات السوشيال ميديا ومواقع التواصل الإجتماعي تصب في مصلحة المواطن أم إنها سعي وراء  حلم نيابة البرلمان وعقدة الحصانة وحب السلطة والنفوذ بغض النظر عن مصلحة المواطن الذي لايكاد يُرى في بعض الأحيان بالعين المجردة لبعض المرشحين ؟؟؟

وهنا نرى المواطن البسيط وقد اختلط عليه الأمر وبدأت تدور في رأسه الدوائر وتجول في رأسه الأسئلة فهل يخضع لأختيارات الأحزاب التي مازالت حتى الأن في طور الولادة والمهد إلا من حزبين أو أكثر على الساحة .

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب: أحلام ضائعة

وتراه يتوه بين عدد ليس بالقليل من الأحزاب الكرتونية من ناحية والأحزاب ذات القوة الناعمة التي لا تكاد تؤثر في سير الحياة السياسية في المجتمع وبالتالي لايعلم عنها المواطن البسيط شيء

أم الحل في أن يعطي ثقته للنواب المستقلين الذين ليس لديهم أية إنتماءات حزبية ؟!!

ويزداد الأمر سوءً وبلاءً بدخول المال السياسي كطرف في المعادلة الإنتخابية ، فبعض النواب السابقين ممن ذاقو حلاوة السلطة وأصبح من  الصعب أن يتركوا مقاعدهم ويعودوا إلى سابق عهدهم صفراً خائبين .

فبالرغم من غضب رجل الشارع وإحساسه بأنهم مجرد وهم أو طيف لا يكاد يُرى في الحقبة البرلمانية  سوى مرة أو مرتين خلال الماراثون الإنتخابي كله ، ومنهم من يُرى طيفه  على هيئة صورة في لافتة  في بعض المناسبات للتهنئة بالأعياد الرسمية أو ماشابه ذلك .

الأمر الذي يدفع  هؤلاء النواب إلى إدخال واستغلال  المال السياسي وذلك من أجل استعادة اللقطة ضمن قواعد اللعبة الإنتخابية فيبدأ المزاد فمن يغدق أكثر يجني أصوات أكثر مستغلين في ذلك حاجة المواطن البسيط من ناحية والجهل السياسي من ناحية أخرى في بعض الأحيان .

إن استعاده الثقة بين مجلس النواب والمواطنين ضرورة وليست خيار فالتحديات التي تواجهها البلاد سواء كانت إقتصادية أو إجتماعية أو إقليمية أو دولية بالإضافة إلى التحديات والحروب الداخلية والخارجية تتطلب وجود برلمان قوي يحظى بثقة المواطنين ، فسلامة السلطة التشريعية والمتمثلة في مجلسي النواب والشيوخ تؤثر مما لاشك فيه على كلاً من السلطتين التنفيذية والقضائية بالرغم من مبدأ استقلال السلطات والفصل بينهما .

فإن لم يكن هناك نواب أقوياء هدفهم الأول والأخير هو مصلحة الوطن والمواطنين فمن أين لنا بحكومة قوية تحمل على كتفها عبء رفعة الوطن وتقدمه وأزدهاره .

لذا وجب علينا جميعاً الإنتباه لهذا الأمر لأنه في حقيقته جد خطير .

احذر اخي الناخب فمن يدفع لك اليوم الجنيهات ثمناً لصوتك سيكلفك في المستقبل القريب الآلاف من الجنيهات لمواجهة مرافق خربه ومنظومة صحية فاشلة ومتهالكة ومنظومة تعليم لا تستطيع تخريج كادر متعلم ومثقف ينتفع منه الوطن ، ستدفع أمام جنيهاتهم الزهيدة ثمناً غالياً من صحتك وصحة أولادك وأحفادك لأنك لم تحسن الإختيار وحينها لا تلومنَ إلا نفسك .

أفيقوا يرحمكم الله الفظوا العصبيات الجاهلية وازهدوا في المال الزائل الذي لايغني ولايثمن من جوع ، عمقوا النظر إلى المستقبل ، من أجل أن نصل إلى نواب يمشوون على الأرض ويتجولون في الأسواق فقد سئمنا من نواب الصور واللافتات على مدار أعوام وأعوام هي حصيلة أعمارنا .

أختار النائب الذي يمثلك كشخص لك كيان مستقل لك من الحقوق ما يؤهلك للقيام بالواجبات ، استشعروا أمانة الإختيار  ومسئولية الصوت الذي ستحاسبون عليه في الدنيا أمام أولادكم واحفادكم وذويكم وفي الأخرة أمام الله .

من أجل أن نصل إلى مصرنا التي نحلم بها في ظل قيادة رئيس يسعى كل السعي لرفعة شأن مصر ومواطنيها ومن أجل ذلك يضحي بالغالي والنفيس .

اترك رد