مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

محمد حسن حمادة يكتب: فلاح قرية طنان الفصيح في أوروبا

7

استقبله وزير الزراعة عندما وصل للقاهرة بقاعة كبار الزوار.

أجرت معه الإعلامية الشهيرة همت مصطفى لقاءً إعلاميا.

قد يهمك ايضاً:

تحليل سوات والحياة اليومية للمواطن

انور ابو الخير يكتب: لا شيء يستحق الحداد

الحاج يحي محمد نجم رحمه الله نائب رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي وخريج معهد (تونتشتال) بألمانيا الغربية.

شن نابليون بونابرت عام 1812 حملة عسكرية على روسيا لفرض سيطرته على أوروبا مخططا لإنهاء وجود إمبراطورية القيصر الروسى ألكسندر الأول وفي طريقه لها لم يمر بدولة أوروبية إلا وكان أهلها يتجمهرون وخاصة النساء لرؤية موكب نابليون الأسطوري، وعندما دخل أطراف اﻷراضي الروسيه شاهد أحد الفلاحين الروس منهمكا منكفئا على زرعه وبيده منجله يحرث أرضه بهمة ونشاط غير عابئ بموكب نابليون فاستفز هذا الفلاح بونابرت وقال لأتباعه : ألاترون هذا الفلاح الروسي الحقير لم ينظر إلى موكبي وبنات أوروبا يخرجن من غرف نومهن شوقا لمروري أمام منازلهن؟ فأوقف نابليون الموكب وأمر بإحضار الفلاح فأتوا به مكبلا! فعرفه نابليون بنفسه وسأله نابليون عن أقرب الطرق التي تؤدي إلى قريته؟ وبكل إباء وشمم يسخر الفلاح من نابليون قائلا: من تكون أيها النابليون؟ لم أسمع بك من قبل! فاستشاط نابليون غضبا وزاد حنقا على الفلاح الروسي وقرر معاقبته وقال له: سوف أجعلك تندم وتعلم من هو نابليون”. فأمر أحد جنوده بتسخين قطعة من الحديد على شكل حرف ( N ) بالفرنسية حيث الحرف الأول من اسمه ليكوي بها ذراع الفلاح الروسي! ويضعها كوشم غائر على ذراع الفلاح يصعب محوه أو إزالته فما كان من الفلاح الروسي إلا أن هوى على ذراعه بالمنجل وقطعها من رسغها صارخا في وجه نابليون : إما الموت أو الحياة بذراع واحدة خير لي أن أعيش ويلوث جسدي حرف من اسمك أيها الغازي المحتل فأنا وكل ما أملك لبلادي، فذهل نابليون من سلوك هذا الفلاح الوطني الروسي وطلب من جنوده أن يحضروا الضمادات لوقف نزيف جرحه قائلا: من العار أن يموت رجل يملك هذه الشجاعة والاعتزاز ببلده، لكن للأسف وافته المنية من شدة النزيف”، وفي رواية أخرى يقال: إن نابليون بونابرت تألم لموت هذا الرجل بهذه الميتة البشعة ويبدو أنه أصيب بحمى تأنيب الضمير فأمر جنوده بتشييد قبر لهذا الفلاح الشجاع ومكث في المكان لعدة أيام وقبل أن يغادره وضع قبعته الشخصية على القبر وتركها تكريما له وأمر قواته ألا تدخل تلك القرية احتراما لهذا الفلاح، ثم نظر إلى جنوده وقال قولته الشهيرة (من هنا تبدأ الهزيمة ) وبالفعل حلت الهزيمة النكراء بنابليون رغم توغل جيش نابليون واندفاعه داخل الأراضي الروسية حيث تبنى الروس سياسة الأرض المحروقة وحرقوا قراهم ومدنهم على أن ينسحبوا منها ويسلموها لنابليون فضلا عن مجموعة من الأوبئة والأمراض التي فتكت بالجنود الفرنسيين كما كان لهجمات الفلاحين الروس على جيش نابليون عظيم الأثر في إضعاف قوة الجيش الفرنسي ثم جاء الجنرال شتاء ليقضي الصقيع على ما تبقى من مغامرة نابليون ويخرج من روسيا مدحورا مهزوما ذليلا، الشاهد هنا أن الفلاح هو أول من زرع سنابل النصر وقاوم الغزو ولم يقبل بالهزيمة ووصل لأسمى معاني الوطنية فهو أكثر شخص يعرف معنى الأرض فهي تساوي في قاموسه كلمة وطن، وعت مصر هذا الدرس منذ فجر التاريخ وأبلغ دليل على ذلك هو الفلاح المصري الفصيح فالفلاح المصري هو الجندي المجهول عبر العصور، فهو يكافح وينحت حرفيا في الصخر ويروي الأرض من عافيته وجهده وأنفاسه، مقدرا قيمة الأرض واهبا روحه ودمه وفانيا عمره في رعايتها وحراستها، من هذه الفصيلة فلاح طناني فصيح وصل به الشغف والطموح إلى أن وصل للقارة الأوروبية العجوز وقام بجولة في ألمانيا الغربية وعدة دول أوروبية منها تشيكسلوفاكيا ويوغوسلافيا وعدة دول أوروبية أخرى، اختارته مصر عن محافظة القليوبية لتمثيلها في بعثة علمية زراعية مع وفد مكون من ثلاثة عشر فلاحا مصريا لمدة ستة شهور لشرح تجربة الاتحاد التعاوني الزراعي وللتعرف على أساليب الزراعة العصرية والميكنة الزراعية الحديثة وتطوير عقلية الفلاح المصري والنهوض بالثروة الزراعية وعاد لينقل خبرته ودراسته في أوروبا إلى بلده وعندما وصل هو وأقرانه إلى مطار القاهرة أوفدت الدولة وزير الزراعة لاستقبال هذه البعثة بشكل رسمي فدخلوا من قاعة كبار الزوار وأجرت الإعلامية الشهيرة الراحلة همت مصطفى حوارا إعلاميا معه ومع أفراد البعثة كما أجرت معه جريدة التعاون حوارا صحفيا قبل السفر وبعد عودة البعثة من الخارج فمن هو هذا الفلاح الطناني الفصيح الذي شرف قرية طنان في الداخل والخارج وترك بصمة في المجال الزراعي؟
إنه المغفور له بإذن الله الحاج: يحي محمد نجم:
خريج معهد (تونتشتال) بألمانيا الغربية.
عضو الجمعية الزراعية بطنان.
عضو مجلس محلي مركز قليوب.
عضو الاتحاد الاشتراكي.
نائب رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي.
وافته المنية في 28/12/1998 تاركا إرثا من المجد والفخار لعائلته وقريته، لتروي سيرته الأجيال، تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته ورفع درجاته بقدر عطائه ومساهماته لقريته ووطنه.

التعليقات مغلقة.