مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أزمة مياه كارثية في إيران قد تدفع 50 مليوناً للهرب خارجها

0

كتب – حمدى شهاب

ادت عقود من إساءة استخدام مصادر المياه في إيران إلى أزمة شح كبير في المياه العذبة، وقد ساعدت على تعميقها عوامل أخرى مثل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وبناء الحرس الثوري للسدود بدون عوائق.

ويقول موقع قناة “الحرة” التليفزيونية، إن شح المياه مشكلة يشعر بها معظم سكان الجمهورية الإيرانية وكانت من بين العوامل التي أدت إلى موجة الاحتجاجات ضد نظام الملالي، بحسب ما يقول الباحث أمير توماج في مقال نشرته مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات.

سياسات الإسراف

ويضيف توماج أن “سياسات الحكومات الإيرانية المتعاقبة أدت بشكل منهجي إلى الإسراف في استخدام المياه” إضافة إلى عوامل أخرى مثل “الفساد وانعدام الرؤية الصائبة وبناء الحرس الثوري السدود من دون عوائق وعدم كفاية الهياكل الأولية لتوزيع المياه والمشاريع الزراعية غير المجدية وتدني نوعية المياه”.

ملوحة النهر

ويضرب توماج مثالا “بارتفاع نسبة الملوحة بسرعة كبيرة في نهر كارون، أحد أكبر أنهار إيران، وذلك بعدما بنى الحرس الثوري عليه سد كوتفند في أرض قريبة من أحواض ملحية، رغم التحذيرات من آثار المشكلة”.

قد يهمك ايضاً:

الدكتور يوسف عبده يقيم إفطاراً لرابطة “خريجي إعلام…

يجب وضع حد لنزيف الدماء بفلسطين وإتاحة دخول المساعدات…

وقد أدى ارتفاع نسبة الملوحة “إلى إتلاف الأراضي الزراعية في خوزستان، المحافظة الغنية بالنفط والتي كانت مركزا زراعيا هاما لمئات السنين. ورغم أن النظام الحاكم أدرك خطورة المشكلة لكنه لم يفعل شيئا لمعالجتها” أو للحد من آثارها.

جفاف أنهار وبحيرات

وتبدو تبعات سوء الإدارة جلية للعيان في عموم إيران “فبحيرة أرومية وعدة أنهار رئيسية كان مصيرها الجفاف” ما دفع بالكثير من سكان الأرياف “للهجرة إلى مدن الأكواخ في المناطق الحضرية” ويعترف مسؤولون في الحكومة الإيرانية بأن “ربع سكان البلاد باتوا يقطنون تلك المدن”. وهذه كما يرى توماج “تربة خصبة للاضطراب الاجتماعي والسياسي” والدليل أن “المناطق المتضررة شهدت احتجاجات متصاعدة في العقد الأخير”.

50 مليوناً سيغادرون

وينقل توماج عن وزير الزراعة الإيراني السابق عيسى كالانتاري تحذيره من أن “50 مليون إيراني، أي 70 في المئة من سكان البلاد سيضطرون لمغادرتها خلال 22 عاما”. ويضيف توماج أن “بقاء هذه المشكلة من دون حل قد تكون له تبعات خطيرة على الأمن العالمي” وقد تنجم عنها صراعات كبيرة في المنطقة وقد تفضي إلى “تدفق غير مسبوق للاجئين الإيرانيين إلى دول الجوار”.

مساعدة أمريكية

ويدعو توماج الولايات المتحدة إلى وضع قائمة “بالفاسدين والمؤسسات المتورطة في اتخاذ قرارات أدت إلى مفاقمة أزمة المياه في إيران بما فيها الشركات المملوكة للحرس الثوري”.

ويخلص توماج إلى اقتراح للإدارة الأميركية بأن “تمنح تراخيص لشركات تحلية المياه الأميركية لبيع التقنيات والمعدات لإيران” رغم العقوبات المفروضة عليها، على أن يكون ذلك مشروطا “بالتزام طهران بالشفافية التامة، والتي يمكن التأكد منها من مصادر دولية مستقلة”.

اترك رد